"داعش" في مربعه الأخير بسورية: وتساؤلات حول تصريحات ترامب

"داعش" في مربعه الأخير بسورية... وتساؤلات حيال "أسبوع النصر" الذي أعلنه ترامب

07 فبراير 2019
لم يبق لـ"داعش" إلا 1% من حدود "خلافته" (Getty)
+ الخط -

بعدما وضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، حدًّا زمنيًا للقضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي في سورية والعراق خلال أسبوع واحد؛ أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، اليوم الخميس، أيضًا، أن تنظيم "داعش" الإرهابي بات محاصراً في مساحة تعادل أقل من واحد في المئة من مساحة "الخلافة" التي أعلنها عام 2014، في ضوء خسائره الميدانية المتلاحقة.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن نائب القائد العام للشؤون الاستراتيجية والمعلوماتية اللواء في الجيش البريطاني كرستوفر ككا، في بيان للتحالف، "نستمر في الضغط على الباقين من إرهابيي داعش.. لحصرهم في رقعة صغيرة، تعادل حالاً أقل من واحد في المئة من مساحة الخلافة الأصلية".

غير أن تلك التصريحات التي تبدو متفائلة بعض الشيء، تثير علامات استفهام عديدة لدى بعض المراقبين السوريين، ولا سيّما أن نزع قبضة "داعش" عن مناطق نفوذه قد لا يعني بالضرورة انتهاءه، إذ لا تزال فلوله متناثرة على امتداد المناطق الصحراوية بين سورية والعراق.

وفي هذا السياق، رأى العميد الركن والمحلل السياسي السوري أحمد رحال، أن حديث ترامب عن إعلان القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي خلال أسبوع، هو حديث للإعلام فقط وموجه للأميركيين.

وأوضح رحال في حديث مع "العربي الجديد"، أن "الهدف من حديث ترامب هو كسب الرأي العام، من أجل تأييده بقرار سحب قوات بلاده من سورية، الأمر الذي عارضه فيه الكونغرس".

وأضاف أن مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التي تدعمها الولايات المتحدة، عقدت العديد من الاتفاقات التي خرج فيها مقاتلون من "داعش" إلى البادية السورية شرق حمص، وهناك تجمعات كبيرة لهم في المنطقة.

كما أشار إلى أن هناك تجمعاً كبيراً أيضاً في بادية السويداء الشرقية، بعلم قوات النظام السوري، وأضاف أن يوم أمس الأربعاء شهد إفراج النظام عن العديد من العناصر باتجاه تلك المنطقة.

وكان ترامب أعلن في كانون الأول / ديسمبر الفائت، نيته سحب قوات بلاده من سورية، والاتفاق مع تركيا على القضاء على ما بقي من "داعش".

أما الإعلامي في شبكة "فرات بوست" صهيب جابر، فقال لـ"العربي الجديد" إن الغاية من إعلان ترامب هي حفظ ماء الوجه، بعد وصول قيادة "قسد" إلى مرحلة أدركوا فيها أنهم لا يستطيعون القضاء على تنظيم "داعش".

وأضاف في هذا السياق، أن التنظيم شنّ هجمات عكسية اليوم شرق الفرات في منطقة السفافنة وأجزاء من الباغوز فوقاني، وأوقع قتلى وجرحى في صفوف "قسد".

إلى ذلك، قصفت طائرات التحالف ومدفعية "قسد" ما بقي من مناطق يسيطر عليها التنظيم عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، ما أوقع خسائر بشرية في صفوف عناصره بحسب مصادر إعلامية محلية.

كما أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، اليوم، تشكيل قوة مهام مشتركة بين بلاده وأميركا، لتنسيق انسحاب الأخيرة من سورية.

وأوضح أوغلو، خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة الأميركية واشنطن، على هامش اجتماع وزراء خارجية دول التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، أنه سيتم تقييم المقترحات المتبادلة للطرفين، من أجل إتمام مرحلة انسحاب القوات الأميركية من سورية دون حدوث مشاكل.

وأشار إلى أن القوة ستكون معنية فقط بتنسيق الانسحاب، وأضاف أنه يوجد نوع من السرعة في تطبيق "خريطة الطريق" حول مدينة منبج شرقي محافظة حلب، رغم الظروف الجوية السيئة.