انقلاب عسكري في السودان: دعوات دولية لإعلاء مصلحة المواطن

انقلاب عسكري في السودان: دعوات دولية لإعلاء مصلحة المواطن

11 ابريل 2019
المتظاهرون مستمرون بالاعتصام رغم سريان حظر التجوال (Getty)
+ الخط -

تتوالى ردود الفعل الدولية عقب إطاحة الجيش السوداني، بقيادة وزير الدفاع عوض بن عوف، الرئيس عمر البشير واعتقاله وبدء فترة انتقالية لعامين، في أعقاب تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والتي طالبت بإسقاط النظام.

أميركا: انتقال سلمي للسلطة

في السياق، قال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، الخميس، إن الولايات المتحدة تدعم الديمقراطية والسلام في السودان، وتعتقد أنه ينبغي أن تكون الفترة الانتقالية المتاحة للشعب السوداني أقل من عامين.

وقال روبرت بالادينو، المتحدث باسم الوزارة: "ينبغي أن يقرر الشعب السوداني من يقوده في مستقبله".

وأضاف: "الشعب السوداني كان واضحاً في أنه يطالب بعملية انتقالية بقيادة مدنية. ينبغي السماح له بذلك في فترة أقل من عامين من الآن".

فرنسا: نأمل أن تسير الأمور دون عنف

وأعربت السفارة الفرنسية لدى الخرطوم، الخميس، عن أملها في "أن يُسمع صوت السودانيين، وأن تمضي التطورات الحالية دون عنف".

وأضاف السفارة، في بيان عبر حسابها على "تويتر": "نتابع باهتمام تطورات الأوضاع في السودان".

إلى ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي، الخميس، أن المجلس العسكري في السودان لن يستطيع تلبية مطالب الشعب، داعيا إلى نقل السلطة إلى حكومة مدنية.

وقالت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد، فيديريكا موغريني، في بيان، إن "الشعب السوداني يطالب بشكل سلمي وعازم، منذ أشهر، بإجراء تغيير بالبلاد".

وأضافت أن "المجلس العسكري، الذي انتهك مبادئ الاتحاد الأفريقي، كما أشار إلى ذلك رئيس مفوضية الاتحاد (موسى فقي) لا يمكن أن يلبي مطالب الشعب في التغيير". وأوضحت أن "مطالب الشعب السوداني يمكن أن تتحقق فقط عبر عملية سياسية موثوقة وشاملة".

وتابعت "وهذا يمكن أن يتحقق فقط عبر نقل السلطة بشكل سريع إلى حكومة مدنية. ندعو هذه الفترة جميع الأطراف إلى الاعتدال".

 
الاتحاد الأفريقي ينتقد الانقلاب

من جهته انتقد الاتحاد الأفريقي، الخميس، "الانقلاب العسكري" في السودان، إذ قال رئيس المفوضية الأفريقية موسى فقّي في بيان، إن "سيطرة الجيش على السلطة ليست الحلّ المناسب للتحديات التي يواجهها السودان ولتطلعات شعبه".

وأضاف أن "مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، سيجتمع بسرعة لبحث الوضع واتخاذ القرارات المناسبة"، ودعا "جميع الأطراف المعنية إلى الهدوء والتزام أكبر قدر من ضبط النفس، واحترام حقوق المواطنين والرعايا الأجانب والملكية الخاصة، بما فيه صالح البلد وشعبه".

كما حثّهم على "الانخراط في حوار شامل؛ لتهيئة الظروف التي تتيح تلبية تطلعات الشعب السوداني إلى الديمقراطية والحكم الرشيد والرخاء، واستعادة النظام الدستوري في أقرب وقت ممكن".

قطر: إعلاء المصلحة الوطنية

وأكدت دولة قطر، أنها ظلت خلال الفترة الماضية تتابع عن كثب الحراك الشعبي والتطورات في السودان، مشيرة إلى أن "دافعها الحرص على سلامة الشعب السوداني الشقيق وعلى أمن واستقرار السودان". 

ودعت دولة قطر، في بيان الخميس، جميع الأطراف الفاعلة في السودان، إلى "إعلاء المصلحة الوطنية العليا وتحقيق تطلعات الشعب السوداني الشقيق، ومطالبه العادلة في الحرية والعدالة، وحقن دماء أبنائه، واتباع الوسائل السلمية والحوار البنّاء سبيلاً لإدارة العملية السياسية". 

وأكدت قطر ثقتها في "قدرة الشعب السوداني الشقيق على تجاوز هذه المرحلة المفصلية من تاريخ وطنهم، لبناء سودان مستقر ومزدهر تحيا فيه الأجيال القادمة برفاه وسلام"، كما دعت جميع القوى الإقليمية والدولية إلى "دعم وحدة وتماسك السودان".

الأمم المتحدة: عملية انتقالية تلبّي التطلعات

بدوره، طالب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس، الخميس، بعملية انتقالية في السودان تلبّي "التطلّعات الديمقراطية" لشعبه.

وقال غوتيريس، في بيان امتنع فيه عن إدانة الانقلاب العسكري، إنه "يجدّد دعوته إلى الهدوء وإلى التزام الجميع أكبر قدر من ضبط النفس"، معرباً عن أمله "أن تتحقّق التطلّعات الديموقراطية للشعب السوداني، من خلال عملية انتقالية مناسبة وشاملة".

تركيا: نأمل التوجه نحو "عملية ديمقراطية"

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، إنه يأمل أن يتّجه السودان نحو "عملية ديموقراطية طبيعية"، بعد الانتفاضة التي أدّت إلى إطاحة البشير.

وذكر أردوغان، خلال مؤتمر صحافي في أنقرة مع رئيس بوركينا فاسو، روش مارك كريستيان كابور: "آمل أن يتجاوز السودان هذه القضية في أجواء من الأخوّة وبسهولة، وأعتقد أنّ على البلاد أن تعمل باتجاه عملية ديمقراطية طبيعية".

واعتبر أردوغان أنّ الموقف غير واضح في غياب "معلومات موثوق بها" عن مكان البشير. وأضاف: "لكن اسمحوا لي أن أقول إنّ أهمّ رغبة بالنسبة للسودان هي تجاوز هذه الفترة عبر المصالحة الوطنية وبسلام، لأن هذه الدول عانت الكثير من هذا النوع من الانقلابات".

إيران تدعو للحوار

بدورها دعت إيران، الخميس، جميع الأطراف في السودان إلى اتباع الطرق السلمية، والتعبير عن المطالب من خلال التفاوض والحوار.

وجاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي، نشر على موقع وزارة الخارجية الإيرانية، حول موقف إيران من الأحداث في السودان.


وأوضح قاسمي أن السياسة المبدئية لإيران تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، معتبراً ما حدث في السودان "يأتي في هذا الإطار"، إلا أنه دعا جميع الأطراف في السودان إلى "اتباع الطرق السلمية، والتعبير عن المطالب عبر التفاوض والحوار".

وأعرب عن أمله عودة الاستقرار والهدوء في السودان بأسرع وقت.


موريتانيا: شأن داخلي

وقال وزير الثقافة الموريتاني سيدي محمد ولد محم، إن بلاده تتفهم تطلعات الشعب السوداني، وتعتبر التطورات التي حصلت هناك "شأنا داخليا".

وأشار ولد محم، الناطق باسم الحكومة، في مؤتمر صحفي بنواكشوط، الخميس، إلى أن "الشعب السوداني قادر على تجاوز أزمته بالحوار".

وأضاف الوزير الموريتاني: "نتفهم تطلعات الشعب السوداني، ونعتبر ما حصل شأنا داخليا.. وهم قادرون على تجاوز أزمتهم بالحوار، شعب السودان شعب واع وصديق، ونتمنى أن يتجاوز أزمته بما يحفظ أمنه واستقراره".


البحرين: نتطلع لتجاوز هذه المرحلة 

وقالت البحرين الخميس، إنها تتابع بـ"اهتمام شديد" التطورات الراهنة التي يشهدها السودان، مشيرة إلى تطلعها لتجاوزه هذه "المرحلة الحاسمة".

وذكرت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية، أن المملكة "تتابع باهتمام شديد التطورات الراهنة التي يشهدها السودان"، وشددت على موقف البحرين "الداعم للسودان ولكل ما فيه الحفاظ على سيادته وأمنه واستقراره، وكل ما يضمن مصلحة الشعب السوداني".

ووفق المصدر ذاته، أعربت البحرين عن "تطلعها إلى أن يتجاوز السودان هذه المرحلة الحاسمة بوعي أبنائه، ومن أجل تحقيق طموحات شعبه".

يشار إلى أن آلاف السودانيين واصلوا، مساء الخميس، الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم، رغم سريان حظر التجوال، الذي بدأ الساعة العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي.

وردد المشاركون هتافات مناوئة لوزير الدفاع عوض بن عوف، الذي أعلن في وقت سابق عزل الرئيس عمر البشير، وبدء فترة انتقالية، وإعمال حالة الطوارئ، وفرض حظر التجوال لشهر بدءاً من مساء الخميس.

وطالب المحتجون في هتافاتهم بـ"إسقاط بقية أركان النظام"، مضيفين إلى هتافهم الأشهر "يسقط بس" عبارة "يسقط تاني"، تعبيراً عن مطالبتهم بإسقاط بقية النظام.

كما شددوا على استمرار اعتصامهم حتى تسليم السلطة لحكومة مدنية تدير المرحلة الانتقالية، إلى حين حصول انتقال للسلطة عبر انتخابات ديمقراطية.

وفي وقت سابق مساء الخميس، دعا تجمع المهنيين السودانيين المواطنين إلى "كسر حظر التجول والبقاء في الشوارع والمقاومة السلمية".

وقال التجمع في بيان له: "ثورتكم مستمرة في ساحاتكم التي اعتصمتم فيها، في بلدكم الذي اعتصمتم بحبله"، مشدداً أنه لا تراجع "حتى إسقاط النظام كاملاً، وتسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية".

(العربي الجديد، وكالات)

المساهمون