ماي لمؤيدي "بريكست": سأستقيل في حال التصويت لصالح الاتفاق

ماي مستعدة لتقديم استقالتها بحال التصويت لصالح اتفاق بريكست...والاتحاد الأوروبي يعلن استعداده

25 مارس 2019
هل تستقيل ماي؟ (أدريان دينيس/فرانس برس)
+ الخط -
ذكرت محطة "آي تي في" التلفزيونية البريطانية، اليوم الإثنين، أنّ رئيسة الوزراء تيريزا ماي أبلغت نواباً مؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي، بأنّها ستستقيل إذا صوّتوا لصالح خطتها لـ"بريكست" التي رفضها البرلمان مرتين من قبل.

وكتب المحرر السياسي للمحطة روبرت بيستون، وفق ما ذكرته وكالة "رويترز": "قيل لي من مصدر موثوق فيه إنّ تيريزا ماي قالت لبوريس جونسون، وليان دانكن سميث، وستيف بيكر، وجاكوب رييس-موغ، وديفيد ديفيس وآخرين، في تشيكرز، إنّها ستستقيل إذا صوتوا لصالح اتفاقها بما يشمل ترتيبات الحدود الخاصة بأيرلندا التي يرفضونها".

وأضاف بيستون: "لكنها لم تذكر أي تفاصيل. لذلك ليست هناك ثقة كبيرة في أنّها ستستقيل حقاً".

وأمس، الأحد، أجرت ماي محادثات "أزمة" مع زملائها في حزب المحافظين، فيما تسعى إلى وضع خطة للأسبوع الحاسم في عملية "بريكست"، وسط تقارير تفيد بأنّ رئاستها للحكومة باتت مهددة. والتقت ماي في مسكنها الريفي في تشيكرز بنواب الحزب المؤيدين لـ"بريكست"، ومن بينهم رييس-موغ، وجونسون الذي يعتبر طامحاً في خلافتها.


ويتعيّن على ماي اتخاذ قرار حول ما إذا كانت ستطلب من النواب التصويت مرة أخرى على اتفاق "بريكست".

وعقب أسبوع شهد فوضى عارمة، تنتشر تكهنات على نطاق واسع بأنّ المحافظين يستعدون لإجبار ماي على الاستقالة.

وقالت صحيفة "صنداي تايمز"، أمس الأحد، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس"، إنّ ماي "تتعرض لانقلاب كامل" حيث تم وضع خطط لكي يتولى نائبها ديفيد ليدينغتون دور رئيس حكومة تصريف أعمال. وذكرت الصحيفة أنّها تحدثت إلى 11 من كبار الوزراء الذين "أكدوا أنهم يريدون أن تفسح رئيسة الوزراء الطريق لشخص آخر"، وأنهم يعتزمون مواجهتها بذلك في اجتماع للحكومة، اليوم الإثنين.

وعادة ما يُعقد مثل هذا الاجتماع أيام الثلاثاء، ولكن الحكومة أكدت أنّ من المقرر عقده الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي اليوم الإثنين.

من جهتها، توقّعت صحيفة "مايل أون صنداي" أن تتم تنحية ماي "خلال أيام"، وأن يتولى وزير البيئة المؤيد لبريكست مايكل غوف مهام رئيس الحكومة المؤقت.

غير أنّ غوف وليدينغتون نفيا أي رغبة لهما في تولي رئاسة الوزراء. وقال غوف: "ليس هذا هو الوقت المناسب لتغيير قبطان السفينة".


ومن المرتقب أن يناقش النواب في مجلس العموم (البرلمان)، مساء اليوم الإثنين، خطة الحكومة القابلة للتعديل بشأن اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث ستتاح لهم الفرصة لطرح نتائجهم المفضلة للتصويت.

ويأتي ذلك بعدما حصلت ماي، هذا الأسبوع، خلال قمة الاتحاد الأوروبي على تأجيل لـ"بريكست" لمدة ثلاثة أسابيع عن موعده المقرر في 29 مارس/آذار، للحصول على موافقة على اتفاق "بريكست" أو العثور على بديل آخر.

ويعاني البرلمان والحكومة البريطانيان من أزمة مستمرة منذ أشهر بسبب "بريكست"، حيث لم يتمكّن النواب من اتخاذ قرار حول كيفية تنفيذ نتيجة استفتاء 2016 حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يعكس انقسامات مريرة في أنحاء البلاد.

وبعد ثلاث سنوات من الجدل الشديد، لا يزال الغموض يكتنف كيفية الخروج من التكتل وتوقيته، أو إن كان ذلك سيتم في الأصل، مع محاولة ماي التوصل إلى سبيل للخروج من أصعب أزمة سياسية في البلاد منذ نحو 30 عاماً.

والسبت، خرج نحو مليون شخص، بحسب المنظمين، في مسيرة مؤيدة للبقاء في الاتحاد الأوروبي عبرت شوارع لندن الرئيسية، وطالبت بإجراء استفتاء ثان على "بريكست".

سيناريوهات محتملة

وعقب الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي على تأجيل "بريكست" الذي لا يزال على النواب التصويت عليه ليصبح قانوناً بريطانياً الأسبوع المقبل، لا يزال الغموض يكتنف الوضع.

ففي حال وافق البرلمان على اتفاق "بريكست"، ستخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 22 مايو/أيار بموجب الشروط التي توصلت إليها ماي مع الاتحاد الأوروبي العام الماضي.

وفي حال لم يقر البرلمان الاتفاق في الأسابيع المقبلة، فعلى لندن وضع خطة جديدة أو مواجهة الخروج بدون اتفاق في 12 إبريل/نيسان المقبل.

وفي حال تمديد "بريكست" لفترة ثانية طويلة، فسيتعين على لندن إجراء انتخابات البرلمان الأوروبي في مايو/أيار المقبل. ورفضت ماي ومؤيدو بريكست هذا الخيار، وقالوا إنّه من غير المنصف تجاهل غالبية البريطانيين الذين صوتوا من أجل الخروج من الاتحاد في 2016.

وأبلغت ماي، الجمعة، النواب بأنّها لن تطرح اتفاقها للتصويت مرة أخرى، إلا في حال وجود مؤشرات على "الدعم الكافي له". ولكن ذلك يبدو غير مرجّح مع استمرار معارضة الحزب "الوحدوي الديمقراطي"، الموالي لها، للاتفاق.

وسيستأنف النواب النقاش بشأن "بريكست"، اليوم الإثنين، مع وجود فرصة للتصويت على تعديل طرحته مجموعة من كبار النواب من مختلف الأحزاب يحدد جدولاً لعمليات "تصويت دلالية" بعد يومين.

وخسرت خطوة مماثلة هذا التصويت، الشهر الماضي، بهامش صوتين. وفي حال كسبت هذه الخطوة التصويت، فسيتمكن النواب من التصويت على عدة خيارات؛ من بينها وقف عملية "بريكست" برمتها، أو إجراء استفتاء ثان، أو البقاء في الاتحاد الجمركي الأوروبي أو السوق الأوروبية الموحدة. وبعد ذلك، يمكن للنواب محاولة تحويل تصويتهم غير الملزم إلى قانون واجب التطبيق.
 

الاتحاد الأوروبي مستعد لسيناريو "بريكست بلا اتفاق"

ووسط هذه الأجواء، أعلن الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، أنّه استكمل استعداداته لاحتمال خروج بريطانيا من التكتل من دون اتفاق، مع تزايد المخاوف من تنفيذ بريطانيا "بريكست" في حالة من الفوضى.

وقالت المفوضية الأوروبية، في بيان، بحسب ما ذكرته "فرانس برس": "بما أنّه من المحتمل أن تترك المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق في 12 إبريل/نيسان، فإنّ المفوضية الأوروبية أكملت اليوم استعداداتها لبريكست بدون اتفاق".