نصر الله يهاجم الإدارة الأميركية بسبب تصنيف الحرس الثوري

نصر الله يهاجم الإدارة الأميركية بسبب تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية

10 ابريل 2019
نصر الله يصطفّ ضمن محوره (أنور عمرو/ فرانس برس)
+ الخط -

شنّ الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، اليوم الأربعاء، هجوماً على الإدارة الأميركية، على خلفية تصنيفها الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية".


وفي الشكل لم يخرج نصر الله، في كلمته بمناسبة يوم "الجريح المقاوم"، عن أدبيات السياسة الإيرانية ومفرداتها، من وصف الولايات المتحدة الأميركية بأنها "الشيطان الأكبر"، و"قتلة متآمرون"، و"أصل الإرهاب"، في مقابل الإشادة بـ"الحرس الثوري"، ووصفه بأنه "مؤسسة جهادية عظيمة".
وفيما تحدّث نصر الله بلسان "حلفاء إيران" في المنطقة أو المنظمات المحسوبة عليها، لم تخل كلمته من لغة التهديد، بقوله "لا تفترضوا ألا نرد على بعض الخطوات والإجراءات التي تقدم عليها أميركا"، وذلك في وقت أصابت سياسة تضييق الخناق على إيران، تحديداً اقتصادياً، "حزب الله" مباشرة، إذ يعاني في الآونة الأخيرة من أزمة مالية فرضت عليه العديد من الإجراءات التقشفية طاولت حتى رواتب المنتسبين إليه.
رسالة نصر الله جاءت لتقول إن التصعيد ضد الحرس الثوري أو إيران يعني معركة مع ما يسمى بـ"محور الممانعة" كاملاً، متحدثاً عن "أوراق قوة مهمة وأساسية"، قبل أن يضيف: "عندما يشعر أي فصيل أو جزء من محور المقاومة أن هناك وضعاً خطيراً ما يتهددنا ويتهدد شعبنا وقضايانا الرئيسية، من قال إننا سنكتفي بالاستنكار".
ويعتبر "حزب الله" من القوى الأكثر تنظيماً وتسلحاً وتدريباً بين الفصائل المسلحة المحسوبة على إيران في المنطقة.

نصر الله مطمئناً نسبياً إلى الداخل اللبناني
أما لبنانياً فشدد نصر الله على محورين؛ الأول الفئة اللبنانية المحسوبة عليه، والتي بدأ "حزب الله" منذ أسابيع يخاطبها وفق منطق أن المرحلة المقبلة هي مرحلة صعبة على كل الأصعدة، وخصوصاً اقتصادياً، والثاني هو عموم اللبنانيين الذين يخشون انعكاس العقوبات الأميركية ضد "حزب الله" عليهم، وتحديداً بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الأخيرة إلى لبنان، وتخييره اللبنانيين بين التقدم، وبين البقاء تحت السطوة الإيرانية.
وبدا نصر الله مطمئناً نسبياً إلى الداخل اللبناني، خصوصاً بعد أن أكدت زيارة بومبيو توحد الموقف اللبناني، ورفض الدولة اللبنانية لدعوات الإدارة الأميركية مواجهة الحزب داخلياً. وفق هذا الصدد قال نصر الله إن "زيارة بومبيو لم تؤد إلى نتائج"، و"السياسة الأميركية التحريضية مستمرة لبث الفتنة في لبنان"، مضيفاً: "يجب أن يعرف اللبنانيون أن مصلحتهم في التضامن وعدم الاستماع للتحريض الأميركي الذي دمر بلداناً حولنا".
ويسود قلق في بيروت، منذ إعلان واشنطن عن تصنيف الحرس الثوري، وسط تساؤلات واتصالات تمحورت حول معرفة مدى انعكاس هذه الخطوة على لبنان، خصوصاً أن بومبيو كان في بيروت قبل أسابيع، وألقى خطاباً عالي النبرة ضد "حزب الله"، واصفاً إياه بأنه إرهابي.

 التصعيد الأميركي كان متوقعاً
وأكدت مصادر حكومية تحدثت مع "العربي الجديد" أن التصعيد الأميركي ضد إيران كان متوقعاً وليس جديداً، وثمة شبه قناعة في الداخل اللبناني بأن المرحلة المقبلة لن تكون سهلة، والتوقعات تشير إلى أن التصعيد الأميركي ضد إيران و"حزب الله" سيستمر، إضافة إلى عقوبات جديدة قد تقرّ قريباً، لكن هناك محاولة لإبقاء هذه العقوبات والحرب بعيدة عن لبنان الدولة، ومحصورة بـ"حزب الله".
هذا إضافة إلى التأكيد أن "حزب الله" مكوّن لبناني، ويمثل شريحة من اللبنانيين، وهو الموقف الذي سمعه بومبيو في بيروت خلال زيارته. ولم تخف المصادر نفسها وجود مخاوف من إمكانية أن تطاول العقوبات شريحة أخرى غير المحسوبة مباشرة على الحزب، وتضم المقربين منه أو الحلفاء، وخصوصاً من الأحزاب الممثلة في الحكومة والمجلس النيابي، بعد تصاعد الخطاب في الأروقة السياسية الأميركية عن ضرورة استهداف كل من له علاقة بالحزب أو يدعمه، وتحديداً "التيار الوطني الحر"، وحركة "أمل".


وأكّد نصر الله هذه المعلومات التي تتردد منذ أسابيع في واشنطن ويصل صداها إلى بيروت عبر الإشارة إلى أن "هناك لبنانيين بواشنطن يعملون باتجاه وضع أصدقاء وحلفاء (حزب الله) على لائحة الإرهاب".

المساهمون