السودان: مليونية للمطالبة بحكم مدني... وتحذيرات من "انقلاب مضادّ"

السودان: مليونية مرتقبة للمطالبة بحكم مدني... والصادق المهدي يحذّر من "انقلاب مضادّ"

25 ابريل 2019
+ الخط -

يترقب السودان، اليوم الخميس، "مسيرة مليونية" للضغط على المجلس العسكري الانتقالي لنقل السلطة إلى إدارة مدنية، بينما صدرت تحذيرات من إمكانية مواجهة "انقلاب مضاد"، بحال لم يتم الاتفاق على المرحلة الانتقالية.

وفي خطوة تدلّ على محاولة المجلس المؤلف من عشرة ضباط تجنّب مزيد من التصعيد، أعلن ثلاثة من أعضائه استقالاتهم، فيما ذكّر "تحالف الحرية والتغيير" المطالب بتشكيل حكومة مدنية، بالاتفاق بين الطرفين على "لجنة مشتركة لترتيبات الانتقال"، من دون مزيد من الإيضاحات.

ومنذ 6 إبريل/ نيسان، يواصل آلاف المتظاهرين اعتصامهم قرب مقرّ القيادة العامّة للقوات المسلحة في الخرطوم. ومستنداً إلى هذا الاعتصام، أطاح الجيش السوداني في 11 إبريل/ نيسان الرئيس عمر البشير وأعلن اعتقاله، ولا يعرف مكان وجوده حتى اليوم.

إلا أنّ المحتجين واصلوا الاعتصام مطالبين بنقل السلطة إلى إدارة مدنية.

وانضم الأربعاء، مئات المحتجين القادمين من مدينة مدني (وسط) إلى المتظاهرين في العاصمة. وكان مئات آخرون قادمون من عطبرة (وسط) وصلوا إلى الخرطوم، الثلاثاء، للمشاركة في الاعتصام.

وتوعّد قادة "تحالف الحرية والتغيير" بالتصعيد. وقال أحدهم صديق فاروق الشيخ لـ"فرانس برس": "لدينا خطوات تصعيدية. سنسيّر مواكب مليونية"، مضيفاً: "كما أننا نحضّر لإضراب شامل".

ودعا القيادي أحمد الربيع "إلى مسيرة مليونية الخميس". وتكثفت الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في تجمع اليوم.

وكان قادة التحرك الاحتجاجي علّقوا محادثات بدأوها مع أعضاء المجلس العسكري، الأحد، متحدثين عن عدم تجاوب المجلس مع مطالبهم.

وبعد تصعيد لهجتهم، دعاهم المجلس العسكري، إلى لقاء جديد مساء الأربعاء. وبعد انتهاء الاجتماع، قال المتحدث باسم المجلس العسكري الفريق شمس الدين كباشي لصحافيين: "التقينا حول مختلف جوانب المذكّرة التي قدمها تحالف الحرية والتغيير".

ولم يقدّم المتحدث إيضاحات حول المطلب الرئيسي بتسليم السلطة لحكومة مدنية، لكنه قال: "لم تكن هناك خلافات كبيرة".

وقال أحمد الربيع: "اتفقنا على لجنة مشتركة لترتيبات الانتقال"، من دون أن يوضح ماهية الانتقال. وأضاف لوكالة "فرانس برس"، أنّ "اللجنة المشتركة ستنظر في شكل المجلس السيادي، هل يكون مشتركاً مدنياً وعسكرياً أم مدنياً فقط أم عسكرياً فقط".

وعقد الاجتماع في القصر الجمهوري. وبعد وقت قصير على انتهائه، أعلن المجلس في بيان منفصل استقالة ثلاثة من أعضائه؛ هم الفريق الأول الركن عمر زين العابدين، والفريق الأول جلال الدين الشيخ، والفريق الأول - شرطة الطيب بابكر.

وبحسب الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري، فإنّ "الاستقالة قيد النظر أمام رئيس المجلس" للبتّ فيها.

تحذير من انقلاب مضادّ

في الأثناء، قال زعيم المعارضة السودانية الصادق المهدي لـ"رويترز"، اليوم الخميس، إنّ "السودان قد يواجه انقلاباً مضادّاً إذا لم يتوصل المجلس العسكري والمعارضة لاتفاق بشأن تسليم السلطة".

وعبّر المهدي عن اعتقاده بأنّ المجلس العسكري سيسلّم السلطة للمدنيين، في حالة الخروج من المأزق الحالي. وقال إنه سيدرس الترشح للرئاسة فقط في حال إجراء انتخابات، لا خلال الفترة الانتقالية.

القضاة ينضمّون إلى الحراك

وللمرة الأولى، يفترض أن ينضم إلى اعتصام اليوم القضاة السودانيون، بحسب ما جاء في بيان صدر الأربعاء، وذلك "دعماً للتغيير ولسيادة حكم القانون ومن أجل استقلال القضاء".

وبدأت التظاهرات في السودان في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ضد قرار الحكومة زيادة أسعار الخبز ثلاثة أضعاف. إلا أنها سرعان ما تحولت إلى احتجاجات غير مسبوقة عمّت البلاد ضد حكم البشير.

وقالت المسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية ماكيلا جيمس، المكلفة شؤون شرق أفريقيا، خلال زيارة للخرطوم الثلاثاء، "لقد عبر الشعب السوداني بشكل واضح عما يريده". وأضافت: "نحن نؤيد المطلب الشرعي للشعب السوداني بحكومة يقودها مدنيون، نحن هنا لتشجيع الطرفين على العمل معاً لدفع هذا المشروع قدماً في أسرع وقت ممكن".

واجتمع قادة في الاتحاد الأفريقي الثلاثاء في مصر، وناقشوا الوضع في السودان، وطالبوا في نهاية القمة المجلس العسكري السوداني بتسليم السلطة للمدنيين خلال مهلة ثلاثة أشهر، تحت طائلة تعليق عضوية السودان في الاتحاد.

(العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
أطفال سودانيون في مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور في السودان (الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنّ طفلاً واحداً على الأقلّ يقضي كلّ ساعتَين في مخيّم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان بسبب سوء التغذية.
الصورة
نازحون سودانيون في مدرسة في وادي حلفا 1 (أشرف شاذلي/ فرانس برس)

مجتمع

في فناء رملي لمدرسة تحوّلت إلى مركز إيواء للنازحين في شمال السودان، يلعب أطفال بالكرة. من حولهم، ينتظر عشرات الأشخاص المنهكين الفارين من الحرب، منذ أشهر، تأشيرة دخول الى مصر.
الصورة
تشاد (مهند بلال/ فرانس برس)

مجتمع

فرّ مئات الآلاف من السودانيين من الحرب في بلادهم إلى تشاد، ووجدوا الأمان في أكواخ هشّة في مناطق صحراوية، لكنّهم باتوا أمام تحدٍّ لا يقلّ صعوبة وهو إيجاد الرعاية الطبية والأدوية للبقاء على قيد الحياة.
الصورة
مطار إسطنبول الدولي (محمت إيسير/ الأناضول)

مجتمع

استغاثت ثلاث عائلات مصرية معارضة لإنقاذها من الترحيل إلى العاصمة المصرية القاهرة، إثر احتجازها في مطار إسطنبول الدولي، بعدما هربت من ويلات الحرب في السودان عقب سبع سنوات قضتها هناك، مناشدة السلطات التركية الاستجابة لمطلبها في الحماية

المساهمون