الجيش العراقي يفتح تحقيقاً بشأن انتهاكات العسكريين بالمناطق المحررة

الجيش العراقي يفتح تحقيقاً بشأن انتهاكات العسكريين في المناطق المحررة

21 فبراير 2019
نقل السكان بالمدن المحررة معاناتهم لمسؤولين عراقيين (Getty)
+ الخط -
قال مسؤولون عسكريون عراقيون في بغداد، اليوم الخميس، إن رئاسة أركان الجيش وجهت بفتح تحقيقاتٍ عاجلة، بخصوص شكاوى وردت حول انتهاكات ومخالفات قام بها عسكريون وجنود عراقيون في عدد من المدن المحررة، تضمنت مخالفات خلال عمليات الدهم والتفتيش، وإهانات وشتائم وعمليات ضرب تعرض لها مواطنون، إضافة الى ممارسات خاطئة داخل نقاط وحواجز تفتيش عسكرية شمال وغربي العراق.

ووفقاً لمسؤول عراقي في مديرية الاستخبارات العسكرية بوزارة الدفاع، فإن "رئاسة أركان الجيش وجهت بفتح تحقيق موسع حول شكاوى مواطنين وزعماء قبليين ومنظمات حقوقية تحدثت عن وجود خروقات في المناطق المحررة، لاسيما في مدينتي الفلوجة والكرمة بمحافظة الأنبار غرب العراق، والموصل والحويجة شمالاً، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن هذه الشكاوى وردت بحق ضباط وجنود في الجيش.

وأوضح المسؤول أن أغلب الشكاوى هي عبارة عن اعتداء لفظي وضرب وانتهاكات ترافق عمليات التفتيش والدهم الليلي، الذي يشمل منازل مواطنين ومباني سكنية، عدا عن عمليات تضييق تمارس في نقاط التفتيش، يرتكبها جنودٌ بحق طلاب الجامعات والأساتذة والموظفين لغرض الاستفزاز وتعمد إهانة الطلاب أمام زميلاتهم الطالبات في السيارات خلال توجههم للجامعة أو عودتهم منها.

وبيّن المسؤول أن القيادات العليا ستتخذ إجراءات رادعة بحق كل ضابط أو جندي يثبت قيامه بانتهاكات.

إلى ذلك، أكد مسؤولون ومواطنون في مدينة الفلوجة أن قوة الجيش التي قدمت إلى المدينة حديثاً تتعامل معهم بشكل سيئ مطالبين بعودة القوة السابقة التي كانت مكلفة بحفظ الأمن في المدينة.

وقال سعد الجميلي، وهو مسؤولٌ محلي سابق، إن المنفذ الغربي للفلوجة المسمى "الحلابسة"، يشهد منذ أيام طوابير من السيارات والأشخاص الذين يحاولون دخول المدينة، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن هذه الطوابير تجمعت بسبب الإجراءات والمعاملة السيئة للقوة التابعة لقيادة عمليات الأنبار التي وصلت إلى الفلوجة قبل أسابيع.

وأضاف "استبشرنا خيراً عند وصول هذه القوة، الا أننا فوجئنا بالتعامل السيئ من قبل عناصر الجيش، لاسيما في المنفذ الغربي"، موضحاً أن بعضهم يطلق عبارات نابية بحقّ المارين عبر المنفذ.

أما طارق علوان، وهو مدرس من سكان الفلوجة، يعمل بخارجها، فطالب بعودة القوة التابعة لقيادة عمليات شرق الأنبار التي نقلت إلى شمال البلاد قبل أسابيع، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن القوة المنقولة أقل سوءاً من الفرقة التابعة لقيادة عمليات الأنبار التي مسكت أمن المدينة مؤخراً.

وأشار علوان إلى قيام بعض الجنود الملثمين في المنفذ الغربي لمدخل الفلوجة، بالتجاوز على المارة الذين يتذمرون من طابور الدخول الطويل، لافتاً الى أن الإهانات لا تستثني أحداً.

وقال المواطن العراقي: "نقلنا معاناتنا إلى قيادة شرطة الفلوجة التي تشارك الجيش في حفظ أمن مداخل الفلوجة، ووعدتنا خيراً، إلا أنها لم تف بوعدها تجاه الجنود المقصرين، بسبب عدم قدرتها على محاسبة أو التدخل في عمل الجيش التابع لوزارة الدفاع، في حين أن الشرطة تابعة لوزارة الداخلية". ولفت إلى أن بعض الجنود يهددون بضرب المواطنين الذين يدخلون في نقاشات معهم.

وكان أهالي مدينة الموصل في محافظة نينوى قد وجهوا في وقت سابق رسالة الى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ومسؤولين آخرين بشأن ما وصفوها بخروقات لـ"الحشد الشعبي" في المدينة، فيما اتهمت فصائل في المليشيا بالاستيلاء على أراضٍ وقبور لأنبياء في الموصل.

المساهمون