مشروعا قرارين متعارضان لواشنطن وموسكو بمجلس الأمن حول فنزويلا

مشروعا قرارين متعارضان لواشنطن وموسكو بمجلس الأمن حول فنزويلا

28 فبراير 2019
يتوقّع ألا يرى أي من المشروعين النور (Getty)
+ الخط -

طلبت الولايات المتّحدة وروسيا من مجلس الأمن الدولي التصويت، اليوم الخميس، على مشروعي قرارين متعارضين بشأن الأزمة في فنزويلا يتوقّع ألا يرى أي منهما النور، بحسب ما أفاد به دبلوماسيون.

ويدعو مشروع القرار الأميركي إلى تنظيم انتخابات "حرة ونزيهة وذات مصداقية" في فنزويلا، والسماح بإدخال مساعدات إنسانية. 

ويُرجّح أن تستخدم روسيا، حليفة نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، حقّ النقض لوأد مشروع القرار الأميركي، الذي يعرب كذلك عن "القلق العميق بسبب استخدام قوات الأمن العنف والقوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين العُزّل".

وخلافاً لنصّ سابق كانت اقترحته واشنطن في بداية فبراير/ شباط، لا ينصّ مشروع القرار الجديد على "الدعم التام" للبرلمان الذي يرأسه المعارض خوان غوايدو، الذي نصّب نفسه رئيساً للجمهورية انتقالياً واعترفت بشرعيته حوالى 50 دولة، بل يكتفي "بالإشارة إلى السلطة الدستورية" للبرلمان.

ويحضّ النص الأميركي على "المبادرات السلمية وذات المصداقية" لإنهاء الأزمة التي تشهدها فنزويلا، وهو ما لم يكن موجودا في النص السابق.

ويدعو مشروع القرار الأميركي إلى مسار انتخابي "تحت إشراف دولي وفق الدستور الفنزويلي"، ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة استخدام "وساطته" لتأمين اقتراع رئاسي موثوق فيه.

ويتوقع أن تستخدم الصين أيضاً حق الفيتو ضد مشروع القرار الأميركي.

في المقابل، فإنّ مشروع القرار الروسي المطروح بدوره على طاولة مجلس الأمن، منذ مطلع فبراير/ شباط، يتضمّن فقرتين جديدتين تشدّدان على "ضرورة الاحترام التامّ للمبادئ الإنسانية والحياد وعدم الانحياز والاستقلال في توفير مساعدات إنسانية".

ومنذ أسابيع، تصرّ موسكو على أنّ الهدف الأوحد للمساعدات الأميركية إلى فنزويلا هو الإطاحة بنظام مادورو.

 

ويشدّد المشروع الروسي على "الدور الرئيسي للحكومة الفنزويلية في تنظيم وتنسيق ومساندة وتنفيذ جهود ومبادرات المعونة الدولية، على أراضيها الوطنية".

وبحسب دبلوماسيين، فإنّه إذا كانت روسيا والصين مضطرتين لاستخدام الفيتو لمنع صدور المشروع الأميركي، فإنّ واشنطن لن تضطر لأن تحذو حذوهما كي تمنع صدور مشروع القرار الروسي، ذلك أنّه لن يتمكن من الحصول على الأصوات التسعة المطلوبة لإقراره.

ولا يتوقّع أن يحصل المشروع الروسي عند التصويت عليه إلّا على أربعة أصوات، هي روسيا والصين وجنوب أفريقيا وإندونيسيا.

في المقابل، فإن النص الأميركي يدعمه الأعضاء الأوروبيون الخمسة في مجلس الأمن، وعلى الأرجح الكويت والبيرو وجمهورية الدومينيكان، في حين يتوقّع أن تمتنع عن التصويت إندونيسيا والأعضاء الأفارقة في المجلس (ساحل العاج وغينيا الاستوائية، وحتى جنوب أفريقيا، وذلك عملاً بتوجيه من الاتّحاد الأفريقي). 

ويحتاج أي مشروع قرار لتأييد تسعة أعضاء لإقراره، دون لجوء أي من الأعضاء الخمسة الدائمين لحق النقض (الفيتو). 


(فرانس برس، رويترز)