هل تلقى حفتر دعماً أميركياً؟

هل تلقى حفتر دعماً أميركياً؟

21 ابريل 2019
هجوم حفتر يهدّد الاستقرار بليبيا (محمود تركية/ فرانس برس)
+ الخط -
لا تزال حملة اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، على العاصمة الليبية طرابلس تفتقد بعد أكثر من أسبوعين من إطلاقها لموافقة دولية صريحة، رغم الحديث عن الدعم الروسي والفرنسي، ومؤخراً الأميركي أيضاً، في ظل بحثه عن "شرعنة" دولية لحملته العسكرية التي يبدو أنها في طريق الانكسار.


وبات هجوم حفتر، وإن من خلف الستار، مفضوحاً بتواطؤ غربي ودعم من بعض الدول العربية، ليمنع ذلك إصدار قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بإنهاء القتال في طرابلس. وفيما تتصدّر مصر والإمارات والسعودية الدول العربية الداعمة لحفتر، فإن روسيا عملت، منذ إطلاق حفتر حربه على العاصمة الليبية في 4 إبريل/ نيسان الحالي، على منع أي تحرك دولي ضده.

وفي خلفية المشهد كانت فرنسا حاضرة، قبل أن تطل الولايات المتحدة بشكل واضح، بعرقلة تبنّي مشروع قرار بريطاني في مجلس الأمن لوقف الحرب، ثم إشادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدور حفتر "الجوهري في مكافحة الإرهاب"، في اتصال هاتفي بينهما.

وما يزيد هواجس طرف حفتر في بحثه عن داعم دولي واضح، سرعة تناقل وسائل إعلام وتلفزيونات مقربة منه لبيان البيت الأبيض يوم الجمعة الماضي، بخصوص ما جاء في المكالمة، مع التأكيد بالخصوص على تنصيصها على "الجهود الجارية لمكافحة الإرهاب والحاجة لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا"، وأن ترامب ناقش "رؤية لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي ديمقراطي مستقر".

وحاولت عدة وسائل إعلام مقربة من حفتر تفسير البيان بأنه دعم أميركي صريح، على الرغم من خلوه من أية إشارة لحربه الجديدة على العاصمة.

وفي هذا الصدد أكد المتحدث باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، أن تصريحات ترامب بشأن محورية حفتر في "الحرب ضد الإرهاب سيكون لها تأثير إيجابي في المعارك ضد التنظيمات الإرهابية".

وأضاف المسماري في تصريحات تلفزيونية مساء يوم الجمعة الماضي أن "تصريح ترامب يدل على قناعة الولايات المتحدة بالدور المحوري للجيش الليبي (قوات حفتر) في الحرب ضد الإرهاب"، معبرًا عن الارتياح الكبير للموقف الدولي لمنع إصدار قرار في مجلس الأمن ضد عملية طرابلس.

لكن المستشار السياسي السابق لحفتر، محمد بويصير، ينفي أن يكون الاتصال له علاقة بوجود دعم أميركي لحفتر، وقال "يبدو أن المحادثة جاءت بطلب سعودي"، مضيفاً أن معنى الاستجابة للدعوة السعودية أراد من خلالها ترامب أن يقول لحفتر "دعمناك من قبل في محاربة الإرهاب، ونتوقع منك الآن دوراً إيجابياً في مستقبل نظام ديمقراطي مستقر في ليبيا".

وهو ما يتفق مع تصريحات وزير الدفاع الأميركي بالنيابة، باتريك شاناهان، أمس السبت، التي قال فيها إن "واشنطن تؤيد دعم خليفة حفتر في دوره في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب؛ ولكننا نحتاج أيضاً إلى دعم حفتر في بناء الاستقرار الديمقراطي في المنطقة"، رداً على سؤاله عن الموقف الأميركي من حرب حفتر على طرابلس.

واعتبر بويصير أن حفتر "لا يملك القدرة على الاستفادة من حدث كهذا"، موضحاً أن "إعلام الإمارات والسعودية ومعهما أتباعهما حاولوا لي عنق المكالمة وحشوها بما لم يحدث فيها، وصوروها على أنها تضمنت دعماً للانقلاب الفاشل أو أن القوات الأميركية في طريقها لإنقاذ حفتر وقواته". واعتبر أن الأمر "محاولة لوقف الانهيارات في صفوف قواتهم".

وقد سبق أن أصدرت السفارة الأميركية في ليبيا بياناً يوم الثامن من إبريل/ نيسان الجاري، أكدت فيه من جديد أنه "لا يوجد حل عسكري للصراع في ليبيا".
وشددت عبر حسابها الرسمي على موقع "تويتر" على أن "الحل السياسي هو الطريقة الوحيدة لتوحيد البلاد وتقديم خطة لتوفير الأمن والاستقرار والازدهار لجميع الليبيين".

وحثت السفارة الأميركية لدى ليبيا في تغريدة ثانية "جميع الأطراف على وقف التوتر على الفور"، كما أكدت أنها "تقف إلى جانب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في دعوتها إلى هدنة إنسانية للسماح لخدمات الطوارئ بالوصول إلى المدنيين المصابين".

من جانب آخر، أكد المتحدث الرسمي باسم عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق، محمد قنونو، أن محاور القتال جنوب طرابلس شارفت على اكتمال الالتقاء ووصلت طلائعها إلى منطقة الهيرة التي لا تفصلها عن غريان سوى بضعة كيلومترات، لتنتقل المعركة إلى مرحلتها الجديدة لتحرير غريان.