هدوء حذر شرق ليبيا...وقوات حفتر تفرض حظراً جوياً جنوباً

هدوء حذر شرق ليبيا... وقوات حفتر تفرض حظراً جوياً جنوباً

08 فبراير 2019
ستة قتلى في مواجهات بأوباري (جون مور/Getty)
+ الخط -
فيما تشهد المنطقة الشرقية في ليبيا هدوءا حذرا في المدن التي شهدت توترا واشتباكات مسلحة أمس الخميس، وتحديدا في أوباري وغدوة، أعلنت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر عن فرضها حظرا جويا مشروطا على مطارات الجنوب.

من جانبه، أكد مدير مستشفى أوباري منصور الجندي، أن آخر إحصائيات ضحايا المواجهات التي حدثت، صباح أمس، بالمنطقة بين قوات حكومة الوفاق التي يقودها الفريق علي كنه، وقوات حفتر، وثقت وقوع ستة قتلى وأكثر من عشرة جرحى من كلا الطرفين.

وأكد شهود عيان من منطقة أوباري، لــ"العربي الجديد"، أن المنطقة تشهد هدوءا وتحسنا في أوضاعها بعد انسحاب قوات حفتر منها ظهر أمس الخميس.

كشف فرحات الزياني، المسؤول عن محطات التشغيل بشركة أكاكوس، الشركة المسؤولة عن تشغيل الحقل لصالح المؤسسة الوطنية للنقط، عن حقيقة سيطرة قوات حفتر على حقل الشرارة المحاذي لمنطقة أوباري.

وقال الزياني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن مفرزة من قوات حفتر تسيطر فقط على إحدى محطات الضخ بالحقل، لكن أغلب مرافق الحقل تقع تحت سيطرة قوات قبلية محايدة، وقد رفضت هذه القوة تسليم الحقل بكامله لقوات حفتر، مفضلة انتهاء جهود أهلية اجتماعية تجري منذ أيام لإقناع حفتر بالانسحاب من المناطق القريبة من الحقل.

ويبدو أن الخسارة التي منيت بها قوات حفتر أمام قوات حكومة الوفاق دفعتها إلى الإعلان عن حظر جوي مشروط في مناطق الجنوب، إذ قالت غرفة عمليات القوات الجوية التابعة لحفتر، على صفحتها ليلة أمس الخميس، إنها بدأت بتنفيذ أوامر حفتر القاضية بتحذير أي طائرة من الهبوط في مجال المنطقة الجنوبية دون أي تصريح منها للتحليق في هذا المجال، مشيرة إلى أنها ستتعامل مع أي طائرة تدخل المجال بإجبارها على الهبوط أو أنها ستكون "هدفا مشروعا للمقاتلات التابعة لها".

من جانبه، أكد رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله أنه "لا مجال لاستئناف العمليات في حقل الشرارة ما لم تتم إعادة إحلال الأمن فيه"، وذلك رداً على دعوة قوات حفتر لإعادة تشغيله.

ودعا صنع الله، في بيان صحافي في الساعات الأولى من صباح الجمعة، كل الأطراف المتقاتلة في الجنوب إلى "ضبط النفس وتفادي تصعيد الأعمال العدائية التي من شأنها تهديد سلامة العاملين في الحقل والإضرار بالمنشآت الموجودة".

دوليا، كسرت بريطانيا حاجز الصمت الدولي حيال الأحداث الأخيرة في الجنوب، حيث أكدت المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة كارين بيرس أنه "لا يمكن لأطراف النزاع في ليبيا أن تحسم الخلاف فيما بينها عسكرياً"، داعية إلى "وقف فوري للقتال في الجنوب الليبي".

ويبدو أن موقف البعثة الأممية يتجه نحو التحول، فبعد تحذيرها من اندلاع "نزاع وشيك في الجنوب يمكن أن يهدد الأوضاع أكثر"، إثر إطلاق حفتر عمليته العسكرية قبل أسبوعين، عاد المبعوث الأممي غسان سلامة وأشاد بـ"جهود قوات حفتر في ضبط الأمن بمدينة سبها".

وقال سلامة، خلال مقابلة تلفزيونية ليلة الخميس: "بعد عمليات الجيش ( قوات حفتر ) الأخيرة، الأوضاع تحسنت في الجنوب، والجريمة اختفت، والأمن أصبح ملموسا لدى المواطنين، وهذا ما يهمنا"، رغم تأكيده على عدم انحياز البعثة إلى أي طرف.

وأضاف المبعوث الأممي: "زرت سبها في الفترة الماضية، وتحدثت مع الأهالي، وكانت أوضاعهم مزرية ويشتكون من ارتفاع الجريمة كما كانوا ممنوعين من الخروج من بيوتهم بعد الساعة الخامسة، بسبب مليشيات أجنبية من تشاد والسودان"، دون أن يشير إلى الانتهاكات التي نفذتها قوات حفتر في منطقة غدوة وسبها بحق المدنيين، وتحذير أهالي مرزق من "تطهير عرقي بحق مكون التبو"، المعارض لحملة حفتر العسكرية في المنطقة.