باكستان تتحرّك ضدّ المسلّحين بناء على "معلومات استخبارية إيرانية"

طهران: عمليات للجيش الباكستاني ضدّ المسلّحين بناء على "معلومات استخبارية إيرانية"

18 فبراير 2019
اتهامات إيرانية لباكستان عقب هجوم سيستان (باناراس خان/فرانس برس)
+ الخط -
قال رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، إن الجيش الباكستاني بدأ منذ أمس، الأحد، بتنفيذ عملية ضد مواقع "الإرهابيين" في منطقة بلوتشستان الباكستانية، بعدما قدمت له السلطات الإيرانية "معلومات استخباراتية"، لافتا إلى إجراء مباحثات واتصالات مع السلطات الباكستانية وقادة الجيش الباكستاني لـ"حثهم على ضرورة محاربة المجموعات الإرهابية" أو السماح بدخول القوات الإيرانية للقيام بذلك.

وأضاف باقري، في تصريحات صحافية اليوم الإثنين، نقلتها وكالة "تسنيم" الإيرانية، أن باكستان تركز جهودها على حدودها مع الهند وأفغانستان، ما أدى لتخفيف وجود قواتها وإمكانياتها على الحدود الباكستانية الإيرانية، التي تمتد إلى قرابة ألف كيلومتر، "وهي مفتوحة بالكامل" من الجانب الباكستاني، مؤكدا أن القوات الإيرانية أغلقت جزءا كبيرا من هذه الحدود خلال السنوات الماضية، إلا أن "أجزاء منها ما زالت مفتوحة وتدخل منها المجموعات الإرهابية"، بحسب قوله.

وقال رئيس هئية الأركان الإيرانية إن مجموعات مسلحة أسست مراكز سرية وشبه سرية لها داخل الحدود الباكستانية، "تقدم لها السعودية والإمارات الدعم المالي والتسليحي للقيام بعمليات وبث الفوضى داخل الأراضي الإيرانية"، مشددا على أن بلاده ستواصل "ضغوطها" وحواراتها مع الباكستانيين حتى تتأكد من "تطهير بلوتشستان الباكستانية" من هذه المجموعات.

يذكر أنه بعد الهجوم الانتحاري الذي استهدف، الأربعاء الماضي، حافلة كانت تقل قوات الحرس الثوري الإيراني في محافظة سيستان وبلوتشستان الإيرانية، وأدى إلى مقتل 27 عسكريا وجرح 13 آخرين من هذه القوات، رفعت إيران نبرة انتقاداتها ضد الحكومة الباكستانية وجيشها بشكل غير مسبوق، والتي اتخذت أحيانا طابع التهديد وتوجيه الاتهام، متهمة إياها بـ"عدم إبداء الجدية" في محاربة من تصفهم طهران بـ"الإرهابيين المتورطين في عمليات وهجمات في جنوب شرقي البلاد".

كما أن هذا الهجوم الذي تبنته جماعة "جيش العدل" المعارضة التي تنشط على الحدود الإيرانية الباكستانية يعد الأكبر من نوعه الذي تقوم بها الجماعة خلال السنوات الماضية، من حيث العدد الكبير للقتلى، ما أثار الغضب الإيراني أكثر من أي وقت مضى.

ومن بين المسؤولين الإيرانيين، استخدم القائد العام للحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، لغة أكثر حدة وقسوة تجاه باكستان، السبت الماضي، بقوله إن "الحكومة الباكستانية آوت وتعرف المكان الذي خطط فيه منفذو الهجوم الأخير"، وأنهم "يحظون بدعم القوات المسلحة الباكستانية"، مهددا الحكومة الباكستانية بـ"دفع ثمن إيواء هذه العناصر".

وأكد جعفري أن بلاده ستتعامل بـ"طريقة مختلفة" بعد هجوم زاهدان مع كل من السعودية والإمارات "لدورهما في الوقوف وراء ذلك"، وأنها ستقوم بـ"عمليات ثأرية" ضد هاتين الدولتين، مطالبا الرئيس الإيراني، حسن روحاني، باعتباره رئيس مجلس الأمن القومي الأعلى الإيراني، بالوفاء بوعده والسماح للحرس الإيراني بتنفيذ "عمليات انتقامية" ضد هذه الدول.

إلى ذلك، استدعت الخارجية الإيرانية، الأحد، السفير الباكستاني في العاصمة طهران، احتجاجا على هذا الهجوم، وعلى استخدام المهاجمين الأراضي الباكستانية للانطلاق نحو تنفيذ العمليات داخل الأراضي الإيرانية، بحسب السلطات الإيرانية.


وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، اليوم الإثنين، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إنه "ليس مقبولاً ألا تتمكن الحكومة والجيش الباكستانيان من وقف الأعمال والإجراءات الإرهابية التي تنطلق من الأراضي الباكستانية ضد جمهورية إيران الإسلامية".

ونقلت وكالة "إيسنا" الإيرانية عن قاسمي قوله، خلال مؤتمره الأسبوعي، إن بلاده تنتظر من إسلام آباد أن تبدي "إرادة" وتتخذ "قرارات أكثر جدية لحل هذه المشكلة" لجعل الحدود المشتركة "عنواناً للصداقة والودية".

وأشار المتحدث الإيراني إلى أن وزير الخارجية الباكستاني محمود قريشي، ندد في اتصال مع نظيره الإيراني، بالهجوم الأخير على حافلة قوات "الحرس الثوري" بالقرب من الحدود الإيرانية - الباكستانية، وأن الجانبين ناقشا سبل التعاون لـ"منع تكرار هذه الأحداث مستقبلاً"، كما أشار إلى لقاءات جرت في طهران وإسلام آباد خلال الأيام الماضية لمناقشة ذلك.​