الحزب الحاكم بالجزائر يحشد دعماً لبوتفليقة...ومخاوف من صدامٍ بالشارع

الحزب الحاكم بالجزائر يحشد دعماً لبوتفليقة...ومخاوف من صدامٍ بالشارع مع الحركات المعارضة

19 فبراير 2019
طالب الحزب بالتعبئة لإنجاح ترشح بوتفليقة(بلال بن سالم/Getty)
+ الخط -

دعا الحزب الحاكم في الجزائر، "جبهة التحرير الوطني"، كوادره إلى التعبئة السياسية وعقد تجمعات نضالية، يومي الجمعة والسبت المقبلين، تزامناً مع دعوات متباينة إلى التظاهر، مؤيدة ومعارضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، في انتخابات 18 أبريل/نيسان المقبل، ووسط مخاوف من حدوث صدام وانفلات في الشارع.

وطالبت "جبهة التحرير الوطني"، التي يقودها رئيس البرلمان معاذ بوشارب، كوادر الحزب إلى التعبئة السياسية لأجل "إنجاح مرشح الحزب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة"، موجهة تعليمات نشرتها على موقع الحزب الإلكتروني إلى القيادات المحلية، لعقد "جمعيات ولائية تحسيسية" تحضيراً للانتخابات الرئاسية المقبلة، تضم المناضلين وإطارات الحزب، كما دعت إلى فتح مقرات الحزب لاستقطاب مناضلين جدد الى صفوفه.

وإضافة الى قرار الحزب الحاكم تعبئة مناضليه، يتداول ناشطون على مواقع الإنترنت دعوات لأنصار بوتفليقة إلى التظاهر يوم الجمعة المقبل 22 فبراير/شباط الحالي، في سياق الرد على دعوات ناشطين إلى النزول للشارع والتظاهر الجمعة المقبل، ضد ترشح بوتفليقة، حيث تجري ترتيبات جدية بهذا الشأن.

وتبنى نشطاء سابقون في حركة "بركات"، التي قادت تظاهرات ضد ترشح بوتفليقة لولاية رابعة في مارس/آذار 2014، وتكتل حركة "مواطنة" المعارضة، التي تضمّ أحزاباً وتنظيمات سياسية ومدنية وشخصيات مستقلة، الحراك المعارض الجمعة، وبداية الأسبوع المقبل.

وزادت دعوة الحزب الحاكم بتعبئة مناضليه ودعوات التجمعات المساندة، تزامنا مع دعوات لتظاهرات مناوئة لبوتفليقة، من مخاوف وقوع صدام في الشارع بين الطرفين، في حال وقعت استفزازات غير متوقعة. ويتداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لـ"الحذر من الانزلاق"، والحفاظ على السلم المدني والاجتماعي في البلاد.

ووسط هذه المخاوف، أعربت أحزاب سياسية عن قلقها من أن يؤدي تصاعد الاحتقان وعوامل الاستفزاز إلى نقل الصراع السياسي والانتخابي إلى الشارع، مع ما يحمله ذلك من محاذير للانفلات.

وقال القيادي في حركة "مجتمع السلم" أحمد صادوق، "نحن ضد استغلال الشارع بطريقة غير منظمة، خصوصاً أن الشارع الآن غير مؤطر، كما تنبغي الإشارة إلى أن النظام السياسي هو من يتحمل تكسير كل الوسائط الاجتماعية التي يمكنها تأطير واحتضان الشارع في حالة الانفلات"، مضيفاً أنه "لذلك نحن نرفض أن نصفي الحسابات وتدار الصراعات من خلال الشارع، والثورة ليست منهجنا، ونحن ندعو الجميع للتغيير من خلال الصندوق ومواصلة المقاومة السياسية ومكافحة التزوير الانتخابي، وهو آفة الآفات".

وكان مسؤول أمني قد نقل لـ"العربي الجديد" مخاوف جدية لدى السلطات من انزلاق الأوضاع، واتخاذ تدابير أمنية لمراقبة الشارع والتحكم، كما تمّ إلغاء عطَل الأعوان والضباط الأمنيين العاملين في مختلف الأجهزة الأمنية كالشرطة والاستعلامات (جهاز معلومات تابع للشرطة) والاستخبارات والدرك والجيش.