قوات حفتر تنتقم لخسارتها بقصف الأحياء المدنية في طرابلس

قوات حفتر تقصف الأحياء المدنية في طرابلس... و147 قتيلاً منذ بدء العملية

15 ابريل 2019
تواصل قوات "الوفاق" التعبئة لصد حفتر (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -
شهدت عدة أحياء مدنية في العاصمة الليبية طرابلس، قصفاً صاروخياً من قبل قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، اعتبرته قوات "بركان الغضب" التابعة لحكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً، رداً انتقامياً على خسارة حفتر المعركة حتى الآن، ودحر قواته إلى خارج العاصمة.

وتلقّت مناطق حي الأكواخ وطريق المطار والمشروع، ليل الأحد- الإثنين، قصفاً صاروخياً أسفر عن جرح ثلاثة، فضلاً عن أضرار مادية بالغة في منازل المدنيين.

وقال المجلس البلدي لأبو سليم؛ أحد أكبر أحياء طرابلس، ويقع جنوبي المدينة، في بيان، اليوم الإثنين، إنّ "القصف أصاب عدة منازل، وخلّف حرائق تدخل المواطنون لإخمادها"، لكنّه أكد عدم سقوط ضحايا.

وطالب المجلس البلدي الذي تقع في نطاقه الأحياء التي تعرضت للقصف، حكومة "الوفاق" بـ"التحرك لطلب تدخل المجتمع الدولي لحماية المدنيين من قصف قوات حفتر، بعد أن عاشت الأحياء الثلاثة حالة من الذعر، وغادر أكثر ساكنيها منازلهم خوفاً من تكرر القصف".

وأعلن حفتر، في 4 إبريل/ نيسان الحالي، إطلاق عملية عسكرية لاقتحام العاصمة طرابلس، بينما ردّت حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً بإطلاق عملية "بركان الغضب"، لوقف أي اعتداء على العاصمة.

وجاءت عملية حفتر قبل أيام من انطلاق مؤتمر الملتقى الوطني الجامع بمدينة غدامس، جنوب غربي ليبيا، والذي كان مقرراً، أمس الأحد، تحت رعاية الأمم المتحدة، بهدف حل الأزمة الليبية وإطلاق العملية السياسية، وتم تأجيله إلى أجل غير مسمى.

إلى ذلك، أوضح محمد قنونو المتحدث باسم عملية "بركان الغضب" التي أعلنتها حكومة "الوفاق"، أنّ "القصف على الأحياء المدنية كان بواسطة صواريخ غراد"، مشيراً إلى أنّ "القصف لم يكن الأول من نوعه، فقد تعرّضت منازل مدنيين لقصف عشوائي، السبت الماضي، خلّف قتيلين وجريحاً داخل أحد المنازل".

وقال قنونو، في حديث لــ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، إنّ "حفتر وبعد أن خسر المعركة ودحرت قواته خارج العاصمة، ينتقم حالياً بالقصف العشوائي على أحياء المدنيين"، مذكّراً بأنّ "هذه كانت الطريقة التي كانت يقاتل بها داخل مدينة بنغازي".

وتابع "نتوقّع مزيداً من القصف، ليس بالصواريخ فقط بل أيضاً بواسطة سلاح الجو"، موضحاً أنّ "القصف الذي طاول مدرسة القدس في منطقة عين زاره، السبت الماضي، طاول أيضاً مخازن الكتاب المدرسي المجاورة للمدرسة، ما أدى إلى حرقها، وضياع كامل مخزون الكتاب المدرسي للعام المقبل".

وأكد قطاع الدفاع الجوي بمصراتة التابع لحكومة "الوفاق"، أمس الأحد، إسقاط طائرة تابعة لقوات حفتر في منطقة وادي الربيع بطرابلس، أثناء محاولتها استهداف المنطقة، فيما نجا قائد الطائرة بواسطة مظلته قبل تحطم الطائرة.

كذلك أعلنت قوات حكومة "الوفاق"، الأحد، استسلام كتيبة تابعة لقوات حفتر، بكامل أفرادها وعتادها، جنوبي طرابلس، بينما نقلت قناة ليبيا الرسمية (تابعة لحكومة الوفاق) عن مصدر عسكري لم تسمه، أنّ كتيبة تابعة لقوات حفتر سلمت نفسها بكامل عتادها للكتيبة 166.



وعن الأوضاع الحالية في محاور القتال، قال قنونو إنّ "القتال متوقف في أغلب محاور القتال وحتى الآن لا تزال التعبئة من جانبنا للتقدّم باتجاه مناطق الجبل تحت غطاء جوي"، مضيفاً أنّ "أوامر بدء العملية الجديدة لم تصدر حتى الآن".

وتم تداول فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، الجمعة، وثّقت سقوط ضحايا مدنيين تحت قصف عشوائي على منازلهم من قبل قوات حفتر، فيما أوضح جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لحكومة "الوفاق" أنّ القتلى هم رجل وطفل، بالإضافة لثلاثة مصابين آخرين.

وتشهد مناطق عين زاره ووادي الربيع والسواني التي كانت تمثل خطوط المواجهة الأولى بين قوات حفتر وقوات حكومة "الوفاق"، هدوءاً حذراً، منذ الأحد، وسط أنباء عن وجود مفاوضات بين ممثلين للحكومة والمجلس البلدي لمدينة ترهونة، من أجل سحب مقاتلي اللواء التاسع من مناطق شرق طرابلس، وإنهاء مشاركتها في القتال ضمن قوات حفتر.

عدد القتلى يرتفع

في الأثناء، قالت منظمة الصحة العالمية (مقرّها جنيف)، اليوم الإثنين، نقلاً عن مستشفيات بطرابلس، إنّ عدد قتلى المعارك منذ بدء عملية حفتر في طرابلس، ارتفع إلى 147 قتيلاً بين مدني وعسكري، فضلاً عن إصابة 614 آخرين.

وحذرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، الأحد، من قصف المدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمناطق الآهلة بالمدنيين، موضحة أنّ ذلك "محرم تماماً في القانون الدولي الإنساني".

وقالت في تغريدة عبر "تويتر": "نقوم بمتابعة وتوثيق كل الأعمال الحربية المخالفة لذلك القانون (في ليبيا) تمهيداً لإحاطة مجلس الأمن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية".


من جهته، أكد أسامة علي المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لحكومة "الوفاق" في طرابلس، لــ"العربي الجديد"، تمكّن فرق الإنقاذ التابعة للجهاز، من إجلاء 30 أسرة، ليل الأحد.

وقال إنّ "فرق الإنقاذ والهلال الأحمر تمكّنت، في الساعات الماضية، من دخول المناطق التي شهدت اشتباكات، ومن المرجّح أن يرتفع عدد النازحين بشكل كبير، ليصل إلى 15 ألف نازح، خلال الساعات المقبلة".