الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأوضاع بالأراضي الفلسطينية المحتلة

الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأوضاع بالأراضي الفلسطينية المحتلة

26 مارس 2019
عدوان الاحتلال الإسرائيلي يفاقم معاناة الغزيين (علي جادالله/ الأناضول)
+ الخط -
حذر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، اليوم الثلاثاء، من تفاقم الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها غزة، وذلك خلال تقديم تقريره حول تنفيذ القرار 2334 المتعلق بوقف الاستيطان.

وقال ملادينوف أمام مجلس الأمن الدولي إنه عمل مع فريقه خلال الـ48 ساعة الأخيرة بالتعاون مع مصر لتهدئة الوضع وللحيلولة دون تصعيد إضافي بين قطاع غزة وإسرائيل، مشددا على أن "أي تصعيد للصراع ستكون له عواقب وخيمة على غزة والمناطق المحيطة بها داخل إسرائيل".

وفيما طالب مجلس الأمن بإدانة إطلاق الصواريخ من غزة، أكد ملادينوف أن إسرائيل مستمرة بخرق بنود القرار وبناء الوحدات الاستيطانية، وفي المقابل عدم إعطاء الفلسطينيين، وخاصة في القدس، تراخيص بناء بيوت، إضافة إلى هدم بيوتهم في شرقي القدس والخليل. وتحدث ملادينوف عن التظاهرات التي شهدتها غزة بسبب الأوضاع المتردية في القطاع والتي طالبت كذلك بالمصالحة وكانت ضد الانقسام الداخلي الفلسطيني.

وتحدث ملادينوف عن التوتر المستمر في الضفة ومقتل عدد من الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة، مشيرا إلى التوتر الذي تشهده السجون الإسرائيلية في الوقت الحالي والتي يقبع فيها آلاف الأسرى الفلسطينيين. ثم عبر عن قلقه بسبب خطوات التقشف التي اتخذتها السلطة الفلسطينية للتعامل مع رفض إسرائيل تحويل أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية، لافتا إلى أن تصعيدا وتوترا مستمرا في الضفة وغزة قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع وهو ما قد يؤدي بدوره إلى أوضاع كارثية. 

إندونيسيا: مصادرة أموال الضرائب غير قانونية

ومن جهته، حذر نائب وزير خارجية إندونيسيا، عبد الرحمن فخير، الذي حضر جلسة مجلس الأمن الخاصة حول فلسطين، من تفاقم الأوضاع، قائلا "إن التقرير يؤكد مجددا أن القوات القائمة بالاحتلال لم تقم بتنفيذ أي من بنود قرار مجلس الأمن 2334 وهي مستمرة في عنفها ضد المدنيين الفلسطينيين". ثم أكد على أن "التقرير يظهر أن هناك استمرارا من قبل قوات الاحتلال في ضم أراض فلسطينية، وبناء المستوطنات والعنف ضد المدنيين وطرد بعثة المراقبة من الخليل". 

وناشد بزيادة المجهودات الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، ثم قال "إن مصادرة أموال الضرائب الفلسطينية غير قانونية وغير مقبولة. وأي خطة سلام يجب أن تحترم قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتفاقات الدولية". وطالب كذلك باحترام سيادة سورية على أراضيها، بما فيها الجولان السوري المحتل، مشيرا إلى أن ضمه لإسرائيل يخالف قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي.

الكويت: خطط إسرائيلية لبناء أكثر من 6 آلاف وحدة استيطانية
أما السفير الكويتي لدى مجلس الأمن، منصور العتيبي، فعقب على كلمة المبعوث الأممي بالقول "لم نفاجأ أن السيد ملادينوف كرر جملته المعهودة بأن إسرائيل لم تتخذ أي خطوات لوقف الأنشطة الاستيطانية في الأراضي المحتلة، بل ما يحدث هو العكس تماما وهو تسريع إسرائيل في وتيرتها لضم الأراضي الفلسطينية".

وتحدث عن خطط إسرائيلية لبناء أكثر من 6 آلاف وحدة استيطانية في القدس الشرقية ومناطق مختلفة من الضفة. وأشار السفير الكويتي إلى أن بلاده تقدمت في الأسابيع الأخيرة بطلب عقد أكثر من جلسة لبحث القرارات الأحادية الجانب التي تتخذها السلطات الإسرائيلية وبشكل غير قانوني، ومن بين تلك الخطوات بحث التداعيات الاقتصادية لتجميد جزء من عائدات الضرائب الفلسطينية، وعدم تمديد إسرائيل لفرقة المراقبة الدولية في الخليل.

وأكد على حق السلطة الفلسطينية باستخدام أموالها، وخاصة تلك التي تقدمها بشكل مساعدات إنسانية لأسر الشهداء وأهالي السجناء السياسيين القابعين في سجون الاحتلال.

وعن خطاب الكراهية الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، قال "إنه إلى جانب استمرار خطاب الكراهية الإسرائيلي واستمرار السياسيين والعسكريين الإسرائيليين بالإدلاء بتصريحات تحريضية تنم عن الازدراء والاستمرار الواضح بخرق القرار 2334، فإن إسرائيل مستمرة في ممارساتها كقوة قائمة بالاحتلال ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية الفلسطينية".

وتحدث السفير الكويتي عن اقتراب الذكرى الأولى لمسيرات العودة في غزة، وقال إنها تزامنت مع صدور تقرير لجنة التحقيق الدولية في الانتهاكات المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتطرق إلى ارتكاب الجنود الإسرائيليين انتهاكات للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي ضد المتظاهرين، وتأكيد اللجنة على أن المظاهرات مدنية الطابع ولها أهداف سياسية واضحة. وأوضح أن التقرير يشير إلى أن بعض الانتهاكات التي ارتكبت تعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وأشار إلى أنه من الضروري أن يتم إنفاذ قرار الجمعية العامة حول حماية المدنيين الفلسطينيين.


وفي ما يخص الجولان السوري المحتل وإعلان الولايات المتحدة اعترافها بضم الجولان السوري تحت السيادة الإسرائيلية، أكد السفير الكويتي على حق سورية في استعادة كامل الجولان العربي السوري ومعارضة بلاده للخطوة الأميركية. وأكدت جميع الدول في الأمم المتحدة، بما فيها فرنسا والصين بريطانيا وروسيا، معارضتها للخطوة الأميركية المتعلقة بالجولان السوري المحتل. 

 

المساهمون