فنزويلا: واشنطن وموسكو تديران الحرب الدبلوماسية...ومواجهة محتدمة حول المساعدات

فنزويلا: واشنطن وموسكو تديران الحرب الدبلوماسية "عن بعد"... ومواجهة محتدمة حول المساعدات

02 مارس 2019
لم يتوصل البلدان لتفاهمات حول أزمة فنزويلا(Getty)
+ الخط -
تصاعدت حدة المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن المساعدات الإنسانية المرسلة إلى فنزويلا، مع فرض واشنطن عقوبات جديدة على شخصيات في نظام نيكولاس مادورو، ووعد روسي بدعم الرئيس الاشتراكي.

ويواصل البلدان المعركة الدبلوماسية عن بعد بينهما، غداة إخفاق كل منهما في تمرير قرار في مجلس الأمن الدولي، حيث لم يتمكنا من التفاهم.

في هذه الأثناء، أكد زعيم المعارضة خوان غوايدو الذي يقوم بجولة تشمل الأرجنتين والباراغواي بعد كولومبيا والبرازيل، ويريد العودة إلى بلده "الإثنين على أبعد حد" رغم "التهديدات"، أن "قيم الحرية والديمقراطية" لن توقفها الأسلحة.

وقال غوايدو بعد لقاء مع الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري في بوينوس آيرس، اليوم السبت، إن "التراجع الوحيد في العملية التي بدأت في فنزويلا، سيكون عودة العديد من الفنزويليين إلى بيوتهم"، بعدما غادروا البلاد.

من جهته، قال المبعوث الأميركي للأزمة الفنزويلية إليوت أبرامز إن واشنطن "تأمل بالتأكيد أن يتمكن غوايدو من العودة إلى بلده بأمان". لكنه لم يخف "قلقه"، لأن "مسؤولين كثراً في النظام هددوا بتوقيفه". وأكد أن الولايات المتحدة التي لم تنجح حتى الآن في دفع نيكولاس مادورو إلى الرحيل رغم حملة الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية التي تمارسها، لم تخسر بعد الرهان.

ومع أنه كرر أن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة"، ملمحاً بذلك إلى خيار عسكري، أشار أبرامز مجدداً إلى العقوبات لزيادة الضغوط. وقال إن "عشرات" الفنزويليين الإضافيين حرموا من التأشيرة الأميركية بتهمة "تقويض الديمقراطية".

من جهتها، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات مالية على ستة مسؤولين عسكريين فنزويليين، بينهم أربعة جنرالات، قريبين من مادورو، لمنع وصول المساعدة الإنسانية. وبين هؤلاء المسؤولين الجنرال ريتشارد لوبيز فارغاس، قائد الحرس الوطني، وكبير المفوضين خوسيه دومينغيز راميريز، المتهمان بعرقلة إيصال المساعدة الإنسانية التي تحاول الولايات المتحدة تسليمها إلى معسكر غوايدو.

وتتحدث واشنطن عن سقوط خمسة قتلى و285 جريحاً في صدامات عنيفة على الحدود الفنزويلية، عندما منعت قوات الأمن عملية نقل لهذه المساعدات الأسبوع الماضي.

وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين إن منع مادورو "شاحنات وسفناً محملة مساعدة إنسانية هو آخر مثال على استغلال نظامه غير الشرعي إيصال المواد الغذائية الضرورية للتحكم في الفنزويليين الضعفاء"، مشيراً إلى فرض عقوبات "على عناصر في قوات الأمن التابعة لمادورو رداً على عنف القمع والوفيات المأساوية وإحراق مواد غذائية وأدوية موجهة إلى فنزويليين مرضى وجياع"، وموضحاً أن هذه العقوبات تقضي بتجميد أي أصول للمسؤولين العسكريين في الولايات المتحدة، وكذلك التعاملات المالية معهم.

وترى فنزويلا في هذه المساعدات ذريعةً لتدخل أميركي عسكري من أجل طرد الرئيس مادورو من السلطة. لكن أبرامز نفى هذا الاتهام، بينما تبنته السلطات الروسية التي تواصل دعم مادورو.

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الجمعة بعد محادثات مع نائبة الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريغيز أن "روسيا ستواصل مساعدة السلطات الفنزويلية في حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية بما في ذلك من خلال توفير مساعدات إنسانية مشروعة".

وشدد الوزير الروسي على تسليم كراكاس "شحنات كبيرة من القمح"، مضيفاً أنه يدرس "لائحة إضافية من الأدوية" التي طلبتها السلطات بعد إرسال "شحنة أولى تزن 7.5 أطنان".

وقالت رودريغيز بعد ذلك إن "ما تحتاج إليه فنزويلا متوفر لدى روسيا. يمكن لفنزويلا أن تقدم من جهتها النفط الذي تحتاج إليه روسيا"، معلنة كذلك عن نقل مكتب للمجموعة النفطية الحكومية العملاقة "بيديفيسا"، عماد الاقتصاد الفنزويلي والمستهدفة بالعقوبات الأميركية، من لشبونة إلى موسكو.

وتشهد فنزويلا أزمة اقتصادية وسياسية حادة، تفاقمت منذ إعلان زعيم المعارضة خوان غوايدو نفسه رئيساً بالوكالة في يناير/ كانون الثاني الماضي، مؤكداً أن مادورو لم يعد رئيساً شرعياً.

ويتهم مادورو وحلفاؤه، ومنهم روسيا، واشنطن بالتخطيط لانقلاب ضد حكومته.

واعترفت الولايات المتحدة بغوايدو رئيساً بالوكالة لفنزويلا، وقادت حملة دبلوماسية دعماً له.

(فرانس برس)