حفتر يأمر قواته بالتوجه غرباً... والمجلس الرئاسي يعلن النفير

ليبيا: حفتر يأمر قواته بالتوجه غرباً... والمجلس الرئاسي يعلن النفير

03 ابريل 2019
أرتال عسكرية تابعة لحفتر بدأت التحرك (Getty)
+ الخط -
أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، ومقرّه طرابلس، النفير العام في صفوف القوات العسكرية والأمنية من الجيش والشرطة، بعد أن أعلنت القيادة العامة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، عن صدور أوامر من الأخير للتحرك باتجاه مناطق غرب ليبيا، "لتطهير ما تبقى من الجماعات الإرهابية الموجودة في آخر أوكارها بالمنطقة الغربية".

وصرّح المجلس الرئاسي، في بيان له، مساء اليوم الأربعاء، أنه "يتابع بأسف ومنذ فترة ما يصدر عن بعض الأطراف من تصريحات وبيانات مستفزة، تتحدث عن التوجه لتطهير المنطقة الغربية وتحرير العاصمة طرابلس"، معربًا عن "تنديده بشدّة بهذا التصعيد".

وبينما أكد الرئاسي على التزامه ضبط النفس في السابق تجاه ما وصفه بـ"الافتعال المتعمد للأزمات"، فقد أكد أنه "أمام الإصرار على تبني هذا النهج العدائي"، أصدر الأوامر لقوّاته بـ"الاستعداد والتصدي لأية تهديدات تستهدف زعزعة الأمن في أية منطقة من بلادنا، سواء من تنظيمات إرهابية أو إجرامية أو مجموعات مارقة خارقة عن القانون، أو مرتزقة، أو من يهدد أمن أي مدينة ليبية".


وأشار إلى أن "هذا التصعيد الممنهج يأتي قبل أيام معدودة من عقد الملتقى الوطني الجامع، والذي يرى فيه الليبيون بصيص أمل ومخرجًا من الأزمة، وفرصة لتوحيد المؤسسات، وطريقًا يوصل للانتخابات"، مردفًا أن "تلك الأطراق بخطابها هذا ستعمل على تقويض كل ذلك".

ودعا الرئاسي، في المقابل، إلى "الاحتكام للغة العقل والحكمة"، مجددًا التأكيد على أنه "لا حل عسكريًا للأزمة الليبية، والحرب لا تجلب إلا الدمار للبلد والمعاناة للشعب".

وتزامن إعلان حفتر مع نشر شعبة الإعلان الحربي التابعة لقواته فيديو مطولًا أظهر عشرات السيارات المسلحة تسير في طرقات صحراوية في مناطق غير معلومة، إلا أنها أكدت أنها تتجه إلى "المنطقة الغربية"، "تنفيذًا لأوامره"، في وقت لم تعلن فيه حكومة الوفاق بطرابلس أي موقف رسمي تجاه الإعلان.

وفي هذا السياق، أعلن أحمد المسماري المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات اللواء حفتر، عن وصول طلائع قواته إلى مدينة غريان الواقعة بنحو 90 كلم غرب طرابلس.

وجاء إعلان المسماري في ساعات الصباح الأولى ليوم الخميس بعد تقدم قوات حفتر باتجاه غريان إثر اشتباكات شهدتها منطقة الأصابعة المحاذية لغريان، والتي تسيطر عليها قوات حفتر.

وبحسب المستشفى العام لمدينة غريان فإن قتيلا وجريحا هي حصيلة الاشتباكات التي اندلعت في الأصابعة، والتي أشارت وسائل إعلام مقربة من حفتر إلى أنها حدثت بعد محاولة قوات حكومة الوفاق طرد قوات حفتر منها، لكن الأخيرة نجحت في صدها والتقدم باتجاه غريان.




ويعد إعلان حفتر الأول بعد أكثر من شهر من التحركات الغامضة التي تجريها قواته في أكثر من منطقة غرب البلاد.

وكان المكتب الإعلامي لقوات حفتر قد أعلن أول من أمس الإثنين، عن تكليف حفتر الرسمي لقائد الغرفة الرئيسية لعمليات الكرامة، اللواء عبد السلام الحاسي، بإمرة غرفة "تشكيل المجموعات العسكرية بالمنطقة الغربية"، وهو الذي كان مكلفًا بإمرة غرفة عمليات حفتر في الجنوب في منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي.

ويحدث التصعيد تزامنا مع وصول الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى العاصمة طرابلس، قبل أيام من رعاية البعثة الأممية في ليبيا الملتقى الوطني العام في غدامس الليبية. ​