الأوكرانيون يدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية
وتجري عملية التصويت بنحو 200 دائرة انتخابية موزعة على كافة أرجاء البلاد، باستثناء مناطق مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك غير الخاضعتين لسيطرة كييف منذ اندلاع حرب أهلية هناك قبل خمس سنوات، وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.
وإلى جانب نحو 30 ألف مركز في الداخل، سيجري التصويت أيضا بـ101 مركز اقتراع بالخارج، وذلك بأكثر من 70 بلدا، ليس منها روسيا، في ظل تراجع العلاقات بين الجارتين إلى أدنى مستوى تاريخيا.
ويأتي فولوديمير زيلينسكي (41 عاما)، الذي يلقى استحسانا لدى ناخبين سئموا من الفساد المترسخ، في مقدمة استطلاعات الرأي، في سباق ثلاثي مع الرئيس الحالي بترو بوروشينكو ورئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو.
وتتجاوز هذه الانتخابات نطاق الأحداث المحلية، كونها ستحدد ملامح السياسة الخارجية الأوكرانية للسنوات المقبلة، وطبيعة علاقة كييف مع كل من موسكو والغرب، في ظل أكبر أزمة بين روسيا وأوكرانيا منذ تفكك الاتحاد السوفييتي وانتهاء الحرب الباردة.وفي السياق، ذكّر بوروشينكو، عبر منشور على صفحته على "فيسبوك"، بانتهاء سريان مفعول اتفاقية الصداقة والتعاون والشراكة مع روسيا يوم غد 1 إبريل/ نيسان، مؤكدا على مواصلة طريق "العودة" إلى أوروبا وقطع الصلات مع موسكو التي لم تتخل عن "أطماعها الاستعمارية"، على حد تعبيره.
| Facebook Post |
من جهتها، سعت موسكو لإظهار ابتعادها عن الانتخابات الأوكرانية، إذ رفض الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التحدث هاتفيا مع بوروشينكو، مرجعا ذلك إلى عدم الرغبة في المشاركة في الحملة الانتخابية، بينما أعرب الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، عن عدم تفضيل الكرملين أي مرشح على حساب آخر.
وباتت قيادة أوكرانيا على المحك، بعدما أصبح ذلك البلد على خط المواجهة بين الغرب وروسيا، عقب احتجاجات الشوارع عام 2014 التي أطاحت بسلف بوروشينكو، المدعوم من الكرملين، وضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
وعلى الرغم من خوض 39 مرشحاً سباق الانتخابات الأوكرانية، إلا أن كافة استطلاعات الرأي التي أجريت عشية الاستحقاق تظهر تقدم زيلينسكي، ويليه كل من بوروشنكو وتيموشنكو، من دون أن يقترب أي منهم من عتبة الـ50 في المائة اللازمة للفوز من الجولة الأولى. ولا يريد أي من الفائزين المحتملين العودة إلى فلك روسيا.
وفي حال عدم فوز أي مرشح من الجولة الأولى، وهو ما تتجه إليه الأمور، وفق ما تظهره استطلاعات الرأي، سيجري التصويت في جولة الإعادة في 21 إبريل/نيسان المقبل، على أن يتم تنصيب الرئيس قبل 31 مايو/أيار.
وتبلغ المدة الرئاسية في أوكرانيا خمس سنوات، كما أنه لا يجوز شغل منصب الرئيس لأكثر من ولايتين متتاليتين، على ألا يقل عمر المرشحين عن 35 عاما.
وتعدّ انتخابات اليوم ثاني استحقاق رئاسي في أوكرانيا، بعد الإطاحة بالرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، قبل خمس سنوات، بينما أجريت الانتخابات الأولى عام 2014 وأسفرت عن فوز بوروشينكو من الجولة الأولى.