"إخوة يوسف" الفلسطيني

"إخوة يوسف" الفلسطيني

19 ابريل 2019
قائمة استهداف الأنظمة للفلسطينيين طويلة (مصطفى حسونة/الأناضول)
+ الخط -
يبدو أن الفلسطينيين أمام مواجهة مزدوجة مع المعسكر الصهيوني-الأميركي، لمنع فرض ما يسمى "صفقة القرن" بمعية عربية. هذه المرة تجاوز الضغط السياسي، الذي يمارسه من يرفعون شعار "مع الحقوق الثابتة للفلسطينيين"، ليطاول الفلسطينيين بلقمة عيشهم وحقهم في الحياة. والمؤلم، أن العهد السعودي الجديد، ينقاد منذ أشهر، بشعبوية مدمرة، إلى مراهق خليجي آخر، في التهديد والتحريض والتضييق والتنغيص على فلسطينيي السعودية، وبينهم من ولد وكبر فيها. في المقابل ثمة لهث منبهر، بفتح الذراعين ترحيباً بالمحتلين، حد تهنئة بنيامين نتنياهو بإعادة انتخابه، استكمالاً لابتلاع بقية فلسطين. وتلك الهرولة تلغي الفارق بين "الجماهيري" و"الجمهوري" و"الملكي"، في سيرة استهداف الفلسطينيين العاديين، الذين لا علاقة لهم بـ"المحاور".

لقد جرّب معمر القذافي اختزال "الوطن العربي الكبير" إلى مساحة خيمته، بطرد الفلسطينيين إلى صحراء الحدود مع مصر، في أعقاب دخول الراحل ياسر عرفات إلى قطاع غزة في عام 1994. وفي زمن المخلوع حسني مبارك، لم يتوقف تحويل مطار القاهرة، كما ظل مطار دمشق، إلى نقطة اصطياد الفلسطينيين نحو الزنازين، قبل وبعد تهديد وزير خارجيته، أحمد أبو الغيط،، في 2008 بـ"تكسير أرجل وأطراف" أهل غزة المحاصرة، وقبل أن يصبح الرجل "أميناً" للجامعة العربية النائمة، ويتقزم دور مصر في الزمن الانقلابي إلى "وسيط" غير محايد يعمل لمصلحة إسرائيل مثلما ظهر في عدوان 2014.

قائمة استهداف الأنظمة للفلسطينيين طويلة، باعتبارهم "عربون مقايضة"، في طريق ولاء مذل لأصحاب "صفقة القرن"، غصباً عن التاريخ. و"جناية" الفلسطيني، هي جناية كل عربي اقترب من الحرية والكرامة، في عرف الحكام العرب الذين يسعون لنيل مشروعية تسلطهم على حساب فلسطين، من مذبحة تل الزعتر، والطرد من بغداد ودمشق إلى البرازيل والغرب، ومن بيروت "حرب المخيمات" إلى منعزلات العنصرية والحصار، وحتى محاولة غسل وتلميع صورة مغمسة بدماء أبرياء كثر، ومنهم جمال خاشقجي. وعليه، لم يكن بعيداً عن الواقع توصيف الشاعر الراحل محمود درويش علاقة هؤلاء بالفلسطينيين بـ"إخوة يوسف" الذين ألقوه في البئر متهمين الذئب بالتهامه. "إخوة يوسف" الجدد، ببوصلة مصالحهم وتحالفاتهم الجديدة، يودون رؤية يوسف الفلسطيني وقد ابتلعه البحر والموت، استكمالاً لرغبات حاخامات وساسة الصهيونية. ورغم كل ذلك، لن يحصد أصحاب نظرية لي الذراع بلقمة العيش، سوى مزيد من الأوهام. فلا "صفقة قرن" ستمر... ولا السماسرة باقون.

المساهمون