الانتخابات الأوروبية: "الجمهورية إلى الأمام" تكشف عن أسماء مرشحيها

الانتخابات الأوروبية: "الجمهورية إلى الأمام" تكشف عن 30 من مرشحيها

26 مارس 2019
حزب ماكرون ينوي اكتساح الانتخابات الأوروبية (فرانس برس)
+ الخط -
تم اليوم الثلاثاء الكشف عن قائمة حزب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون "الجمهورية إلى الأمام" للانتخابات الأوروبية في 26 مايو/أيار القادم، التي تضم ثلاثين اسماً وأطلق عليها "نهضة"، وكانت شبيهة، إلى حد بعيد، بما فعل ماكرون في الانتخابات التشريعية، التي منحته أغلبية ساحقة في مجلس النواب، وكما فعل أيضاً في تشكيلة حكومته.

وسيراً على نهج الرئيس الفرنسي تضمّ القائمة ممثلين عن المجتمع المدني، إضافة إلى مستشارين سياسيين سابقين في الإليزيه والرئاسة الأولى، ومن اليمين، ومن بينهم 7 مرشحين قادمين من حزب "موديم"، حليف ماكرون، الذي يترأسه فرانسوا بايرو. 
وإذا كان الرئيس ماكرون قد نجح، سابقاً، في شق اليمين واليسار الفرنسيين وتفكيكهما، وأغرى من شاء في حكومته، أو في أغلبيته البرلمانية، فإنه استطاع هذه المرة، أن يفعل الشيء نفسه، ولكن مع الإيكولوجيين.
فقد استطاع استمالة بعض "الخونة" من الإيكولوجيين وعلى رأسهم باسكال كانفان، المدير العام لـ"الصندوق العالمي للطبيعة" (فرع فرنسا)، ويأتي في المرتبة الثانية، مباشرة بعد وزيرة الشؤون الأوروبية المستقيلة، ناتالي لْوازو، وهو وزير إيكولوجي ووزير سابق في حكومة جان مارك أيرو، في ولاية الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند، واستقال من حكومة هولاند، بصحبة القيادية الإيكولوجية، سيسيل دوفلو، حين أصبح مانويل فالس رئيساً للحكومة، في إبريل/نيسان 2014، خلفاً لأيرو.
وليس كانفان الإيكولوجي الوحيد، الذي يتخلى عن رفاقه وينضم للائحة "الجمهورية إلى الأمام"، إذ نجد في المرتبة 18، باسكال ديران، وهو نائب في البرلمان الأوروبي عن الإيكولوجيين. وكان هذا الأخير قد شغل مناصب قيادية في الحزب الإيكولوجي، منها الأمين العام للحزب، ما بين 2012 و2013.
وقد برّر كانفان، الذي كان شديد الانتقاد لخيارات ماكرون، وخاصة "الحوار حول الانتقال الإيكولوجي والاجتماعي"، قد رفض عرضاً، قبل شهور، من ماكرون بتعويض نيكولا هولو، وزير البيئة الذي استقال، معلناً فشله في فرض آرائه ومواقفه، فيما يخص البيئة والانتقال الإيكولوجي على حكومة ماكرون، عدا التغيّر في موقفه، باتصال من الرئيس ماكرون يَعِدُه فيه بمنحه الضمانات الكاملة في الحركة، مُضيفاً بأنه يشاطر الرئيس ماكرون قضيتين أساسيتين، وهما أهمية الاتحاد الأوروبي وقضية البيئة.
وإذا كان ماكرون قد قام بـ"ضربة معلم"، واستطاع هذه المرة شقّ الصف الإيكولوجي، وهو ما يمكن أن يجذب له بعض الأصوات، فإن الخاسر الأكبر هو يانيك جادو، رئيس القائمة الإيكولوجية في الانتخابات الأوروبية، الذي علّق على الأمر قائلاً: "أعترف أني لا أفهم شيئاً، وهذا يحزنني".
وكان جادو قد رفض كل العروض من أطراف اليسار الأخرى، خاصة الاشتراكيين، بإنشاء قائمة موحدة، مفضّلاً إنشاء قائمة إيكولوجية خالصة، ومكرراً، مدفوعاً باستطلاعات رأي تضعه قريباً من 10 في المائة، أن "الإيكولوجيا ليست من اليسار ولا من اليمين". ولعل هذه القولة التي كررها، في مواجهة من يعيب عليه تخليه عن اليسار المتعدد ترتدّ عليه، وتدفع إيكولوجيين إلى التخلي عنه واللحاق بحزب ماكرون.
وتوالت الانتقادات لانضمام كانفان إلى حزب الرئيس الفرنسي، فقد رأى فيها رئيس الحزب الإيكولوجي، دافيد كورمان: "استسلاماً في أرض مكشوفة"، وأنها "ستمنح لحزب ماكرون ضمانة إيكولوجية".


وسخر الأمين العام للحزب الاشتراكي، أوليفيي فور، من قرار كانفان قائلاً: "كيف نفهم خيار كانفان بمغادرة حكومة اليسار لأنه لا يجدها يسارية، بما يكفي، ويتجه إلى قائمة يمينية تقودها نيكول لوازو، وهي من تيار ألان جوبيه (رئيس الوزراء سابقاً)؟