المنتهون مع "داعش"

المنتهون مع "داعش"

31 مارس 2019
كسبت "قسد" تأييداً دولياً بتبنيها قتال "داعش" (فرانس برس)
+ الخط -
في الفترة الممتدة بين عام 2000 وبدايات الثورة السورية، كان اسم رئيس لجنة إحياء دمشق القديمة، بدر الدين عوف، هو الأكثر حضوراً في وسائل الإعلام المحلية، إذ تكاد لا تخلو مادة تتحدث عن دمشق، خدمياً أو حضارياً أو ثقافياً، بدون أن يكون عوف أحد مصادرها الرئيسية. يضاف إلى ذلك المقابلات الصحافية التي تجرى معه، وطبعاً الموضوع الأساسي الذي يطرحه عوف هو الاستملاك الجائر بحق حي الحمراوي بدمشق القديمة الصادر منذ عهد الرئيس شكري القوتلي. 

هذا الاستملاك حوّل عوف، من صاحب محل لبيع السكاكر، إلى نجم إعلامي واجتماعي يكرّس له الرجل كل وقته، اذ يكتب بشكل شبه يومي كتباً يوجهها إلى الجهات المختلفة من غرف صناعة وتجارة إلى مسؤولي المحافظة ووزراء الثقافة والإدارة المحلية والعمل والداخلية وغيرهم، بالإضافة إلى كتب دورية يرسلها إلى رئاسة مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية. كما يمتلك في دفتره أرقاما وعناوين لأكثر من مائتي صحافي يقوم بالتواصل معهم بشكل دوري ليدعوهم لإعادة الكتابة عن موضوع الاستملاك الجائر، الذي أصبح القضية الوحيدة في حياة عوف التي تأخذ منه كل وقته، لدرجة أصبح من يعرفه يعتقد أنه في حال تم رفع الاستملاك عن هذا الحي فإن عوف لن يجد ما يقوم به.

خلال الثورة السورية، وبعد ظهور "داعش" كتنظيم يعتمد الإرهاب كمنهج لتحقيق أهدافه، وظهور حاجة دولية عالمية للتخلص منه، تبنت تنظيمات فكرة محاربة إرهاب "داعش" في سبيل الحصول على كل أشكال الدعم المادي والعسكري، وكسب تأييد سياسي دولي لتحقيق أهداف خاصة. تم تشكيل تحالفات من مكونات غير متجانسة تحت هذا الشعار المحق، وبالفعل استطاعت تلك التنظيمات، تحديداً "قوات سورية الديمقراطية"، أن تصل إلى النجومية، من خلال هذه القضية، والتي تشبه إلى حد كبير القضية المحقة التي تبناها عوف.

الآن ومع الإعلان رسمياً عن إنهاء "دولة الخلافة" التي أقامها تنظيم داعش، وجدت تلك التنظيمات نفسها أمام معضلة وكأنها تعلن إنهاء نفسها، لذلك حاولت أن تطيل عمرها بتأخير إعلان هزيمة التنظيم، قبل أن تشدد على أن إرهاب "داعش" لم ينته وأن هناك أشكالاً أخرى له تجب محاربتها، لتحافظ على بقائها.

دلالات

المساهمون