قوات حفتر تتجه للسيطرة على سبها بعد انسحاب "الوفاق"

ليبيا: قوات حفتر تتجه للسيطرة على مدينة سبها بعد انسحاب قوات الوفاق

03 فبراير 2019
استقالة مستشار لحفتر رفضاً لـ"ممارسات عنصرية" (عبدالله دومة/فرانس برس)
+ الخط -

تتجه قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر إلى السيطرة كلياً على مدينة سبها، أكبر مدن الجنوب الليبي، بعد أكثر من أسبوعين من إطلاقه حملته العسكرية الجديدة للسيطرة على الجنوب، إذ أعلن آمر اللواء السادس التابع لحكومة الوفاق في المدينة، حميد العطابي، عن انسحاب قواته وإخلاء مواقعه وتسليمها لقوات حفتر.

وقال العطابي، في بيان للواء، إن قوات اللواء السادس انسحبت من مواقعها لـ"أسباب أمنية"، لكنه لم يحدد الأماكن التي انحسبت إليها قواته.

وأوضح أن سبب انسحاب قوات اللواء السادس هو "عدم قدرتنا على مواجهة قوات حفتر، نظرا للفارق في التسليح"، موجهاً اتهامه لحكومة الوفاق بـ"تسليم الجنوب طوعا لقوات حفتر، وعدم دعمها للواء السادس الذي يعتبر أهم قوات حكومة الوفاق في الجنوب الليبي".

من جانب آخر، قالت مصادر مقربة من بلدية المدينة، لـ"العربي الجديد"، إن مفاوضات شارفت على الانتهاء بين قادة قوات حفتر وزعامات قبلية لقبائل النبو لانسحاب الأخيرة من مواقعها في المدينة التي لم تتوقف الإمدادات العسكرية لقوات حفتر عن الوصول إليها بغية السيطرة الكاملة عليها.

وبالتزامن، أعلن علي محمد بركة، والي التباوي وأحد زعامات التبو ومستشار حفتر في الجنوب، عن استقالته من منصبه كمستشار، مساء أمس السبت، على خلفية "الممارسات العنصرية والتوجهات التي سلكتها قوات الجيش عند دخولها الجنوب".

وكان خلفة العبيدي، رئيس مكتب الإعلام الحربي التابع لحفتر، قد وصف قبائل التبو بـ"المليشيات التشادية الأجنبية"، وتوعّد في مقطع فيديو بملاحقتها.



واستنكر التجمع الوطني التباوي، في بيان ليلة أمس السبت، التهديدات التي أطلقها أفراد من قوات حفتر بـ"الإبادة والتهجير لقبائل التبو"، منددين بما تقوم به غرفة عمليات الجنوب من "تقديم الدعم العسكري لقبائل على حساب الأخرى".

وأدان البيان كلمة العبيدي، التي وصفها بـ"العنصرية"، مطالبا بتوقف مسلحي حفتر عن "الاستفزازات، وسرقة ممتلكات خاصة وعامة، وتهديد المواطنين في الطرقات".

وكانت قبائل التبو قد أعربت عن قلقها، خلال خطاب وجّهته، منتصف الشهر الماضي، للبعثة الأممية في ليبيا، بشأن إرسال حفتر قواتٍ تحت مسمى "عمليات تطهير الجنوب"، مؤكدة مخاوفها من "وقوع حرب أهلية وتصفية عرقية في إقليم فزان".

وتسيطر قوات مسلحة تابعة للتبو على مواقع مهمة داخل مدينة سبها، بالإضافة إلى عدد من مناطق الجنوب في القطرون وتراغن ومرزق، فضلا عن منطقة غدوة التي شهدت، أول من أمس، هجوما على أحد تمركزات قوات حفتر، خلّفت خمسة قتلى وأكثر من عشرين جريحا.​