العراق: هدوء البصرة لا يمنع ترقّب شرارة تظاهرات جديدة

العراق: هدوء البصرة لا يمنع ترقّب شرارة تظاهرات جديدة

23 فبراير 2019
الأمن يتخذ إجراءات للسيطرة على التظاهرات (حسين فالح/فرانس برس)
+ الخط -
تحضّر الجهات المسؤولة عن التظاهرات بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني، في محافظة البصرة جنوبي العراق، لعقد اجتماع موسّع، استعداداً لتظاهرات جديدة، على اعتبار أنّ أسباب التظاهرات والاحتجاجات ما زالت قائمة، في ظل عدم استجابة الحكومة للمطالب.

ووسط هدوء نسبي في المحافظة، يواصل المسؤولون عن التظاهرات اجتماعاتهم، لبحث خطواتهم اللاحقة.

وفي هذا الإطار، قال عضو تنسيقية البصرة، سلام العلي، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "تظاهراتنا طيلة الشهور السابقة لم تحقق أهدافها. حكومة حيدر العبادي السابقة تحايلت بالوعود، والحال تتكرر مع حكومة عادل عبد المهدي".

وأوضح أنّ "الواقع الخدمي متردٍ في عموم البصرة، والبطالة تستشري بين الشباب، وأموال المحافظة في جيوب الفاسدين".

وأضاف العلي أنّ "الجهات السياسية من الحكومتين المركزية والمحلية، تعقد لقاءات واجتماعات مستمرة مع عدد من المسؤولين عن التظاهرات، لكن لم تقدّم سوى الوعود من دون تنفيذ"، موضحاً أنّ "الحكومتين تتصوران أنّهما سيطرتا على التظاهرات، في حين أنّ الفترة الماضية كانت بمثابة اختبار ومهلة أمامهم لتقديم الخدمات، وبالتأكيد كانت مهلة فاشلة".

وتابع "كثفنا، كناشطين ومسؤولين عن التظاهرات في البصرة، اجتماعاتنا لبحث الخطوات اللاحقة، ونحن اليوم نخطط لاجتماع موسع للجان الشعبية والتنسيقية وناشطي المحافظة، للإعداد لتظاهرات جديدة"، مؤكداً أنّ "شرارة التظاهرات قريبة، ولا أحد سيثنينا عنها".

وأشار إلى أنّ "تظاهراتنا سلمية، وهي للمطالبة بالحقوق المسلوبة، وعلى الجهات الأمنية أن تلتزم بقوانين حق التظاهر السلمي، ولا تلجأ إلى العنف كوسيلة لمنع التظاهرات".

إجراءات أمنية

وعلى الرغم من الهدوء الذي يخيّم على البصرة، إلّا أنّ الأجهزة الأمنية تتخذ إجراءات بخطوات متتابعة للسيطرة على التظاهرات، وتنسّق مع بغداد في هذا الإطار.

وقال ضابط في قيادة عمليات البصرة، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "القوات الأمنية تراقب وتتابع ملف التظاهرات بحذر واهتمام، لدينا خطط خاصة لحماية أمن المحافظة وحماية المتظاهرين".

وأكد أنّه "في حال انطلقت التظاهرات ستكون هناك أماكن محظورة على المتظاهرين، والذي يقترب منها سيُعتبر مثيراً للشغب وليس متظاهراً"، مبيناً أنّ "تلك المناطق هي التي تنتشر فيها دوائر الدولة ومؤسساتها، ومقار الأحزاب وغيرها".

وأوضح الضابط، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، "لدينا الأعداد الكافية من العناصر للعمل على تأمين التظاهرات، ونقوم بالتواصل مع بغداد التي أمّنت قوات خاصة جاهزة لأي طارئ"، مضيفاً في الوقت عينه "لا نريد التصادم مع التظاهرين وسنتجنب ذلك، وعليهم ألا يخرقوا قانون التظاهر السلمي".


مطالب تحسين الخدمات

ووسط الترقب والهدوء الحذر الذي يخيّم على البصرة، يتفاقم ملف الخدمات بشكل مستمر، على الرغم من أنّه يعدّ من أسباب التظاهرات والاحتجاجات الشعبية.

وحذّرت النائبة عن المحافظة، زهرة البجاري، في تصريح متلفز، من "تجدّد أزمة ملوحة وتلوث المياه، مع اقتراب فصل الصيف"، مؤكدة أنّ "الحلول الحكومية لهذه الأزمة غائبة تماماً، وقد تسببتا سابقاً في إصابة ما لا يقل عن 100 ألف عراقي بحالات تسمم وأمراض معوية". ودعت إلى "اتخاذ حلول جذرية لهذا الملف الخطير".

وتشهد محافظة البصرة، منذ الصيف الماضي، تظاهرات واسعة، احتجاجاً على تردّي الخدمات، وتخللت التظاهرات عمليات حرق لعدد من دوائر الدولة ومقار الأحزاب، كما وقعت فيها اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين تسببت في سقوط قتلى وجرحى.

المساهمون