أيام مصيرية للانتخابات الإسرائيلية حتى تقديم القوائم

3 أيام مصيرية للانتخابات الإسرائيلية حتى تقديم القوائم... وغانتس يفقد بريقه

18 فبراير 2019
بدأ أفول نجم غانتس وحزبه مقارنة بثبات "الليكود"(Getty)
+ الخط -
تعيش الساحة الحزبية الإسرائيلية ثلاثة أيام مصيرية متبقية حتى تقديم القوائم النهائية المنافسة في الانتخابات، فيما تنشط محاولات بناء تحالفات انتخابية في اليمين واليسار الإسرائيليين، بعدما تمكن حزبا "البيت اليهودي" و"الاتحاد القومي" من تعزيز تحالفهما في الانتخابات الماضية.

في المقابل، تتواصل الاتصالات في معسكر ما يسمى بالوسط، سعياً للتوصل إلى تحالفات بين أحزابه، خصوصًا في ظلّ تراجع فرص التحالف بين حزب "حوسن ليسرائيل" بقيادة الجنرال بني غانتس وحزب "ييش عتيد" بقيادة يئير لبيد، مع استمرار حالة الشرذمة داخل القائمة المشتركة للأحزاب العربية، في ظلّ ما يبدو إصرار عضو الكنيست أحمد طيبي على الانسلاخ عن القائمة وخوض الانتخابات في قائمة منفردة.

وعكست استطلاعات للرأي في دولة الاحتلال الإسرائيلي أمس الأحد، بدء حالة أفول نجم غانتس وحزبه، مقارنة بثبات قوة حزب "الليكود" بقيادة بنامين نتنياهو، واستمرار حصول معكسر اليمين بقيادته على ائتلاف من 63 مقعداً، من أصل 120 مقعدا في الكنيست.

فقد أظهر استطلاعان نشرا مساء أمس تراجع قوة غانتس مقابل ارتفاع قوة حزب "العمل" الذي تمكن للمرة الأولى من الحصول في الاستطلاعات على 10 مقاعد، فيما يبدو أن الخيار الوحيد لغانتس للتغلب على "الليكود" من حيث عدد المقاعد (وليس بالضرورة احتمال تشكيل ائتلاف حكومي)، هو من خلال تحالف مع حزب "ييش عتيد" بقيادة لبيد. 

وفي هذا الإطار، بيّن استطلاع "القناة 12" الإسرائيلية أمس مثلاً أن غانتس تراجع إلى 18 مقعداً، مقابل 30 لـ"الليكود"، فيما حصد حزب "ييش عتيد" 12 مقعداً، مع حصول حزب "العمل" على 10 مقاعد وحزب "ميرتس" اليساري على خمسة مقاعد، ما يعني أن أقصى ما يمكن لمعسكر غانتس تجنيده هو 45 مقعداً، من دون الأحزاب العربية التي تحصل مجتمعة حتى في قائمتين منفصلتين على 12 مقعداً.

وحتى في حال اتجه غانتس لبناء كتلة مانعة مع الأحزاب العربية، فإنه لا يصل إلى الحد الأدنى المطلوب لمنع "الليكود" من تشكيل حكومة، إذ إن مجمل عدد النواب في معسكر اليمين الذي تعلن أحزابه أنها سترشح نتنياهو لتشكيل الحكومة يصل إلى 63 مقعداً. 

وحتى في حال تحالف بين حزب غانتس "حوسن ليسرائيل" وبين حزب "ييش عتيد" بقيادة لبيد، فإن التحالف يحظى بـ32 مقعداً، أي أكثر من "الليكود" بمقعد واحد فقط، لكن فرص تشكيل ائتلاف تبقى ضئيلة للغاية، ما دام ائتلاف "الليكود" واليمين يتمتع بتأييد أكثر من 60 نائباً. 

وتدل النتائج المتضاربة للاستطلاعات على حالة عدم يقين لدى الناخب الإسرائيلي عموماً، خاصة في ظلّ عدم ثبوت شكل وطبيعة التحالفات بين مختلف الأحزاب، والتي يمكن، كما يتضح في حالات التحالف بين "حوسن ليسرائيل" بقيادة غانتس، و"ييش عتيد" بقيادة ليبيد، أن تتغير ولو جزئياً الخريطة الحزبية وموازين القوى. كما أن التحالفات قد تؤثر في شكل التصويت في معسكر اليمين، وأن تؤثر في انزياح أصوات من حزب داخل اليمين (مثل "البيت اليهودي"، أو "اليمين الجديد") لصالح "الليكود"، بينما يبدو التقلب في قوة أحزاب الوسط واليسار مرتبطا هو الآخر بشكل التحالفات المحتملة، إذ تشير الاستطلاعات إلى احتمالات انزياح أصوات من حزب "ييش عتيد" لصالح "حوسن ليسرائيل"، ومن حزب "العمل" لصالح "ييش عتيد". 

ستتضح الصورة الانتخابية يوم الخميس المقبل مع تشكيل القوائم وتقديمها نهائياً، وعندها قد تتخذ المعركة الانتخابية في دولة الاحتلال شكلاً مغايراً كلياً.

المساهمون