"تايمز": روسيا تسعى لنشر الاضطرابات في ليبيا عبر مليشياتها

"ذا تايمز": روسيا تسعى لنشر الاضطرابات في ليبيا عبر مليشياتها

04 مارس 2019
"التايمز":"فاغنر" تعمل على كسب النفوذ لدى قوات حفتر(فاسيلي ماكسيموف/Getty)
+ الخط -
أفادت صحيفة "ذا تايمز"، نقلاً عن مصادر في الحكومة البريطانية، بوجود نحو 300 من مرتزقة مليشيا "فاغنر" الروسية في ليبيا، مشيرة إلى أنّ هؤلاء يعملون على نشر الفوضى فيها.

وقالت الصحيفة البريطانية، في تقرير، اليوم الإثنين، إنّ المخابرات الغربية تعتقد بوجود عناصر المجموعة المرتبطة بالكرملين، إلى جانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في ليبيا.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ كلاً من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، باتت مطالبة بتعزيز جهودها لردع المليشيا الروسية عن الانتشار في شمال أفريقيا، حيث تم الإبلاغ مسبقاً عن تواجدها في السودان، وعدد من الدول الأفريقية الأخرى.

كما لفتت الصحيفة إلى مخاوف من احتمال أن تستغل الحكومة الروسية حالة الفوضى التي تساهم مليشيا "فاغنر" في خلقها، كذريعة للتدخل في ليبيا بهدف "جلب الاستقرار"، مشيرة إلى انّ النفوذ الروسي في ليبيا قد يؤثر على تدفق النفط واللاجئين إلى القارة الأوروبية.


وكان وزير الدفاع البريطاني غافين وليامسون، قد انتقد خلال مؤتمر الأمن المنعقد في ميونخ، استخدام الحكومة الروسية لعملاء يقاتلون عنها بالوكالة، ضارباً مثلاً مليشيا "فاغنر".

ويُعتقد أنّ 300 من عناصر المليشيا الروسية يعملون في شرق ليبيا بالتعاون مع قوات حفتر "جيش ليبيا الوطني"، ويُعتقد أنّهم ينشطون في موانئ طبرق ودرنة على الساحل الشرقي.

وكشفت الصحيفة أنّ مليشيا "فاغنر" تعمل على كسب النفوذ لدى قوات حفتر، من خلال تزويدها بالأسلحة النوعية مثل المدفعية والدبابات والطائرات المسيرة عن بعد، وغيرها من القدرات اللوجستية.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الخوف من مساعدة روسيا لحفتر على زعزعة استقلال غرب ليبيا، ينبع من قلق أن يتبع هذه الخطوة تحرك من قبل موسكو بهدف "إنقاذ" طرابلس من حالة الفوضى، وأن يصبح الروس "الحكومة الفعلية هناك"، وفقاً لما تقوله مصادر الحكومة البريطانية.

وتابعت المصادر "إذا نجح الروس في السيطرة على ليبيا من خلال (جيش ليبيا الوطني)، فسيمتلكون القدرة على قطع واردات النفط من ليبيا إلى أوروبا"، مضيفة "كما أنّ النفوذ الروسي في ليبيا قد يؤثر على تدفق المهاجرين واللاجئين الساعين للوصول إلى أوروبا عبر المتوسط، بالإضافة إلى توفير فرص أخرى لحكام روسيا لغسل أموالهم".

وتؤكد مصادر الحكومة للصحيفة البريطانية أنّه "يجب على الفرنسيين والإيطاليين أن يستيقظوا" حيث كانت قوات الدولتين ضمن التحالف الدولي الذي أسقط نظام معمر القذافي عام 2011.

وذكّرت الصحيفة بتقارير عن وجود قوات روسية في فنزويلا، والتي تدفقت إلى الدولة اللاتينية بداية العام الحالي، لدعم الرئيس نيكولاس مادورو، لافتة إلى وجود أدلة على وجود الروس أيضاً في جمهورية أفريقيا الوسطى.

وتتهم مليشيا "فاغنر" أيضاً بالنشاط في سورية وأوكرانيا، لدعم سياسة روسيا الخارجية. وتضم المليشيا نحو ألفي مقاتل، وتربطها علاقة وطيدة بالكرملين الروسي، وأحياناً تتهم بأنّها جناح غير معلن للقوات الروسية.

ويُعتقد أنّ عناصر هذه المليشيات يصلون إلى مناطق النزاع بالطائرات العسكرية الروسية، كما كان عدد منهم قد تلقّى أوسمة عسكرية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبينما المليشيات محظورة في القانون الروسي، فإنّ بوتين حاول استغلالها منذ العام 2011، لكونها تعفي المؤسسات الرسمية من المسؤولية، وفقاً للصحيفة.

وتقول الصحيفة البريطانية إنّ المليشيا تموّل من جانب الثري الروسي يفغيني بريغوجين، حليف بوتين.