"مآلات الثورة بالسودان": من المبكر الحديث عن تدخل الجيش

ندوة "مآلات الثورة في السودان": من المبكر الحديث عن تدخل الجيش

19 فبراير 2019
أكد المشاركون أهمية دور الجيش السوداني بالحراك (تويتر)
+ الخط -
نظم معهد "الدوحة للدراسات العليا"، الإثنين، ندوة بعنوان "مآلات الوضع الراهن في السودان"، تناولت الحراك الشعبي الحالي في السودان ضد نظام الرئيس عمر البشير، بمشاركة عدد من الإعلاميين والمثقفين والباحثين العرب.

وخلال الندوة، أوضح الكاتب والإعلامي السوداني عثمان ميرغني، أنّ "ما يحدث في السودان الآن ثورة حقيقية، تسعى لتغيير النظام الحاكم بصورة شاملة، وأن ما يدفعه الشعب السوداني من دموع ودماء قليل جداً في سبيل تغيير النظام، وهي النتيجة التي ستنتهي إليها الثورة".

وأضاف أنّ "ما يجري في السودان حراك حقيقي في الشارع وعمل يومي مستمر ومتواصل"، لافتاً إلى أن "ما يقوله النظام عن انحسار التظاهرات في الشارع ليس صحيحاً".

وأشار الكاتب والإعلامي السوداني إلى أنّ "قلة عدد المتظاهرين في بعض المواكب لا تعكس انحسار الحراك الشعبي الشبابي، فحينما تنجح هذه التظاهرات في إغلاق وسط العاصمة، تكون رسالة الحراك قد وصلت الجميع"، مبيناً في الوقت نفسه "حجم العنف الذي يواجه فيه النظام هذا الحراك".

ورأى مرغني أن "المشاركين في الحراك من جميع القطاعات والتوجهات السياسية، وأن ما يحدث في الشارع السوداني غير مسبوق".

وخلص إلى القول إنّ "الثورات الناجحة لا تعني الدولة الناجحة، والانتصار الحقيقي يكون في صناعة الدولة، وأي شكل للدولة بعد الثورة في ظل النظام الحالي، ستكون نتيجته فشل الثورة الحالية".


مخاوف من سرقة الثورة

من جهته، حذّر الكاتب والباحث، النور أحمد، مما وصفه "بسرقة الثورة"، موضحاً أنّ "الحفاظ على مكاسب الثورة يحتاج إلى وعي حتى ينتج ثورة مستدامة". واصفاً الحراك الشعبي الذي يجري في السودان حالياً بـ"الثورة الثالثة".

وصرّح النور: "أهمية الحراك السوداني، بأنه أول ثورة على تجارب الإسلام السياسي التي استمرت 30 عاماً. والإسلاميون بالتالي يحتاجون إلى إعادة النظر في هذا النمط من الحكم"، متابعاً أنّ "اصطدام السلطة المحسوبة على الإسلاميين في السودان مع ثقافة الشعب السوداني وتقاليده، هي المعركة التي خسرها النظام مع المجتمع السوداني".

كما حمّل النور النظام السوداني مسؤولية ما وصفه بـ"التخبط السياسي، وانفصال الجنوب والذي سببه تجييش الناس وحشدهم لحرب دينية في جنوب السودان".

في السياق، أكّد النور أن "الحراك الشعبي في السودان ليس محسوباً على أحد، وهو لم يأت من أحزاب الحكومة، ولم يأت من أحزاب المعارضة، فالمعارضة قارعت النظام السوداني 30 عاماً، ولم تستطع إخراج مثل هذا الحراك الشعبي"، داعياً "المعارضة إلى التسليم بفشلها، وتسليم الراية للشباب".

ولفت إلى "نجاح الشباب في استخدام الميديا، ووسائل الإعلام في خدمة الحراك بشكل كبير وفشل النظام في السيطرة على الفضاء الإلكتروني في ظل وجود أكثر من 20 مليون هاتف ذكي بأيدي الشباب".

وأضاف أنّ "جيل الشباب الذي يقود الثورة جيل ثائر لا يعترف بالقديم ولا يعرف الرموز الوطنية في البلاد، وأن التحول يجب أن يدار بحكمة ويتجنب عثرات التجارب السابقة، والوقت لا يزال مبكراً لاستشفاف السيناريوهات المستقبلية حول مستقبل الثورة ومستقبل الدولة".


مشاركة المرأة في التظاهرات

بدورها، قدمت المحامية والناشطة الحقوقية، سامية الهاشمي، ما يمكن وصفه بأسباب انطلاق الحراك الشعبي في السودان، ومنها الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، وغياب الرؤية والأزمة الاقتصادية وحالة اليأس الشديد لدى المواطنين في البلاد.

وأكدت الهاشمي، أنّ "الحراك الشعبي يجتاح كل أقاليم السودان وكل البيوت، ويجد تأييداً وتعاطفاً من الجميع، وأن الحالة الثورية في البلاد ستقود في النهاية إلى التغيير"، مبيناً أنّ "المطالبات الشعبية ليست ذاتية وإنما مطالبات قيمية، بالحرية والعدالة الإنسانية". وأكدت أن "هناك تحولاً والسودان الجديد يتشكل بوعي".

واستطردت قائلة إن "الثورة السودانية، ناضجة وسلمية وهي إبداع شبابي"، مشيرة إلى الدور الهام والإيجابي الذي تلعبه المرأة السودانية في الثورة وفي التظاهر اليومي"، لافتةً إلى "تجاوز نسبة النساء في التظاهرات 60 في المائة".


تدخّل الجيش لم يحن بعد

وفي معرض الرد على أسئلة الحضور، أكد المشاركون في الندوة أهمية دور الجيش السوداني في الحراك الشعبي، لكنهم اعتبروا أن الوقت لم يحن بعد لتدخل الجيش السوداني، وأن الحراك الشبابي لا يزال في بداياته، وينتظر التحاق باقي قطاعات المجتمع السوداني فيه، داعين إلى الاستفادة من تجارب الثورات الأخرى، وعدم قبول التدخل الخارجي، والاحتفاظ بسلمية الثورة، ورفض استخدام العنف في الرد على النظام.