تدخلٌ إماراتي وتباينٌ بالرؤى يفشلان عقد جلسةٍ برلمانية بطرابلس

تدخلٌ إماراتي وتباينٌ بالرؤى بين النواب يفشلان عقد جلسةٍ برلمانية بطرابلس

22 ابريل 2019
باتت إمكانية عقد جلسة في طرابلس شبه مستحيلة (Getty)
+ الخط -

كشف مصدرٌ برلماني من مدينة طبرق، شرق ليبيا، عن قيام دولة عربية داعمة للواء المتقاعد خليفة حفتر، بـ"شراء ذمم" نواب في البرلمان، من أجل الحيلولة دون انقسام مجلس النواب على خلفية رغبة عددٍ من أعضائه في عقد جلسة في طرابلس، مع فشل عقد واحدة في العاصمة الليبية أمس الأحد.

وأكد نائب ليبي، فضل عدم ذكر اسمه، أن نواب المنطقة الغربية يوفرون النصاب القانوني لعقد جلسة في طرابلس تهدد وضع رئاسة المجلس المتمثلة في عقيلة صالح والتيار النيابي الموالي لحفتر. لكنه قال إن "الإمارات لم تتوقف عن العمل عبر عدد من النواب المقربين من حفتر، للحيلولة دون انعقاد الجلسة، وقد تمكنت بالفعل من تحييد عدد لا بأس به من نواب المنطقة الغربية"، لافتاً الى أن إمكانية عقد جلسة في طرابلس "بات تقريباً من المستحيلات".

وأوضح المصدر أن "مساعي بعض البرلمانيين في هذا الصدد، ووجهت إما بالترغيب أو الترهيب، وتلقى بعضهم تهديداً مباشراً لعدم المشاركة في جلسة البرلمان التي كان من المزمع عقدها أمس الأحد في طرابلس".

وأكدت عضو مجلس النواب، السيدة العقوبي، أن عدداً من نواب المنطقة الغربية رفضوا عقد جلسة بطرابلس. وقالت في تصريح تلفزيوني ليل أمس الأحد، إن "الرافضين لعقد جلسة في طرابلس، لا يزالون يعولون على الحوار مع خليفة حفتر"، مؤكدة فشل جهود عقد جلسة بطرابلس أمس الأحد.

وعبّر مئة نائب في مجلس النواب الليبي، عن رفضهم لهجوم حفتر على العاصمة طرابلس، مطالبين خلال بيان مشترك أصدروه في السادس من إبريل الحالي، اللواء المتقاعد بالتراجع "فوراً" عن قرار دخول العاصمة عسكرياً، مؤكدين أن "الحرب لن تحقق شيئاً إلا إراقة المزيد من دماء الليبيين، وإشعال فتيل حرب لا يمكن معرفة أين ومتى تنتهي".

ويمثل نواب الغرب الليبي الأكثرية في مجلس النواب، بما يزيد عن مئة نائب، ما يوفر النصاب القانوني لعقد جلسة تتطلب 90 نائباً.

لكن المصدر البرلماني تحدث عن وجود "وجه آخر ساعد في الحيلولة دون عقد الجلسة ممثلاً في وجود نواب من الغرب يوالون حفتر ويؤيدون الحرب على طرابلس".

وبحسب النائب خالد الأسطى، أحد النواب الساعين لعقد جلسة بطرابلس، فإن الهدف من تلك الجلسة كان الإعلان عن موقف أغلبية النواب من الحرب على طرابلس، والتأكيد على أن قرار مجلس نواب طبرق، والذي بارك عملية حفتر، لا يعبر عن رأي أغلبية النواب.

وكان الأسطى أكد في تصريحات صحافية صدرت عنه أواخر الأسبوع الماضي، إمكانية انعقاد أولى جلسات النواب في طرابلس الأحد، أي يوم أمس.

ويعاني مجلس النواب انقساماً كبيراً وتشتتاً في آراء أعضائه منذ ما يزيد عن السنة والنصف، بسبب مواقفهم المتباينة من حروب حفتر في بنغازي ودرنة والجنوب الليبي، وعلى خلفية عدم توافقهم بشأن عددٍ من قرارات المجلس، مثل التعديلات الدستورية وقانون الاستفتاء عليه، بالإضافة للتعديلات على اتفاق الصخيرات.

ورأى المحلل السياسي الليبي، خليفة الحداد، أن "أغلبية تحدر النواب من الغرب الليبي لا يعني توفر النصاب ولا إمكانية عقد الجلسة بسبب تعدد واختلاف مواقفهم"، مشيراً الى أن بناء هذا الرأي على أساس بيان النواب المئة، أمر خاطئ.

وقال الحداد لــ"العربي الجديد"، إن "تأثير الصدمة بقرار حفتر المفاجئ للهجوم على طرابلس، في وقت كان الليبيون وكل العالم في انتظار توصيات ملتقى غدامس الذي كان على وشك الانعقاد، سبب رئيسي في تشتت مواقف النواب"، لافتاً إلى أن كثيرين من النواب لا يزالون يرون إمكانية نجاح جهود السلام.

وأعرب المحلل الليبي عن اعتقاده بأن "تصريحات البعثة الأممية التي لا تزال تؤكد بعد 19 يوماً من الحرب إمكانية وقفها، هي عامل إضافي، كما أن تخوف نواب المنطقة الغربية من أن يكون لجلسة طرابلس تأثير مباشر على وحدة البلاد أمر آخر ينظر إليه بعين الاحترام".

وفيما رأى الحداد أن عقد جلسة لمجلس النواب في طرابلس سيأتي بنتائج سلبية لرغبة معارضي حفتر، رجح المحلل عقيل الأطرش، نجاحها بشكل كبير.

ورأى المحلل السياسي الليبي، أن "عدداً من نواب الجنوب والشرق أيضاً، يعارضون حفتر، وبالتالي فإن دعوى أن ترسخ جلسة طرابلس مبدأ التقسيم وتهدد وحدة البلاد أمر بعيد"، لكنه أشار في حديثه لـ"العربي الجديد" الى أن "قادة طرابلس لم ينظروا الى أهمية تلك الجلسة سياسياً، وإمكانية أن تؤثر في ميزان الرأي الدولي، ولذا فهم لم يدعموا انعقادها".

ودعا الأطرش القوى السياسية، بما فيها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والمجلس الأعلى للدولة، إلى دعم عقد الجلسة، ولو بغير نصاب قانوني، لبيان الرأي الآخر للجسم التشريعي الذي يعترف به المجتمع الدولي.

ورغم الانقسامات وتشتت الجهود، يبدو أن عدداً من النواب يعقدون لقاءات دورية يمكن أن ترقى لمستوى عقد الجلسة. وأكدت النائبة ربيعة أبوراص في هذا الإطار، خلال تصريح تلفزيوني ليل أمس الأحد، أن نواب مدينة طرابلس ومدن ليبية أخرى تمكنوا من عقد لقاء أمس الأحد في طرابلس.

وقالت إن "49 نائباً حضروا اللقاء أمس"، مؤكدة عزمهم على عقد لقاءات دورية دون توقف في طرابلس "من أجل الدفاع عن العاصمة".​

المساهمون