فلسطينيون لا ينقطعون عن مسيرات العودة في غزة

فلسطينيون لا ينقطعون عن مسيرات العودة في غزة

30 مارس 2019
بدأت مسيرات العودة في مارس 2018(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -


لم ينقطع الفلسطيني عامر أبو القمصان عن المشاركة في فعاليات مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، التي انطلقت على حدود قطاع غزة الشرقية قبل عام، بل حرص على الحضور المستمر في فعالياتها المختلفة طوال هذه المدة. وعلى مدار عامٍ كامل انطلقت فيه المسيرات في 30 مارس/ آذار 2018 بدعوة من الفصائل وهيئات وطنية وشبابية، شارك آلاف الغزيين في أنشطتها وفعالياتها المختلفة التي انبثقت عنها كفعاليات المسير البحري والإرباك الليلي وغيرها من الأنشطة.

وتتحول الحدود الشرقية للقطاع في كل جمعة إلى ساحة يتجمع فيها المتظاهرون السلميون، في الوقت الذي يشعلون فيه إطارات السيارات (الكاوتشوك) للتشويش على قناصي الاحتلال المنتشرين على السياج الشائك، والذين يعملون على استهداف المشاركين في التظاهرات. وأضحت المسيرات والمخيمات الخمسة التي دشّنتها الهيئة الوطنية العليا القائمة على الفعاليات، نقاطاً لتجمّع الفلسطينيين في القطاع والتي يزورها كبار السن منهم من أجل استشراف بعض من قراهم المحتلة عام 1948 وتحديداً الملاصقة للقطاع.

وقال أبو القمصان لـ"العربي الجديد" إن "مسيرات العودة أحيت الأمل بالنسبة لآلاف اللاجئين بتحقيق حلم العودة إلى أراضيهم المحتلة، وعملت على جذب أنظار العالم تجاه القضية الفلسطينية من جديد، في ظل حالة الإهمال التي حلت بفعل الظروف الإقليمية". وسبق لأبو القمصان أن تعرّض للإصابة في الجمعة الأولى من خلال رصاصة أصابت الفخذ وغادر المستشفى بعدها، ليتجه في الجمعة التالية نحو الحدود الشرقية للمشاركة في الجمعة الثانية.

وأوضح أنّ "المسيرات عملت على استحضار القرى والمدن التي هجر منها الأجداد والآباء عام 1948، كما حدث معه من خلال رؤيته لقرية دير سنيد التي أقام الاحتلال عليها مستوطنات جديدة في غلاف غزة".
وكثيراً ما التقطت عدسات المصورين الفلسطينيين في القطاع صوراً للقرى والمدن القريبة من الحدود الشرقية والتي ينظر الفلسطينيون المشاركون في المسيرات بأعينهم إليها منتظرين لحظة العودة بالرغم من مرور أكثر من 70 عاماً على النكبة.

ورأى أبو القمصان أن "مسيرات العودة الكبرى رغم عدم كسرها للحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع للعام الثاني عشر على التوالي، كأحد أهدافها، إلا أنها أحيت الأمل ووضعت الاحتلال ومستوطنيه فيما يعرف بـ(غلاف غزة) تحت الضغط الشديد نتيجةً للفعاليات والأنشطة المختلفة".



ونجح الفلسطينيون مع انطلاق المسيرات قبل عام، في اقتحام الحدود عشرات المرات من خلال الشبان الذين عملوا على قطع أسلاك الشريط الحدودي والوصول إلى الأراضي المحتلة على الرغم من انتشار جنود الاحتلال ومراقبته المشددة.

من جهته، اعتبر مصعب بلال في حديثٍ لـ"العربي الجديد" أن "مسيرات العودة باتت بالنسبة لآلاف الفلسطينيين حدثاً وطنياً هاماً، يحرصون على المشاركة فيه، أملاً في انتزاع حقوقهم المسلوبة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وتفاقم المعاناة اليومية". وأوضح أن "المسيرات ومع مرور عامٍ كامل على انطلاقتها نجحت في رسم صورة جديدة للقضية الفلسطينية، في ظل المؤامرات التي تعصف بها ومحاولة تصفيتها عبر صفقة القرن، التي يجري الترويج لها من قبل الإدارة الأميركية".

وأضاف بلال أنه "خلال مشاركتي في المسيرات، أحرص كل الحرص على أخذ نظرة إلى أراضينا المحتلة عام 1948، وأُمنّي النفس في كل جمعة أشارك بها في أن أعود يوماً إليها وأن يزول الاحتلال الإسرائيلي إلى غير رجعة عن فلسطين".

وتعرّض بلال إلى الإصابة بشظايا رصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركته في أحد أيام مسيرات العودة التي تقام كل يوم جمعة أسبوعياً، إلى جانب قنبلة غاز أصابته، إلا أنه أصر على الاستمرار في المشاركة بشكلٍ دائم ومستمر. مع ذلك أشار إلى أنه "على الرغم من مرور عام على فعاليات مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، إلا أن حجم الالتفاف والمشاركة الجماهيرية فيها، عكس حالة الإصرار على تحقيق الأهداف الجزئية المتمثلة في كسر الحصار كلياً والهدف الأسمى الخاص بالعودة إلى الأراضي المحتلة".

ويحتشد الآلاف أسبوعياً في المخيمات المقامة قرب الشريط الحدودي الفاصل شرقي القطاع حيث يعملون على تنظيم فعاليات شعبية بالإضافة إلى إلقاء كلمات مركزية، يتحدث خلالها قادة الفصائل الفلسطينية إلى جانب إشعال إطارات السيارات ومحاولة اجتياز الشريط الحدودي، وبثّ الأغاني الوطنية والثورية وإقامة عروض مسرحية لنشطاء.



المساهمون