نواب المحافظين يشنون هجوماً للإطاحة بماي بحلول يونيو

نواب المحافظين يشنون هجوماً للإطاحة بماي بحلول يونيو

23 ابريل 2019
ترتفع المطالب باستقالة ماي داخل حزب المحافظين(Getty)
+ الخط -

تعود المباحثات الثنائية بين حزبي العمال والمحافظين في بريطانيا، حول "بريكست"، للانعقاد اليوم الثلاثاء، وسط أجواء مشحونة داخل "المحافظين" نتيجة تكثيف جهود معارضي تيريزا ماي للإطاحة بها من زعامة الحزب في غضون أسابيع، في حال فشلت في تمرير صفقتها حول الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، في البرلمان.

ولا ينتظر أن تكشف مفاوضات "بريكست" بين الحزبين البريطانيين عن أي انفراج في المواقف عندما يجتمع وزير "بريكست" في الحكومة البريطانية ستيف باركلي، بوزير "بريكست" في حكومة الظل العمالية كير ستارمر. وبالرغم من جدولة جلسات تفاوضية عدة أخرى، لا ينتظر أن تجمع أي منها زعيمي الحزبين، ماي وجيريمي كوربن.

وفي الوقت الذي يعود فيه السياسيون البريطانيون إلى أعمالهم بعد عطلة عيد الفصح، كثف معارضو ماي في حزبها من جهودهم للإطاحة بها من زعامة المحافظين، ورئاسة الوزراء.

وتجتمع مساء اليوم لجنة 1922، والتي تجمع نواب المقاعد الخلفية من حزب المحافظين الحاكم، حيث تسود التوقعات بأن يطالب رئيس اللجنة غراهام برادي، رئيسة الوزراء، بالتنحي قبل نهاية يونيو/حزيران المقبل.

وقال نايجل إيفانز، النائب عن المحافظين والعضو في إدارة اللجنة البرلمانية، صباح اليوم، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "سأكون سعيداً جداً إذا أعلنت اليوم عن نيتها الاستقالة، وسيكون لنا أن ننظم انتخابات نختار فيها زعيماً جديداً لحزب المحافظين".

وأضاف "أعتقد أن الطريقة الوحيدة للخروج من المأزق الحالي بشكل مناسب هي في انتخابات جديدة لزعامة حزب المحافظين...إذا كان هناك إعلان اليوم عن رئيسة الوزراء، فإننا سنبدأ بالإجراءات على الفور".

وكان رؤساء نحو 70 دائرة انتخابية محافظة محلية قد وقعوا على عريضة تطالب باجتماع استثنائي لمؤتمر حزب المحافظين الوطني، بهدف التصويت الرمزي على عدم الثقة في رئيسة الحزب، ولكن لا يحق للمؤتمر أو لجنة 1922 إجبار ماي على الاستقالة.

إلا أن إيفانز يرى أن الضغوط الآتية من قواعد الحزب خارج البرلمان، ونوابه داخله، تبعث برسالة شديدة الوضوح لماي، بأنه يجب عليها "قبول حقيقة أن المطالب باستقالتها تنمو بشكل مطرد".

وأكد إيفانز في تصريحات سابقة أنه سيستغل اجتماع اليوم للمطالبة باستقالة ماي، قائلاً "لقد عدلت رئيسة الوزراء موعد بريكست مرتين حتى الآن، ولم نغادر الاتحاد الأوروبي. نعلم الآن أن رئيسة الوزراء ليست جيدة في التعامل مع المواعيد، ولذلك يجب أن نحدد لها موعداً (للاستقالة)".

وتحظى وجهة نظر إيفانز بدعم أعضاء آخرين في اللجنة التنفيذية من مجموعة 1922، والذين عبروا عن اعتقادهم بأن ينتهي الاجتماع بأن يطلب زعيم اللجنة، برادي، من ماي الاستقالة نهاية يونيو/حزيران في حال لم يحرز أي تقدم في عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ولكن لا يبدو أن وجهة نظر إيفانز، وهو من متشددي "بريكست"، هي السائدة بين المحافظين، فقد رفض وزير السجون روري ستيوارت هذه المطالب، ودعم بقاء ماي في منصبها، مؤكداً أن المشكلة ليست في زعامتها، بل في الخلافات العميقة حول "بريكست" داخل الحزب.

وقال ستيوارت صباح اليوم لقناة "بي بي سي" إن "الفكرة القائلة بأن زعيماً جديداً ذا شخصية جذابة واستثنائية، سيستطيع أن يجد حلاً فجأة ويمرر صفقة بريكست في البرلمان خاطئة. لا يتعلق الأمر بشخصية الفرد، بل بالخلافات العميقة بينهم حول بريكست".

وكانت ماي قد نجت من تصويت في الثقة على زعامتها للمحافظين في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهو ما يجعلها آمنة في منصبها لعام كامل، وفقاً لقوانين حزب المحافظين الداخلية. وتصب الانتخابات الحزبية المبكرة في صالح متشددي "بريكست" مثل بوريس جونسون ودومينيك راب، واللذين يطالبان ماي بإعادة التفاوض على "بريكست" للتخلص من خطة المساندة الأيرلندية. وتضع استطلاعات الرأي الأخيرة جونسون في مقدمة المرشحين لخلافة ماي عند 32 في المائة بين قواعد الحزب، ويخلفه راب عند 14 في المائة.

أما المرشحون الآخرون من أعضاء الحكومة البريطانية مثل وزير البيئة مايكل غوف (8 في المائة) ووزير الخارجية جيريمي هنت (6 في المائة)، فيفضلون أن تستقيل ماي بعد إقرار صفقة "بريكست" لتجنب إعادة التفاوض عليها.

 

 

 

المساهمون