هل وبّخت واشنطن مسؤولاً أفغانياً رفيعاً بسبب خليل زاد؟

هل وبّخت واشنطن مستشار الأمن القومي الأفغاني بسبب انتقاده خليل زاد؟

15 مارس 2019
محب انتقد تهميش الحكومة الأفغانية (أتا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -
نفت الحكومة الأفغانية أنباء استدعاء الخارجية الأميركية لمستشار الأمن القومي الأفغاني حمد الله محب، على خلفية توجيهه انتقادات لاذاعة للمبعوث الأميركي للمصالحة الأفغانية زلماي خليل زاد، واتهامه بـ"السعي من أجل الحصول على مكاسب شخصية، وتهميش دور الحكومة الأفغانية، والعمل من أجل تشكيل الحكومة المؤقتة".

وقال الناطق باسم مكتب مستشار الأمن القومي طارق أرين لـ"العربي الجديد"، إن "تلك الأنباء غير صحيحة"، إذ "لم تقم الخارجية الأميركية بتاتاً باستدعاء مستشار الأمن القومي الأفغاني، كما لم يتم خلال زيارة محب للخارجية الأميركية، التطرّق إلى أي موضوع تطرقت إليه بعض وسائل الإعلام الغربية والمحلية".

وذكر أرين أن اجتماع محب بالمسؤولين في الخارجية الأميركية، "كان مثل الاجتماعات الرسمية الأخرى، وكان من ضمن أجندة زيارته لأميركا".

وكانت وسائل إعلام أميركية نشرت صباح اليوم، الجمعة، أن الخارجية الأميركية استدعت مستشار الأمن القومي الأفغاني واحتجّت على اتهامه لزلماي خليل زاد.

وقال موقع "صداي أميركا" (صوت أميركا) باللغة الفارسية، نقلاً عن متحدث باسم الخارجية الأميركية، إن نائب وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل، رفض خلال لقائه بمستشار الأمن القومي الأفغاني انتقاداته الموجهة إلى خليل زاد، ووجهة نظر الحكومة الأفغانية بهذا الخصوص.

وقال هيل إن خليل زاد هو مبعوث وزير الخارجية الأميركي، وإن أي هجوم أو انتقاد له هو انتقاد لوزير الخارجية الأميركي، وأن "مثل هذا العمل يخلق عقبات في وجه العلاقات الأميركية الأفغانية من جهة، وفي وجه مساعي المصالحة الأفغانية".

وكان حمد الله محب قد أكد، في حديث له مع الإعلاميين في واشنطن، أمس الخميس، أنه خلال مساعي الحوار الحالية في الدوحة وضعت الحكومة الأفغانية في الهامش، وأن خليل زاد "يسعى لتشكيل حكومة مؤقتة".

كما صرّح محب، في جزء من حديثه، بأن عملية الحوار "قد تكون وراءها أهداف شخصية، لذا ليست هناك معلومات كافية بشأنها"، مؤكداً أنه يزعم أنه "لا نزاهة في عملية الحوار بين "طالبان" و"أميركا".

كذلك، اتهم محب خليل زاد بأنه "يسعى للوصول إلى سدة الحكومة من خلال هذا الطريق"، مؤكداً أن خليل زاد أيضاً "سعى في ما مضى من أجل الوصول إلى الحكم في أفغانستان، وأن الظن السائد في أفغانستان هو أنه يسعى وراء كل ما يفعل من أجل تشكيل حكومة مؤقتة".

وصدرت العديد من ردود الفعل الأفغانية، بشأن موقف مستشار الأمن القومي الأفغاني.

وفي السياق، كتب حنان حبيبزاي الإعلامي الأفغاني، في صفحته على "فيسبوك": "لقد أشرت إلى ذلك في إحدى مقالاتي سابقاً نشرت على موقع "خبريال"، أن خليل زاد يسعى للوصول إلى الحكم، وها هو مستشار الأمن القومي يثير القضية".

كما كتب أحد السياسيين، وهو زعيم قبائل البدو في أفغانستان، دلاور فيضان، في صفحته على "فيسبوك": "أشكر محب على هذه الجرأة. نعم نحن نحذر مما ذكره محب في واشنطن".

وكانت جولة الحوار الخامسة بين "طالبان" وأميركا قد انتهت في الدوحة قبل يومين، بعدما أكد الطرفان إحراز تقدم كبير. 

وبخلاف عادته، توجه خليل زاد هذه المرة إلى واشنطن بعد إنهاء الجولة للتشاور مع الرئيس ترامب، حسب قوله، بينما في المرات الماضية كان يتوجه إلى كابول للحديث مع الحكومة الأفغانية بشأن ما جرى مع "طالبان".

المساهمون