روحاني يزور بغداد الاثنين: العلاقات الإيرانية العراقية "مثالية"

روحاني يزور بغداد الاثنين: العلاقات الإيرانية العراقية "مثالية"

09 مارس 2019
روحاني يبحث عن إنقاذ اقتصاد بلاده (عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -

قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم السبت، خلال تسلمه أوراق اعتماد السفير العراقي الجديد لدى طهران، عبد الرحمن قنديل، إن العلاقات الإيرانية العراقية "مثالية ونموذج يحتذى به في المنطقة"، معربا عن أمله أن "يكون لها تأثير في عموم المنطقة".


وذكرت وكالة "إيسنا" الإيرانية أن روحاني أشار خلال اللقاء إلى زيارته المرتقبة للعراق، قائلا إنه يأمل أن يتوصل إلى اتفاقيات قيمة وهامة تعمق العلاقات بين البلدين خلال الزيارة.
ويعتزم الرئيس الإيراني زيارة بغداد بعد غد الإثنين برفقة وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى، هي الأولى له منذ توليه الرئاسة في إيران في عام 2013، تستمر ثلاثة أيام، بحسب السفير الإيراني لدى العراق، إيرج مسجدي.
ويأمل الجانبان الإيراني والعراقي، أن تنجح الزيارة في حسم ملفات خلافية، على رأسها ملف ترسيم الحدود، إذ قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، في وقت سابق، تعليقا على زيارة روحاني المرتقبة إلى بغداد، "إننا عازمون خلالها على حسم ملفات استراتيجية مع الرئيس الإيراني".
ونقلت "إيسنا" عن مسجدي اليوم السبت في تصريحات له بالعاصمة العراقية، أن روحاني سيلتقي خلال الزيارة مع الرئاسات الثلاث، ثم يذهب إلى مدينة النجف لزيارة العتبات المقدسة واللقاء مع المرجع الديني العراقي علي سيستاني.
وبحسب السفير الإيراني فإن روحاني سيبحث خلال لقاءاته مع المسؤولين العراقيين تطوير العلاقات بين البلدين "اقتصاديا، وسياسيا واجتماعيا وثقافيا"، لافتا إلى أن أهم المواضيع المطروحة للنقاش هي "مشروع سكة حديد خرمشهر ـ بصرة، وتطوير المدن الصناعية، وتأشيرة الدخول بين البلدين، واتفاقية الجزائر لعام 1975، والمسائل الجمركية".
وحول تفاصيل مباحثات البلدين بشأن اتفاقية الجزائر عام 1975 التي اعترفت بشط العرب بالتناصف بينهما، أكد مسجدي أنها "تتمحور حول تنفيذ الاتفاقية، لأنها ليست بحاجة إلى إجراءات جديدة، وفي الوقت الراهن، ينبغي البدء بتنظيف أروند رود (شط العرب) وإخراج السفن الغارقة فيه وإحياء موانئ خرمشهر وآبادان وبصرة".
وألغى الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، اتفاقية الجزائر المبرمة مع الشاه الإيراني، قبل بدء الحرب الإيرانية العراقية بثلاثة أيام، في 17 سبتمبر/أيلول 1980، وذلك إثر تأزم العلاقات الثنائية بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران في 1979.
وعن موضوع تأشيرة الدخول بين البلدين، قال السفير الإيراني إن بلاده تطالب بإلغائها، لكن الجانب العراقي لا يرى ذلك ممكنا في الوقت الراهن لأسباب فنية وأمنية، مضيفا أن "العمل جار لإعطاء تسهيلات للتجار ورجال الأعمال ونشطاء القطاع الاقتصادي، وليس واردا حصول اتفاق على إلغاء التأشيرة بين البلدين خلال هذه الزيارة".
كما أن مشروع سكة حديد خرمشهر ـ بصرة الذي من المقرر أن يناقش روحاني استكماله مع الجانب العراقي خلال الزيارة، تعتبره المصادر الإيرانية مشروعا استراتيجيا يربط إيران بمدينة اللاذقية السورية على البحر الأبيض المتوسط عبر العراق.
ونقلت وكالة "فارس" للأنباء الإيرانية، في وقت سابق عن مساعد مدير شركة سكك الحديد الإيرانية مازيار يزداني، قوله إنه "بقي إنجاز 32 كيلومترا من مشروع الخط الحديدي الذي يربط إيران بالعراق عبر إنشاء جسر متحرك بطول 800 متر فوق نهر أروند رود (شط العرب)"، موضحا أن بلاده ستواصل استكمال المشروع داخل الأراضي العراقية حتى ربطه بالخط الحديدي لمدينة البصرة.
وتكتسي زيارة روحاني للعراق أهمية خاصة بالنسبة لإيران، اقتصاديا وسياسيا، حيث تعتبر مصادر إيرانية أن العراق يشكل ساحة مهمة للالتفاف على العقوبات الأميركية التي أعادت واشنطن فرضها على طهران على مرحلتين في أغسطس/ آب ونوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2018، بعدما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي في مايو/ أيار من العام نفسه.
وتشهد الساحة العراقية منذ فترة، صراعا محموما بين إيران وأميركا حول توسيع دائرة النفوذ، فبينما تسعى واشنطن إلى جر العراق إلى عقوباتها ضد طهران، تدفع الأخيرة حلفاءها العراقيين إلى إثارة موضوع إنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق، سواء من خلال إقرار مشروع قانون في البرلمان العراقي أو تشكيل جبهة مقاومة في مناطق توجد فيها القوات الأميركية، وذلك بحسب مصادر عراقية متطابقة.

وبغية التمهيد لإنجاح زيارة روحاني، سبقتها زيارات مكوكية لمسؤولين إيرانيين رفيعي المستوي، سياسيين واقتصاديين، خلال الفترة القصيرة الماضية، في مقدمتهم وزيرا النفط والخارجية الإيرانيان، بيغن زنغنة، وجواد ظريف، ورئيس البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي.