بغداد تجمع الرياض وطهران ودمشق على طاولة واحدة

بغداد تجمع الرياض وطهران ودمشق على طاولة واحدة

بغداد

أكثم سيف الدين

avata
أكثم سيف الدين
20 ابريل 2019
+ الخط -
نجحت بغداد في جمع السعودية وإيران والنظام السوري على طاولة واحدة، في قمّة بغداد لرؤساء برلمانات دول الجوار، والتي جرت فعالياتها اليوم السبت في العاصمة العراقية، بمشاركة أيضاً من الأردن وتركيا والكويت.

وترأس الوفد السعودي الذي وصل إلى بغداد، رئيس مجلس الشورى في المملكة عبد الله بن محـمد آل الشيخ، بينما ترأس رئيس مجلس الشعب في النظام السوري حموده صبّاغ وفد بلاده، في وقت اعتذر فيه رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني عن الحضور بسبب أزمة الفيضانات، وناب عنه نائبه.

وأكد المتحدث باسم البرلمان العراقي، شاكر حامد، أنّ "اعتذار لاريجاني لن يؤثر على مشاركة الوفد الإيراني في المؤتمر".

وقال رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، إن بلاده مع عراق مستقر وآمن، مبينا أن استقراره مفتاح استقرار المنطقة.

وأوضح الغانم في كلمته: "نحن مع عراق مستقر وآمن، وندعم بكل قوتنا استقرار وبناء العراق، ومن يراهن على ضعف جاره فهو يخاطر ويضحي بمستقبله".

وأضاف حسب وكالة "الأناضول" أن "استقرار العراق مفتاح استقرار المنطقة، فهو مطل على الشام والخليج والأناضول (..) وهو في قلب منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي استقراره ضرورة استراتيجية".

وتابع: "نمد يدنا للعراق داعمين، ونحن على استعداد للتعاون مع جميع البرلمانات لتشريع قوانين تخدم أمن المنطقة التي تعبت من القتال والصراع".

دعم وحدة العراق ومحاربة التطرف بالمنطقة

وأكد رؤساء برلمانات جوار العراق في البيان الختامي، على دعم الاعتدال ومحاربة التطرف في المنطقة، بينما أعلنوا دعمهم لاستقرار العراق ووحدة مجتمعه.

وبحسب البيان الختامي، للمؤتمر فإنّ رؤساء البرلمانات والمجالس التمثيلية لدول جوار العراق، أكدوا على "دعم استقرار العراق والحفاظ على وحدة أراضيه ووحدة نسيجه الاجتماعي، وأنّه ضروريّ في استقرار المنطقة، ويساهم في عودة العراق بكلِّ ثقلهِ السياسي والاقتصادي وموارده البشرية الخلَّاقة إلى محيطه العربي والإقليمي، ليكون نقطة جذب والتقاء مثلما أكدت سياسته المُعلنة برلمانيًّا وحكوميًّا في الحفاظ على علاقات الجوار بمسافة واحدة مع الجميع ومن دون التدخل في شؤونه الداخلية".

كما أكدوا أنّ "الانتصار الذي حققه العراق على تنظيم داعش بات يمثل أرضيةً مشتركةً لكلِّ شعوب المنطقة؛ لبدء صفحة جديدة من التعاون والبناء ودعم الحوار المجتمعي، وصولا إلى بناء تفاهمات مشتركة على أسس جديدة في المستقبل تقوم على أساس دعم التنمية والاستثمار وبناء شبكة من العلاقات التكاملية بين شعوبها"، وشددوا على "أهمية دعم الاعتدال ومحاربة التطرف بكل أشكاله، ولا سيما أن شعوب المنطقة هي من تدفع ثمن التطرف".

وشدد المجتمعون أيضا بحسب البيان على "دعم عملية البناء والإعمار والتنمية في العراق، وتشجيع فرص الاستثمار فيه بمختلف المجالات التعليمية والصحية والصناعية وتكنلوجيا المعلومات والثقافة وحركة التجارة والمال والمناطق الحرة ومرافق الحياة الأخرى، سواء منها في القطاع العام أم الخاص، ودعم إعادة إعمار المدن المحررة من تنظيم داعش الإرهابي، وتأهيل البنى التحتية فيها بما يؤمن توفير فرص عمل لإعادة النازحين إلى مدنه".

وعبّر المجتمعون عن "تأكيدهم على دعم العملية السياسية والديمقراطية في العراق بكلِّ مساراتها، والتي أسفرت عن إجراء الانتخابات واستكمال اختيار الرئاسات الثلاث وفق الاستحقاقات الدستورية، بما يضمن مشاركة جميع مكوناته وقواها السياسية؛ لتحقيق مستقبل زاهر لشعب العراق".

وفي هذا الإطار، أكد مسؤول سياسي مطلع، أنّ "المؤتمر هو خطوة أولى يخطوها العراق في مساعيه لتعزيز علاقات المنطقة"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أنّ "المؤتمر كان إيجابيا، وأنّ توجهات الحضور توحدت باتجاه تعزيز أمن وسلامة المنطقة ككل".

وأشار المسؤول إلى أنّ "رئيس البرلمان العراقي محـمد الحلبوسي أكد للحضور، استمرار العراق في جهوده للعب دور مهم للتقريب بين وجهات النظر لدعم استقرار المنطقة".

وأثنى سياسيون ومسؤولون عراقيون على هذا المؤتمر، إذ عدّ رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، المؤتمر "تأكيدا لسياسة العراق الانفتاحية على المحيطين العربي والإقليمي والدولي"، وقال في تغريدة له، إنّ "انعقاد قمة برلمانات دول الجوار للعراق، يعدّ فرصة لتعميق صلة العراق مع محيطه، لتتكامل المصالح المشتركة ولحماية دول المنطقة من الإرهاب والتطرف والتدخلات الخارجية".

وكان مسؤول عراقي مطلع قد قال قبل انطلاق الاجتماع لـ"العربي الجديد"، إنّ "قمة بغداد التي نجحت في جمع إيران والسعودية وسورية على طاولة واحدة، تأتي في إطار تنسيق الرئاسات العراقية الثلاث للتقريب بين تلك الدول، وتهدئة الأوضاع في المنطقة".

وأكد المصدر أنّ "المؤتمر ذو أبعاد أمنية وسياسية تحديداً، خاصة أنّه جاء بعد انتصار العراق، فهو يخدم العراق تحديداً، فضلاً عن خدمته لاستقرار المنطقة"، مشيراً إلى أنّ "العراق سيقدم طروحات للتنسيق والتعاون الأمني للقضاء على بقايا داعش، والسيطرة على الحدود، كون العراق سيكون نقطة وسط كموقع جغرافي يربط بين الدول الثلاث".

وأوضح أنّ "المسؤولين في تلك الدول سيعقدون اجتماعات مهمة، وسيبحثون القضايا المشتركة"، مرجحاً "خروج المؤتمر بمخرجات تصب بصالح المنطقة بشكل عام".

كما قال النائب الثاني لرئيس البرلمان العراقي، بشير الحداد، إنّ "قمة بغداد تشكل فرصة ثمينة لعقد شراكات استراتيجية أمنية واقتصادية بين الدول المشاركة"، مؤكداً في بيان صحافي، أنّ "ما سيتمخض عن القمة من قرارات وتوصيات، سيكون له أثر كبير في تعزيز التعاون والمساعي الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".

بدوره، رجّح النائب عن حركة الحل، محمـد الكربولي، أن تنتج عن المؤتمر "مغادرة منطق الصراع في المنطقة".

وقال الكربولي في تغريدة له على "تويتر"، إنّ "جمع برلمانات دول الجوار العراقي في بغداد هو نقطة مضيئة بحق العراق"، مرجحاً أن "تفتح قمة بغداد أفقاً جديداً من علاقات التكامل بين الدول في المنطقة، ومغادرة منطق الصراع".

وكان رئيس الحكومة العراقية قد أجرى حوارات خلال زيارتين متتاليتين له لطهران ومن ثم للرياض، بينما تخللتهما زيارات لمبعوثه رئيس هيئة "الحشد الشعبي" فالح الفياض، إلى سورية، والتي عقد خلالها اجتماعات مع رئيس النظام بشار الأسد، وسط حديث عن وساطة عراقية في هذا الإطار.

ذات صلة

الصورة
تظاهرة ضد هيئة تحرير الشام-العربي الجديد

سياسة

تظاهر آلاف السوريين، اليوم الجمعة، مناهضة لسياسة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، ومطالبة بإسقاط قائدها أبو محمد الجولاني.
الصورة
تظاهرات في ذكرى الثورة السورية (العربي الجديد)

سياسة

خرجت تظاهرات في مدن وبلدات شمال غربي سورية اليوم الجمعة، إحياءً للذكرى الـ13 لانطلاقة الثورة السورية.
الصورة

منوعات

دفعت الحالة المعيشية المتردية وسوء الأوضاع في سورية أصحاب التحف والمقتنيات النادرة إلى بيعها، رغم ما تحمله من معانٍ اجتماعية ومعنوية وعائلية بالنسبة إليهم.
الصورة
المرأة السورية في المخيمات (العربي الجديد)

مجتمع

تعيش المرأة السورية المُهجّرة تحت وطأة معاناة كبيرة في ظل تحدّيات جمّة وأوضاع إنسانية مزرية تتوزع بين مرارة النزوح وقسوة التهجير في يوم المرأة العالمي.

المساهمون