هدوء حذر جنوب طرابلس... وحفتر يلجأ للقصف الجوي ليلاً

هدوء حذر في جنوب طرابلس... و"بركان الغضب" تتجه صوب مناطق الجبل الغربي

طرابلس

عبد الله الشريف

avata
عبد الله الشريف
22 ابريل 2019
+ الخط -

تعيش مناطق جنوب العاصمة الليبية طرابلس حالةً من الهدوء الحذر، منذ مساء أمس الأحد، فيما تعزز قوات عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة "الوفاق" مواقعها في الأحياء الجنوبية للعاصمة، بعد إحكام سيطرتها عليها.

رغم ذلك، لم يتوقف سلاح الجو التابع للحكومة عن تنفيذ غارات على مواقع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر حتى صباح اليوم، الإثنين، بهدف الضغط عليها لإرغامها على التراجع أكثر جنوب العاصمة.

وأوضح المتحدث باسم عملية "بركان الغضب"، محمد قنونو، أنه "حتى صباح اليوم الإثنين، أغارت طائراتنا على مواقع في الأصابعة وغريان وقاعدة الوطية"، مشيراً إلى أن عدد الغارات منذ ظهر أمس، وصل إلى 11 غارة، مقابل ست غارات لقوات حفتر.

وأضاف أن "غارات قوات حفتر باتت تعتمد على الغارات الليلية التي تنفذها طائرة من دون طيار"، مؤكداً أن أياً منها لم تحقق هدفها.

ومنذ أسبوع، تمكنت قوات حكومة "الوفاق" من اقتحام المناطق الجنوبية وتأمين منافذ المدينة، وتحديداً السواني والزهراء، جنوب غرب، وقصر بن غشير، جنوب شرق، بعد تقهقرٍ كبير لقوات حفتر باتجاه مدينة غريان الواقعة غرب العاصمة بنحو 90 كيلومتراً.

وأكد قنونو، في هذا الصدد، أن قوات الحكومة عززت من تمركزها في السواني والزهراء غرباً، مروراً بالساعدية وحتى وادي الربيع شرقاً، مؤكداً أن "طوق العاصمة بات مكتملاً، بعد تراجع كبير لخلايا حفتر داخل العاصمة، فيما تجري المعارك، منذ أمس الأول، في شكل كرٍّ وفر بين الهيرة والساعدية، وسط تراجع معظم قوات حفتر إلى منطقة الأصابعة وغريان".

ونشرت وسائل إعلام تابعة لـ"الوفاق" فيديوهات وصورا تؤكد سيطرة قوات الحكومة على أحياء عين زاره والخلة ووادي الربيع، بالإضافة إلى معسكر اللواء الرابع في الساعدية.

وبيّن قنونو أن الهدوء الذي تشهده محاور القتال بين الساعدية والهيرة يأتي لإفساح المجال للضربات الجوية التي لم تتوقف عن استهداف تمركزات حفتر في غريان والأصابعة، بقصد إضعافها وقطع خطوط الإمداد الرابطة بينها وبين قاعدتي الجفرة والوطية، المركزين الأساسيين لقوات حفتر في غرب البلاد.

وفيما أكد قنونو أن المرحلة الثانية ستبدأ قريباً باتجاه السيطرة على قاعدة الوطية وغريان لإنهاء سيطرة حفتر كلياً على الغرب الليبي، بدت تصريحات المتحدث باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، تخلو من الحديث عن معارك في مناطق عين زاره ووادي الربيع، في اعتراف ضمني بفقدان الحييين اللذين يقعان إلى الجنوب الشرقي من العاصمة.

وخلال مؤتمره الصحافي الذي عقده ليل أمس، الأحد، فضّل المسماري الحديث عن الغارات الجوية التي تنفذها قوات حفتر، دون الحديث عن معارك على الأرض، باستثناء تأكيده وجود اشتباكات عنيفة في منطقة الساعدية القريبة من الهيرة، أولى مناطق غريان الجبلية.

واعترف المسماري أيضاً بتمكن طيران الحكومة من استهداف قاعدة الوطية التي تعتبر أهم قواعد قوات حفتر في الغرب الليبي، بالإضافة إلى قاعدة الجفرة الواقعة إلى الجنوب الغربي من العاصمة بنحو 450 كيلومتراً، والتي تعد المركز الأول لقوات حفتر.

في الأثناء، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن ارتفاع عدد ضحايا القتال الدائر حول العاصمة طرابلس إلى 245 قتيلاً و1228 جريحاً، بالإضافة إلى ارتفاع أعداد النازحين إلى 30 ألف نازح.

ذات صلة

الصورة
من أجواء المسيرة المنددة بالعدوان الإسرائيلي في مخيم شاتيلا ببيروت (العربي الجديد)

سياسة

شهد لبنان، اليوم الجمعة، فعاليات شعبية عدة تنديداً بجرائم الاحتلال الإسرائيلي والمجازر التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني وأهالي غزة.
الصورة
فقدت أدوية أساسية في درنة رغم وصول إغاثات كثيرة (كريم صاهب/ فرانس برس)

مجتمع

يؤكد سكان في مدينة درنة المنكوبة بالفيضانات عدم قدرتهم على الحصول على أدوية، خاصة تلك التي للأمراض المزمنة بعدما كانت متوفرة في الأيام الأولى للكارثة
الصورة

منوعات

استيقظ من تبقى من أهل مدينة درنة الليبية، صباح الاثنين الماضي، على اختفاء أبرز المعالم التاريخية والثقافية في مدينتهم؛ إذ أضرّت السيول بـ1500 مبنى. هنا، أبرز هذه المعالم.
الصورة
عمال بحث وإنقاذ في درنة في ليبيا (كريم صاحب/ فرانس برس)

مجتمع

بعد مرور أكثر من أسبوع على الفيضانات في شمال شرق ليبيا على خلفية العاصفة دانيال، لا سيّما تلك التي اجتاحت مدينة درنة، وتضاؤل فرص الوصول إلى ناجين، صار هاجس انتشار الأوبئة والأمراض يثير القلق.