5 أسباب أدت لفقدان "العدالة والتنمية" كبريات المدن التركية

5 أسباب أدت لفقدان "العدالة والتنمية" كبريات المدن التركية

01 ابريل 2019
"العدالة والتنمية" خسر معقليه الرئيسيين (فرانس برس)
+ الخط -
أسفرت الانتخابات المحلية التركية، التي جرت أمس الأحد، عن خسارة حزب "العدالة والتنمية"، كبريات المدن التركية المهمة، إذ خسر إسطنبول ذات الثقل الاقتصادي، وخسر أنقرة ذات الثقل السياسي، في حين فشل في انتزاع إزمير معقل المعارضة العلمانية.

ودفعت هذه النتيجة إلى التساؤل عن الأسباب التي أدت إلى ذلك، رغم الجهود الكبيرة التي بذلها "العدالة والتنمية" في التحضير للانتخابات، والإنجازات التي حققها خلال 17 عامًا.

ويمكن تلخيص هذه الأسباب في 5 عناوين رئيسية؛ أولها الوضع الاقتصادي الذي أثر على الناخبين، مع عجز الحزب الحاكم عن تجاوز تأثيرات انخفاض العملة، والتضخم، وارتفاع الأسعار. حتى إن الحلول التي قدمت لارتفاع أسعار الخضراوات والفواكه بنصب خيام تشبه ممارسات الأنظمة الاشتراكية، والبيع بأسعار رخيصة، واصطفاف طوابير الانتظار الطويلة أمامها، لم تساهم سوى في تذكير المواطنين بالفترات التي سبقت "العدالة والتنمية"؛ إذ شبّه البعض حال تركيا بالعودة إلى سنوات القلّة بعد سنوات الرفاه.



وأثر الوضع الاقتصادي بشكل خاص على المناطق الغربية، التي تعتبر متطورة قياسًا بالمناطق الشرقية التي في طور التنمية، لذا كانت النجاحات في مناطق الأكراد جنوب شرق البلاد في انتزاع 3 ولايات من حزب الشعوب الديمقراطي، وهو ما يحسب لـ"العدالة والتنمية"، رغم أن أصوات الحزب لم تنخفض إجمالاً بشكل كبير.


ودفعت خارطة توزيع الأصوات المراقبين والمطلعين على نتائج الانتخابات إلى ترجيح العامل الاقتصادي في تفسير نتائج الانتخابات، على اعتبار أن أصحاب رؤوس الأموال، والشركات السياحية، والمناطق السياحية، يقعون غرب البلاد، حيث تركّز نزيف الأصوات بالنسبة لـ"العدالة والتنمية"، وقد أدى التضخم وانخفاض العملة أمام الدولار إلى خسارة كبيرة لهؤلاء.

والسبب الثاني يمكن تلخيصه بفشل الخطاب السياسي، والتركيز على مسألة ارتباط وجود حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، مع مسألة بقاء الدولة، وهو خطاب بدأ فيه حزب "الحركة القومية"، حليف الأول، وانجر إليه "العدالة والتنمية". أثار ذلك الخطاب حفيظة بعض الناخبين الذين رأوا فيه دلالة على الإفلاس السياسي، وتناغمًا مع بعض الأنظمة الشمولية.

أما السبب الثالث فهو لغة التهديد والوعيد التي اعتمدها الرئيس رجب طيب أردوغان، ووزير داخليته سليمان صويلو، في خطاب موجه إلى خصومهم السياسيين من الأكراد، ووصفهم بـ"الإرهابيين"، والتهديد بشكل مباشر بالوصاية على البلديات التي يمكن للحزب الكردي السيطرة عليه، كما حصل في السنوات السابقة، وهو ما أبعد الناخب الكردي عن "العدالة والتنمية" في بعض المناطق.


السبب الرابع يرتبط بسابقه، وهو تصويت أنصار حزب الشعوب الديمقراطي لمرشحي المعارضة في إسطنبول وأنقرة، ما أدى إلى ترجيح الكفة لصالحهما مقابل مرشحي حزب "العدالة والتنمية"، وكان لأصواتهم القول الحاسم.

وخامس الأسباب التي أدت إلى هذه النتيجة، بحسب المراقبين، وبحسب آراء شعبية، هو ما اعتبر "استغلالاً" للهجوم الإرهابي في نيوزيلندا قبل أسابيع، والذي راح ضحيته 50 إنساناً في أثناء صلاة الجمعة. وقد أثار إظهار صور المجزرة في التجمعات الانتخابية انتقادات من قبل شريحة واسعة، اعتبرت أن "العدالة والتنمية" عمد إلى "توظيف" تلك القضية لأغراض انتخابية.