العراق: تحضيرات لتشكيل وفد قبلي للقاء الأسد...وشخصيات جنوبية ترفض

العراق: تحضيرات لتشكيل وفد قبلي وديني للقاء الأسد... وشخصيات بالجنوب ترفض الانخراط

18 فبراير 2019
رفضت شخصيات بارزة بالمجتمع العراقي لقاء الأسد(علي عمران/Getty)
+ الخط -
كشفت مصادر سياسية، وأخرى قبلية، في العاصمة العراقية بغداد، اليوم الإثنين، عن جهود تجريها كتلٌ سياسية وفصائل مسلحة معروفة بقربها من إيران، لتنظيم وفدٍ ديني وقبلي كبير ينطلق من بغداد إلى دمشق للقاء رئيس النظام بشار الأسد، بمناسبة ما يتم الترويج له بـ"النصر على المؤامرة"، مؤكدين أن الجهود تلك تتم بالتعاون مع سفارة النظام في بغداد، مع رفض زعامات قبلية ودينية من جنوب العراق أن تكون ضمن هذا الوفد، بعدما تمّت مخاطبتها فعلاً بذلك.

يأتي ذلك مع تأكيدات عراقية رسمية، أن مركز التنسيق الرباعي الذي يضّم العراق وروسيا وإيران، إلى جانب ممثلين عن نظام الأسد، سيستمر في عمله، حتى مع نهاية تنظيم "داعش" في آخر معاقله داخل سورية.

وأكد عضوٌ بارز في البرلمان العراقي عن تحالف "الإصلاح"، لـ"العربي الجديد"، أن جهات سياسية وفصائل معروفة بقربها من إيران، تحاول منذ أيام تنظيم وفدٍ كبير للذهاب إلى دمشق خلال الفترة المقبلة، للقاء رئيس النظام بشار الأسد، تحت شعار وفد العراق، والمباركة للنظام على ما يسمونه "نصراً".

ووفقاً للمصدر ذاته، فإنه تمّ التواصل مع زعماء قبائل ورجال دين وبرلمانيين، للمشاركة بالوفد، مع رفض شخصيات بارزة في المجتمع العراقي، على المستويين القبلي والديني، جنوب ووسط البلاد، الذهاب بوفد لقاء الأسد.

ولفت المصدر إلى أن الوفد سيتم تشكيله، وسيحمل اسم "وفد شعبي عراقي"، مع ترجيح أن لفالح الفياض، رئيس هيئة "الحشد الشعبي"، والمرشح لوزارة الداخلية دوراً في هذا الحراك. لكنه أشار إلى أن "عدداً كبيراً من الوجهاء في الجنوب والوسط رفضوا المشاركة في هذا الوفد، وهي نقطة تحسب لهم"، على حد تعبيره.

وبحسب معلومات حصلت عليها "العربي الجديد"، فإن الوفد الذي يجري إعداده يتجاوز حاجز الـ200 شخصية، وسيتوجه قسم منهم برّاً عبر الحدود من محافظة الأنبار عبر منفذ الوليد البرّي، في رسالةٍ سياسية واضحة.

ولا يعرف تاريخ توجه هذا الوفد إلى سورية للقاء رئيس النظام، لكن الاستعدادات تجري حالياً في بغداد، بمشاركة سفير النظام في بغداد سطام الدندح، إلى جانب جهات سياسية تتواصل مع شخصيات عديدة في هذا الإطار، كما يتم الحديث عن تنظيمهم مؤتمراً احتفالياً هناك.

في السياق، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية تحسين الخفاجي، لـ"العربي الجديد"، إن "اللجنة الرباعية"، أو ما يعرف بـ"مركز التحالف الرباعي"، الذي يضم العراق وروسيا وإيران، الى جانب ممثلين عن نظام الأسد، سيستمر بعمله حتى مع نهاية "داعش" في آخر معاقله السورية.

وأوضح الخفاجي في اتصال هاتفي، أن "غرفة العمليات المشتركة أو مركز التحالف الرباعي (روسيا – سورية – إيران – العراق) لا يزال فاعلاً في الوزارة، ويمارس عمله بشكل طبيعي في ما يتعلق بالحرب على الإرهاب"، مبيناً أن "العراق استفاد كثيراً منه، في إحباط محاولات إرهابية لتنظيم داعش في المحافظات التي هددها التنظيم، وساعد قواتنا".

ولفت الخفاجي إلى أنه "رغم قلّة التهديدات الإرهابية المتمثلة بتنظيم داعش، إلا أن العمل الأمني بين الدول الأربع مستمر لغاية الآن".

وحول الهجمات الإرهابية الأخيرة على مناطق عراقية، التي كانت آخرها في مدينة سامراء، أشار المتحدث العراقي إلى أن "الخروقات الأمنية تحدث في كل مناطق العالم"، معتبراً أنه "قبل الحديث عما حدث في سامراء، لا بد من تحليل الاستهداف الأخير، الذي أدى إلى سقوط قتلى من الحشد الشعبي ومواطنين، وإن المعلومات تؤكد وجود خلايا للتنظيم الإرهابي في المنطقة والمناطق المحيطة بها، ومعركتنا الحالية هي لتفعيل الجهد الاستخباري والأمني، والاعتماد على المواطن في تعطيل الإرهاب".