مبادرةٌ لجمع الأحزاب التقدمية في تونس تحضيراً للانتخابات

مبادرةٌ لجمع الأحزاب التقدمية في تونس تحضيراً للانتخابات

18 مارس 2019
يتحضر الإئتلاف الجديد للمنافسة بالانتخابات المقبلة(Getty)
+ الخط -
أعلنت مجموعة قيادات حزبية وشخصيات وطنية تونسية، عن إطلاق مبادرة سياسية، هي "ائتلاف قادرون"، لتجميع ورصّ صفوف التيارات والشخصيات التقدمية والديمقراطية في البلاد، وخلق توازن سياسي قادر على منافسة حزب "النهضة" في الانتخابات المقبلة.
وكشف وزير الشؤون الاجتماعية الأسبق، والمنسق العام للائتلاف الجديد، محمود بن رمضان، أمس الأحد، عن الانطلاق الرسمي لنشاط "ائتلاف قادرون"، والذي يجمع شخصيات وأحزابا وكوادر تقدمية، تشترك في رهان إصلاح البلاد وإنقاذها من الانهيار والمخاطر التي تتربص بها.

وشرح بن رمضان أن المبادرة هي عبارة عن ائتلاف مفتوح، يتكون من مجموعة من الأحزاب والشخصيات الوطنية من الجمعيات والمبادرات، وتبقى مفتوحة أمام كافة القوى التي تهدف إلى توحيد كل الطاقات الموجودة في القطب الديمقراطي التقدمي الاجتماعي، لخوض تجربة الانتخابات، ولتقديم أمل جديد للتونسيين.

ولفت بن رمضان إلى أن مؤسسي الائتلاف يعملون على الانتشار في كامل محافظات البلاد، وعلى أن يكون هذا الائتلاف بمثابة الجبهة السياسية التي تجمع أكبر طيفٍ سياسي ديمقراطي تقدمي، يعمل وفق أطر ديمقراطية أسسها القواعد والجهات والمحليات التي ستختار ممثليها ومرشحيها، وبناء على قواعد مختلفة عن الأحزاب القائمة على مركزية القرار والاختيار، والتي ظلت حبيسة الجمود السياسي بسبب الانفراد بالقرار والخيارات، على حدّ قوله.

وبيّن بن رمضان أن ائتلاف "قادرون" يعبر عن ائتلاف سياسي عريض قادر على الإصلاح، وعلى الانتصار في الانتخابات المقبلة، بعيداً عن مبدأ المحاصصة الحزبية.

وشدد وزير الشؤون الاجتماعية التونسي الأسبق، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على أن المؤسسين يجمعهم هدف أساسي "هو إنقاذ البلاد وإخراجها من الأزمة الخانقة التي مسّت كل المجالات، والتي تخيم على تونس منذ سنوات"، مؤكداً أن الائتلاف "سيخوض الانتخابات المقبلة، وسيمثل أرضية منظمة ومهيكلة، على غرار حزب النهضة الذي يعد الحزب السياسي الوحيد المنظم والمهيكل حالياً".

ولفت بن رمضان الى أن "من أكبر إشكاليات الساحة السياسية التونسية، هي حالة التشتت التي تعيش على وقعها القوى الديمقراطية والتقدمية، خصوصاً بعد انهيار حزب نداء تونس"، معتبراً أنه "حتى حزب تحيا تونس، لا يمكن أن يكون خياراً جامعاً، باعتباره مبادرة سياسية فاقدة لأي مصداقية، تقوم على استغلال وسائل الدولة وإمكانات الحكومة في أغراض انتخابية، ولم تقدم أي برنامج أو رؤية مستقبلية أو حلول لمشاكل البلاد الراهنة".

وتضم المبادرة حالياً 200 شخصية مؤسسة، منها كوادر حزبية وشخصيات وطنية ونواب ووزراء سابقون، كما تجمع حزب "المستقبل" برئاسة الطاهر بن حسين والحركة الديمقراطية التي يترأسها أحمد نجيب الشابي وحزب المسار الديمقراطي التقدمي الذي لا يزال يدرس قرار الانضمام.

وبخصوص ترشيح شخصية عن "ائتلاف قادرون" للانتخابات الرئاسية المقبلة، أكد بن رمضان أن الائتلاف سيقوم باختيار شخصية بطريقة ديمقراطية، تختارها مكونات الائتلاف، على أن يتم ترشيح من يفوز في الانتخابات الداخلية الأولية.

من جهته، قال نجيب الشابي، في تصريح صحافي، إن المبادرة "قائمة على حقائق برزت في الانتخابات البلدية، وهي أن الأحزاب السياسية غير قادرة على تحقيق تغيير بصفة منفردة، وبالتالي كان لا بد من إعادة التوازن للمشهد السياسي، وذلك لا يمكن أن يتحقق دون تجميع كل القوى الحزبية وغير الحزبية".

وأضاف الشابي أنه "بناء على ما ستحققه هذه المبادرة من مكاسب، يمكن أن تتحول إلى مؤسسة دائمة للديمقراطية كحركة ديمقراطية جديدة"، مبيناً أن هذه المبادرة "قامت على استخلاص العبر من التجارب السياسية السابقة للائتلافات والجبهات الحزبية، التي طغى عليها صراع الزعامات، وكان من أبرز أسباب فشلها".

وأكد الشابي أن ترشحه للانتخابات الرئاسية لم يطرح بعد، موضحاً أن اختيار مرشح لائتلاف "قادرون" في الانتخابات الرئاسية "سيتم عبر تنظيم انتخابات تمهيدية في هياكل المبادرة، لاختيار مرشح وحيد للحركة عبر انتخابات تمهيدية، الى جانب انتخاب النواب مرشحي التشريعية المقبلة من قبل الجهات".

المساهمون