بن سلمان يدافع عن إجراءات الصين ضدّ الأويغور

بن سلمان يدافع عن إجراءات الصين ضدّ مسلمي الأويغور: حقها مكافحة الإرهاب

23 فبراير 2019
بن سلمان تجاهل نداءات مسلمي الصين ووقع اتفاقيات(سونغ جيهي/Getty)
+ الخط -
فيما يواجه انتقادات من الدول الغربية على خلفية جريمة القتل "الوحشي" للصحافي جمال خاشقجي، يسعى وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تشكيل تحالفات جديدة. وبغية تحقيق هذا الهدف، دافع خلال زيارته الصين عن ممارسة سلطاتها بحق مسلمي الأويغور، بحسب ما أوردت مجلة "نيوزويك".

ولففت المجلة الأميركية، في تقرير الجمعة، إلى أنّ "بن سلمان، ولدى وصوله إلى الصين، وهي دولة أخرى متهمة بالسلطوية، لمقابلة المسؤولين هناك، استقبله نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هان تشنغ، ووقع اتفاقيات رئيسية مع بكين تتعلّق بإنتاج الطاقة والصناعة الكيميائية".

وخلال الزيارة، بدا الأمير السعودي مدافعاً عن استخدام الصين لما تصفها "معسكرات إعادة التثقيف" لسكانها المسلمين، بحسب ما تذكر المجلة.

وأوردت المجلة تصريحات نقلها التلفزيون الصيني عن بن سلمان، وقال فيها إن "الصين لها الحق في تنفيذ إجراءات لمكافحة الإرهاب وتفكيك التطرف، من أجل أمنها القومي".


احتجزت الصين ما يقدر بنحو مليون مسلم من الأويغور في معسكرات اعتقال، حيث يخضعون لبرامج إعادة تثقيف يُزعم أنّها تهدف إلى مكافحة التطرف، وفق المجلة.

وذكّرت المجلة بأنّ الأويغور هم جماعة عرقية تركية، تمارس الإسلام وتعيش في غرب الصين وأجزاء من آسيا الوسطى، اتهمتم بكين بدعم الإرهاب في منطقة شينغيانغ الغربية، وشرعت بتنفيذ نظام للمراقبة بحقهم، مشيرة إلى تقارير تفيد بأنّ الملايين من المسلمين يُجبرون على دراسة العقيدة الشيوعية في المخيمات.

وفي هذا الإطار، أوردت المجلة مقتطفات من تقرير سابق لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، بشأن الانتهاكات التي يتعرّض لها الأويغور في الصين.

وأشار التقرير إلى أنّ "الحكومة الصينية تنفّذ منذ فترة طويلة، سياسات قمعية ضد الشعوب المسلمة التركية في منطقة شينغيانغ الذاتية الحكم لقومية الأويغور في شمال غرب الصين".

كما لفت التقرير إلى أنه "تم توسيع نطاق هذه السياسات بشكل كبير منذ أواخر عام 2016، حينما انتقل سكرتير الحزب الشيوعي تشن كوانغو من منطقة التبت ذات الحكم الذاتي لتولّي مسؤولية إدارة شينغيانغ".


واستشهدت "هيومن رايتس ووتش" ومقرّها نيويورك، بتقارير تحدثت عن وفيات في "معسكرات التثقيف السياسي"، ما أثار مخاوف من اعتداءات جسدية ونفسية، يتعرّض لها مسلمو الأويغور، فضلاً عن ضغوطات ناتجة عن سوء الظروف والاكتظاظ والاحتجاز لأجل غير مسمى.

وبينما تتوفر الرعاية الطبية الأساسية، يتم احتجاز كبار السنّ أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض خطيرة، فضلاً عن أطفال في سنّ المراهقة، ونساء حوامل ومرضعات، وأشخاص ذوي إعاقة، وفق التقرير.

وتحدّث معتقلون سابقون في "معسكرات التثقيف السياسي" هذه للمنظمة، عن قيامهم بمحاولات انتحار وتعرّضهم لعقوبات قاسية في حال لجؤوا لتنفيذ عصيان في مرافق المعسكرات، التي تدّعي الصين أنها "مدارس تدريب مهني".

وذكرت "نيوزويك" أنّ مجموعات من الأويغور، طالبت بن سلمان بالاستفادة من زيارته الرسمية للضغط على الصين بشأن قضية معسكرات الاعتقال، فيما تدعي السعودية بأنّها مدافعة تقليدياً عن حقوق المسلمين في جميع أنحاء العالم.


غير أنّ المجلة الأميركية اعتبرت أنّ المملكة، وتحت قيادة وليّ العهد، أصبحت "أكثر براغماتية في سعيها لتحقيق مصالحها السياسية الخارجية".

واستشهدت المجلة في هذا السياق، بتقارير أفادت بأنّ السعودية بدأت بتطوير "علاقات أوثق" مع إسرائيل، بحجة مواجهة إيران "العدو المشترك"، على الرغم من الشكاوى المستمرة من جماعات حقوق الإنسان، بشأن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

ويسعى بن سلمان خلال الزيارة، إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الصين والسعودية، التي حققت ما قيمته 63 مليار دولار من أرباح التجارة عام 2018.

وأدى مقتل خاشقجي الكاتب الصحافي في صحيفة "واشنطن بوست"، في قنصلية بلاده في إسطنبول التركية، في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، إلى عزل المملكة دولياً، بينما خلُصت الاستخبارات الأميركية إلى أنّ محمد بن سلمان كان مسؤولاً عن تنسيق جريمة القتل.

المساهمون