سلامة: فرنسا تعترف بحكومة السراج ولا تتجاهل دور حفتر

غسان سلامة: فرنسا تعترف بحكومة السراج ولا تتجاهل دور حفتر بـ"مواجهة الإرهاب"

29 ابريل 2019
سلامة: باريس ستدعم محاولة وقف الحرب في ليبيا (Getty)
+ الخط -
قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، اليوم الإثنين، إن فرنسا تعترف بحكومة "الوفاق" برئاسة فائز السراج، "لكنها لا تتجاهل دور اللواء المتقاعد خليفة حفتر في مواجهة الإرهاب"، ما يمثل تحولا في الموقف الفرنسي، والدولي عموما، الذي يعتبر "الوفاق" الحكومة الشرعية الوحيدة في ليبيا.

وكشف سلامة، في حديث لـ"إذاعة فرنسا"، أنّ وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان "أبلغني بأنّه سيدعم محاولة وقف الحرب في ليبيا".

وأضاف أنّ "باريس تعترف بحكومة السراج، لكنها لا تتجاهل دور حفتر في مواجهة الإرهاب".

وأعلن حفتر في 4 إبريل/ نيسان الحالي، إطلاق عملية عسكرية لاقتحام العاصمة طرابلس، بينما ردّت حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً، بإطلاق عملية "بركان الغضب"، لوقف أي اعتداء على العاصمة.

وجاءت عملية حفتر قبل أيام من انطلاق مؤتمر الملتقى الوطني الجامع بمدينة غدامس، جنوب غربي ليبيا، الذي كان مقرراً بين 14 و16 إبريل/ نيسان الحالي، تحت رعاية الأمم المتحدة، بهدف حل الأزمة الليبية وإطلاق العملية السياسية، وتم تأجيله إلى أجل غير مسمى.

واتهم السراج فرنسا بدعم حفتر في حربه على العاصمة طرابلس، وقال، في مقابلة مع صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، الأربعاء: "نحن متفاجئون لأنّ فرنسا لا تدعم حكومتنا، بل تساند ديكتاتوراً"، وذلك بعدما أدلى بتصريحات مماثلة قبل يوم لصحيفة "لوموند".

وأضاف رئيس حكومة الوفاق الليبية: "عندما اتصل بي (الرئيس الفرنسي) إيمانويل ماكرون (في الثامن من إبريل/ نيسان)، أبلغته بأنّ الرأي العام في طرابلس هو ضد فرنسا. لا نريد أن يكره الليبيون فرنسا. فرنسا ما زال لديها دور إيجابي ومهم لتلعبه في ليبيا".

ونفت فرنسا، الخميس، هذه الاتهامات، مؤكدة أن "لا أساس لها من الصحة"، وجددت دعمها "للحكومة الشرعية لرئيس الوزراء فايز السراج، ووساطة الأمم المتحدة من أجل حل سياسي شامل في ليبيا".

من جهة أخرى، أشار سلامة إلى أنّ "الانقسام الحاد داخل مجلس الأمن حال دون تمرير قرار بريطاني لوقف إطلاق النار في ليبيا".

وفشل مجلس الأمن الدولي، في 8 إبريل/ نيسان الحالي، بإصدار قرار حول ليبيا، بسبب خلافات بين الوفدين الروسي والأميركي، متعلّقة بصيغة البيان.

وأوضحت مصادر لـ"العربي الجديد"، أنّ "الوفد الروسي اعترض على مشروع البيان الذي قامت بريطانيا، حاملة القلم، بصياغته، والذي أشار إلى قوات خليفة حفتر وسماها بالاسم، وطالبها بوقف التصعيد. وفضّل الطرف الروسي أن تنص صيغة البيان على توجيه الدعوة لكل الأطراف في ليبيا بالتهدئة، دون تسمية أي طرف بعينه".

ورفض الوفد الأميركي ألّا ينص مشروع البيان بشكل صريح على ذكر قوات اللواء حفتر، وأن يتضمن فقط صيغة "جميع الأطراف".


إلى ذلك، قالت ماريا دو فالي ريبيرو، مساعدة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، لوكالة "فرانس برس"، مساء الأحد، إنّه "ينبغي أن نتوقع تدهور" الوضع الإنساني "الخطير" في طرابلس.

وأضافت دو فالي ريبيرو، في مقابلة مع "فرانس برس": "طالما أنّ هذا الوضع (العسكري) ما زال مستمراً (...) ينبغي أن نتوقع تدهور" الوضع الإنساني.

وقالت مساعدة مبعوث الأمم المتحدة، المعنية بالأخص بملف المساعدة الإنسانية: "حين نرى استخدام وسائل جوية وقصفاً عشوائياً لمناطق مأهولة بكثافة مثل ما حصل الأسبوع الماضي، فمن الصعب أن نكون متفائلين".

ولا يزال مدنيون عالقين في مناطق القتال رغم فرار نحو أربعين ألفاً منهم، ومن الصعب الوصول إليهم لتقديم خدمات الإغاثة والمساعدات الإنسانية.

على جانب آخر، لفتت دو فالي ريبيرو إلى وجود "3500 مهاجر ولاجئ بوضع خطر في مراكز احتجاز تقع قرب مناطق الاشتباكات". وأضافت "لذا، سنواصل الدعوة إلى احترام المدنيين، وهدنة إنسانية، كما أننا سنبقى نأمل بحل سلمي للأزمة".

وقُتل 278 شخصاً على الأقل، وأُصيب أكثر من 1330 آخرين، منذ بدأ حفتر هجومه على طرابلس، في 4 إبريل/ نيسان، بحسب منظمة الصحة العالمية.

كما أعربت المسؤولة الأممية عن "قلقها" إزاء تداعيات النزاع على "الخدمات الأساسية" في العاصمة الليبية، وعلى "إمدادات المياه والكهرباء" والخدمات الصحية أو "توفر السلع الأساسية وأسعارها".