المدنيون ومقاتلو "داعش" يواصلون خروجهم من الباغوز

المدنيون ومقاتلو "داعش" يواصلون خروجهم من الباغوز في دير الزور

27 فبراير 2019
وصلت شاحنات إلى الباغوز لنقل دفعة جديدة (العربي الجديد)
+ الخط -
تتواصل عمليات خروج المدنيين، ومعهم مقاتلون من تنظيم "داعش" الإرهابي، من الجيب الأخير المحاصرين بداخله في أحد أحياء بلدة الباغوز بريف محافظة دير الزور، على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، شرقي سورية.

وتسود توقعات بقرب خروج جميع المدنيين والمقاتلين الراغبين في الخروج من الباغوز، لتبدأ بعدها "المعركة النهائية" لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، ضد مقاتلي التنظيم الذين يرفضون تسليم أنفسهم، وأغلبهم من الأجانب.

وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، أنّ عشرات الشاحنات وصلت إلى بلدة الباغوز لنقل دفعة جديدة من الراغبين في الخروج من المزارع التي ينتشر فيها مقاتلو تنظيم "داعش"، نحو مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية"، حيث ينقل المدنيون نحو مخيمات الهول في القطاع الجنوبي الشرقي من ريف محافظة الحسكة.

ومساء الثلاثاء، خرجت دفعة من الباغوز تضم 800 مدني و200 من عناصر تنظيم "داعش"، وصلوا إلى مناطق سيطرة "قسد" في محيط الباغوز.

وأوضح مسؤول إعلامي في "قسد" أنّ قواته تحاول تأمين المدنيين إلى مخيم الهول جنوبي مدينة الحسكة، بينما سيتم نقل عناصر تنظيم "داعش" إلى المفارز الأمنية للتحقيق معهم من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

ونشرت شبكة "الشرقية 24" تسجيلاً مصوراً يظهر لحظة تسليم عناصر أجانب وعرب من تنظيم "داعش" أنفسهم إلى مليشيا "قسد"، إذ أظهر الفيديو العشرات من عناصر "داعش" يخرجون ليلاً سيراً على الأقدام إلى نقطة ملاصقة لمخيم الباغوز، متفق عليها بين داعش و"قسد"، بينهم سعوديون وشيشانيون وبوسنيون.

ويعاني الخارجون من أوضاع صعبة وتدهور حالتهم الصحية، وما يزيد من معاناتهم الطريق الشاق نحو مخيم الهول، والذي شهد حالات وفاة لعدد من الأشخاص، لا سيما الأطفال حديثي الولادة.

وقد وصلت، أمس الثلاثاء، إلى مخيم الهول، طفلة متوفية نتيجة سوء حالتها الصحية، لترتفع أعداد الوفيات في المخيم إلى 51 حالة، معظمهم من الأطفال ممن فارقوا الحياة نتيجة أوضاعهم الصعبة الناتجة عن أمراض تزايدت مضاعفاتها خلال الرحلة.

وفي وقت سابق، نشرت شبكة "فرات بوست" مقطعاً صوتياً لقيادي في تنظيم "داعش"، وصف نفسه بأنّه مسؤول عن "الأمور اللوجستية" في التنظيم، وتلا، بلكنة مغاربية، أبرز بنود الاتفاق بين "داعش" و"قسد" وقوات التحالف الدولي، بخصوص المدنيين المحاصرين، وعناصر وعائلات التنظيم السوريين ومن الجنسيات الأجنبية، والجرحى الراغبين في الخروج إلى مناطق تستولي عليها "قسد".

وقال القيادي وسط جمع كبير من المدنيين، حسبما ظهر في التسجيل، إنّ الاتفاق يتضمّن "عدم إخضاع العوائل إلى تحقيق وصور شخصية، فقط تؤخذ البصمات، ويتم تفتيش النساء من قبل النساء فقط. من يريد البقاء في المخيم ومن أراد الخروج منه متى ما أراد، من النساء والأطفال، يتم إعطاؤهم تصريحات رسمية بغرض الإقامة في مناطق الأكراد، ويتم نقلهم إلى المخيمات حسب قدرة الطرفين، وبالتنسيق مع التنظيم، وذلك في النهار وليس في الليل".

وكان تنظيم "داعش" قد أفرج، قبل عشرة أيام، عن 40 محتجزاً مدنياً من سجونه في الباغوز، عقب اتفاق توصل إليه مع "قسد"، ينص على الإفراج عن 300 أسير ومحتجز، مقابل دخول ثماني سيارات محملة بالمواد الغذائية والطبية إلى الباغوز.

إلى ذلك، ذكرت شبكات محلية أنّه تم العثور على مقبرة جماعية تضم جثثاً لأشخاص قتلوا حديثاً في بلدة الباغوز.

وفي تطورات أخرى، ذكرت مواقع وصفحات محلية أنّ تنظيم "داعش" استهدف مجموعة عناصر تابعين للحرس الثوري الإيراني في منطقة الفيضة ببادية دير الزور شرقي سورية، ما أسفر عن مقتل عناصر المجموعة، من دون تفاصيل عن عددهم.

وقال موقع "الشرقية 24" إنّ عناصر الحرس الثوري الإيراني تعرّضوا لهجوم من تنظيم "داعش"، أثناء مرافقتهم لدورية من قوات النظام السوري، كانت تبحث عن عناصر مفقودين من "الفرقة 17"، والتي تعرّضت لهجوم سابق من قبل التنظيم في بادية الميادين.

وأشار إلى أنّ الدورية الأمنية التابعة للنظام تركت عناصر الحرس الثوري الإيراني لمصيرهم، وعادت إلى مقراتها في دير الزور في منطقة الشامية.

وأوضح الموقع أنّ تنظيم "داعش" شنّ الهجوم على دورية الحرس الثوري الإيراني، انطلاقاً من بادية السخنة بريف حمص الشرقي.

إلى ذلك، قُتل عامل وأُصيب آخر، اليوم الأربعاء، بانفجار لغم أرضي من مخلفات تنظيم "داعش" خلال عملهما على إزالة الركام من مدينة الرقة شمال شرقي سورية.

وتشهد محافظة الرقة، بشكل متكرر، انفجارات لألغام وعبوات ناسفة من مخلفات تنظيم "داعش"، بالإضافة إلى انفجار سيارات مفخخة.