عودة الخوف إلى إدلب

عودة الخوف إلى إدلب

02 مارس 2019
انعكست المخاوف على حياة ونشاط السكان(عمر حج قدور/فرانس برس)
+ الخط -

على الرغم من اقتصار عمليات القصف التي تقوم بها قوات النظام السوري في ريف إدلب الجنوبي على المنطقة منزوعة السلاح، التي اتفق عليها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، ضمن لقاء سوتشي. وعلى الرغم من عدم استخدام تلك القوات لسلاح الطيران بشكل فعلي حتى الآن. وعلى الرغم من وجود نقاط مراقبة تركية، طمأن الجانب التركي سكان المنطقة إلى أن وجود تركيا يشكل عامل أمان لهم من أية عملية قد يقوم بها النظام، بدعم من روسيا، إلا أن عمليات القصف اليومية لتلك المنطقة، وما رافقها من تحولات سياسية في مواقف الدول الفاعلة في القضية السورية، بما يتوافق مع مصالحها الخاصة، والتغيرات التي حصلت على الأرض من سيطرة "هيئة تحرير الشام"، التي تشكل "جبهة النصرة" عمودها الفقري، على كل محافظة إدلب تقريباً، بشكل يخالف ما كانت تعمل عليه الدول الضامنة، وعلى رأسها تركيا، قلب حياة السكان المدنيين في كل أرجاء المحافظة إلى حالة من الخوف والترقب الحذر، لما تحمله الأيام المقبلة حول مصير المنطقة ككل، والتي تضم نحو أربعة ملايين مدني.

فبعد أن شعر السكان في إدلب بنوع من الاستقرار الأمني على مستوى الاستهداف الخارجي من قبل قوات النظام، خلال الفترة التي سبقت اتفاق سوتشي، والتي انعكست على شكل نشاط تجاري ومهني شجع الكثير من سكان المنطقة على المجازفة بإقامة نشاطات تجارية وحرفية، ساهمت بعودة الحياة نسبياً إلى المحافظة، عادت المخاوف مرة أخرى لتنعكس على حياة ونشاط السكان، خصوصاً مع سيطرة "هيئة تحرير الشام"، وذراعها الخدمي "حكومة الإنقاذ"، على كل مفاصل الحياة في المحافظة، الأمر الذي أعطى مؤشراً سلبياً لسكان المحافظة بأن السماح لـ"الهيئة" بالسيطرة على المحافظة، هو بمثابة الذريعة الجاهزة والقوية للنظام والروس للقيام بعملية عسكرية في إدلب، خصوصاً أنها ترافقت مع حرب إعلامية روج فيها النظام أن الهدف المقبل له هو إدلب، بالترافق مع تأييد روسي لتلك الحملة.

وتزامن هذا الأمر أيضاً مع سكوت تركي عن كل الانتهاكات التي يقوم بها النظام في المنطقة التي يفترض أن تكون خالية من أي تواجد لـ"جبهة النصرة" والتنظيمات المتشددة الأخرى. وما زاد الطين بلة، استهداف العديد من مدن المحافظة بمفخخات أدت إلى زيادة الرعب لدى السكان الذين انحسرت معظم نشاطاتهم للحدود الدنيا بانتظار ما ستؤول إليه الأمور في الأيام المقبلة.