زيلينسكي أقرب للفوز بالرئاسة الأوكرانية: انتصار للتصويت الاحتجاجي؟

زيلينسكي أقرب للفوز بالرئاسة الأوكرانية: انتصار للتصويت الاحتجاجي؟

21 ابريل 2019
زيلينسكي (يمين) وبوروشنكو (يسار) أثناء مناظرتهما (سيليستينو أرسي/Getty)
+ الخط -


بعد تحقيقه نجاحاً جماهيرياً كبيراً في المسلسل السياسي الساخر "خادم الشعب"، يتجه الممثل الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، للفوز بجولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية التي تشهدها أوكرانيا، اليوم الأحد، مع تأكيد كل استطلاعات الرأي تقدمه بفارق كبير على الرئيس الحالي المنتهية ولايته بترو بوروشنكو. بعدما عاشت أوكرانيا خمس سنوات عصيبة على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية في ظل المواجهة غير المباشرة مع روسيا في منطقة دونباس (تضمّ إقليمي دونيتسك ولوغانسك)، شرق البلاد، وصف زيلينسكي نفسه خلال مناظرة مع بوروشنكو، مساء الجمعة، بأنه "نتاج لأخطاء الرئيس الحالي"، مضيفاً: "حضرت لأكسر هذه المنظومة". أما بوروشنكو فتطرّق إلى سوء الأوضاع في بلاده حين تولّى الرئاسة، موجّهاً انتقادات إلى منافسه لافتقاده أي خبرة سياسية.

وبحسب استطلاع هاتفي أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع عشية جولة الإعادة، فإن زيلينسكي يحظى بدعم 65 في المائة ممن قد حسموا خيارهم، مقابل 35 في المائة لبوروشنكو. وذكر استطلاع آخر أجرته مجموعة "ريتينغ" (التقييم)، أن زيلينسكي يحظى بتأييد 73 في المائة مقابل 27 في المائة فقط لمنافسه.

في هذا الإطار، أعاد رئيس قسم التاريخ الحديث والسياسة بمعهد تاريخ أوكرانيا في كييف، جيورجي كاسيانوف، ذلك النجاح الذي شكل مفاجأة حتى لزيلينسكي نفسه، إلى "توجّه الناخبين إلى التصويت ضد الرئيس الحالي بعد انخفاض نسبة الثقة في الدولة إلى أدنى مستوياتها بواقع 9 في المائة فقط، وفق استطلاع أجرته مؤسسة غالوب الدولية". وأضاف كاسيانوف في حديثٍ لـ"العربي الجديد": "ليس زيلينسكي هو الذي وحّد البلاد بنجاحه، بل بوروشنكو بفشله"، معللاً ذلك "لتزايد دور التصويت الاحتجاجي ضد السلطة القائمة في جولات الإعادة في معظم الأحيان، وقد نتوقع تعزيزاً لهذه الوحدة في الإعادة الحالية".

ولفت إلى أن "الأوكرانيين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع (في الجولة الأولى في 31 مارس/ آذار الماضي) وسط أجواء انعدام الثقة في السلطة ومؤسسة الرئاسة، ما أسفر عن تحقيق شخصية غير نظامية نجاحاً كاسحاً". واعتبر أن "أغلب ناخبي زيلينسكي صوّتوا في الواقع ضد بوروشنكو بصفته وجها لإستبلشمنت فاسد تتسم حياته بشيء من الرفاهية، بعيداً عن إدراك المشكلات الحقيقية لمعظم السكان. ويندرج ذلك ضمن التوجه العالمي للتمرد ضد الإستبلشمنت، مثلما حصل حين تمّ انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة في عام 2016".



وتميّزت الفترة بين جولتي انتخابات الرئاسة الأوكرانية بحملات تشهير واسعة النطاق بحق زيلينسكي، إذ روّجت وسائل إعلام موالية لبوروشنكو لما سمته "خطورة سقوط الدولة جراء فوز مهرج ودمية الأوليغارشيا ودمية الكرملين". كما تم تداول أنباء "إدمانه المخدرات" وامتلاكه استراحة صيفية لم يكشف عنها، في إسبانيا. أما حملة زيلينسكي، فركزت منذ الجولة الأولى هي الأخرى على اتهام الرئيس الحالي بالفساد وتقديمه وعوداً لم يفِ بها، ووجود "عملاء الكرملين" في قمة هرم السلطة، وإفقار السكان مقابل ازدهار مصنع الشوكولا الذي يملكه بوروشنكو.

واعتبر كاسيانوف أن "أكبر المستفيدين من هذا الوضع هي المرشحة الخاسرة في الجولة الأولى، زعيمة حزب باتكيفشينا (الوطن)، رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو، التي بثت مقطع فيديو دعت فيه إلى عدم الإساءة لمنصب رئيس أوكرانيا، مطلقة بذلك حملتها في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل".

من جهتها، رأت صحيفة "فيدوموستي" الروسية أن أجهزة الدولة الأوكرانية بدأت تتراجع عن ولائها لبوروشنكو تمهيداً لخسارته. وفي مقال بعنوان "انتخاب زيلينسكي رئيساً لأوكرانيا بات شبه حتمي"، أشارت الصحيفة إلى أن القضاء الأوكراني أفرج في الأسبوع الماضي عن النائبة ناديجدا سافتشينكو المتهمة بـ"التخطيط لعمل إرهابي" في الرادا العليا (البرلمان الأوكراني)، فيما قضت محكمة كييف ببطلان تأميم مصرف "بريفات بنك" المملوك للملياردير إيغور كولومويسكي، وهو مالك قناة "1 + 1" التي تبث حلقات مسلسل زيلينسكي.

ونقلت "فيدوموستي" عن مسؤول حكومي أوكراني سابق قوله إن مثل هذه القرارات ما كان لها أن تتخذ لولا موقف سلبي من النيابة العامة، ما يعني أن بعض عناصر الدولة تسعى للتحول حسب توجهات الرئيس الجديد.
يذكر أن الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الأوكرانية أجريت في 31 مارس الماضي بمشاركة 39 مرشحاً، وأسفرت عن تأهل زيلينسكي وبوروشنكو إلى جولة الإعادة بحصولهما على حوالي 30 و16 في المائة من أصوات الناخبين على التوالي، وإقصاء منافستهما الرئيسية تيموشنكو من سباق الرئاسة.


دلالات