الأردن: إحياء الذكرى الثلاثين لهبة نيسان وعودة المسار الديمقراطي

محتجون أردنيون يحيون الذكرى الثلاثين لهبة نيسان وعودة المسار الديمقراطي

18 ابريل 2019
تواصل التظاهرات للأسبوع العشرين على التوالي(Getty)
+ الخط -

أحيا معتصمون أردنيون مساء اليوم الخميس، الذكرى الثلاثين لهبة نيسان (15 إبريل) 1989، والتي أعادت الأردن إلى مساره الديمقراطي بعد إلغاء قانون الطوارئ الذي كان يحكم البلاد منذ نكسة يونيو/حزيران 1967، وبعد ذلك تمت الدعوة إلى إجراء انتخابات برلمانية في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 1989.

وهبّة نيسان هي فترة من الاحتجاجات والمظاهرات الغاضبة التي شهدها الأردن في 15 نيسان / إبريل 1989 في عهد الراحل الملك الحسين بن طلال، حيث بدأت في مدينة معان جنوب البلاد وسرعان ما انتقلت إلى باقي المدن كالكرك والسلط، نتيجة للظروف الاقتصادية السيئة، ولكن هذه المظاهرات سرعان ما تطورت إلى مطالبة سياسية بالحريات العامة وإسقاط الحكومة وبقانون للأحزاب والانتخاب في البلاد بعد أن انتقلت إلى مرحلة الاشتباكات المسلحة مع رجال الأمن الذين قمعوا المتظاهرين وأصابوا الكثير منهم.

وللأسبوع العشرين على التوالي، تجمع النشطاء والحراكيون الأردنيون، اليوم الخميس، في ساحة مستشفى الأردن، بالقرب من الدوار الرابع، احتجاجاً على النهج السياسي للدولة، مطالبين بإجراء إصلاحات سياسية، وتغيير نهج إدارة الدولة، وإطلاق سراح المعتقلين.

وشهد اعتصام اليوم بعض المشادات بين من طالبوا بالتركيز على المطالب الاقتصادية، وتحسين الظروف المعيشية وبين المطالبين بالإصلاح السياسي الشامل، المرتبط بتغيير النهج، وعودة السلطة للشعب وفق قولهم والذي يقود للإصلاح الاقتصادي بالنتيجة.

كما حاول البعض شق وحدة صف المعتصمين، بالعزف على وتر الإقليمية، إلا أن الهتافات بعد ذلك ركزت على وحدة الصف تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الأولى والرئيسة التي تجمع الأردنيين، فيما أشار مشاركون إلى أن هناك اشخاصاً مدفوعين لشق صف الحراك.

وطالب المشاركون في الاعتصام بالإصلاح السياسي، واسترداد الولاية العامة، ومحاربة نهج الفساد والإفساد، وحلّ مجلسَي النواب والأعيان، وعدم ملاحقة الأجهزة الأمنية للمواطنين، بسبب قضايا التعبير عن الرأي.

ودعا المشاركون إلى إجراء إصلاحات سياسية جوهرية، بتغيير النهج السياسي للدولة والسياسة الاقتصادية، والوصول إلى أردن جديد يخلو من مظاهر الفساد المالي، مطالبين بإسقاط اتفاقية وادي عربة مع دولة الاحتلال، وإلغاء اتفاقية الغاز، وطرد السفير الإسرائيلي من العاصمة الأردنية عمّان.

وهاجم المشاركون بهتافاتهم رؤساء الوزراء المتعاقبين خلال العشرين عاماً الماضية، باستثناء الرئيس عوني الخصاونة، مشيرين إلى أن مشكلة الأردن ليست بالأسماء بل بنهج إدارة الدولة، كما هاجم معتصمون القيادي الفلسطيني ورجل الإمارات محمد دحلان ومن وصفوهم بعملائه في عمّان.

ومن الهتافات التي تم ترديدها: "يا نواب التنفيعات يكفيكم تعيينات"؛ "والإصلاح راح راح، وضاع القفل والمفتاح"؛ "شعب وجيش موحدين، ضد الخونة والفاسدين"؛ و"صف بجنبي يا ابن عمي، باعوا بلدك شو مستني"؛ و"يا رزاز شكل لجان، وبيع البلد بالمجان"؛ و "يا أصحاب الفخامة القصة قصة كرامة"؛ و"يا للعار ويا للعار، باعوا القدس بالدولار"، كما شهد الاعتصام شعارات بسقوف مرتفعة تطالب بإصلاح النظام.

يشار إلى أن الاحتجاجات الحالية بدأت منذ إقرار حكومة عمر الرزاز قانون ضريبة الدخل قبل أربعة أشهر، ورافق ذلك القرار حالة استياء عامّة بين المواطنين الذين فقدوا الثقة في الكثير من مؤسسات الدولة.

دلالات