سيبقى اسمها فلسطين

سيبقى اسمها فلسطين

16 فبراير 2019
تباهى نتنياهو بلقائه مع بن علوي (Getty)
+ الخط -
لا يمكن وصف الحيرة والارتباك اللذين أصابا وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، الأربعاء الماضي، عندما فاجأه مراسل القناة الإسرائيلية 13 وهو على مسافة خطوات من دخول مصعد الفندق في طريقه للقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بُهِت بن علوي ولم يستطع الإجابة عن سؤال المراسل الإسرائيلي. كان واضحاً أن المراسل الإسرائيلي وصل في اللحظة المناسبة للموقع ليكمن للوزير العماني كي يفضح سرية مزعومة أو ربما كانت متوخاة وُعد بها بن علوي، وهي السرية نفسها التي وُعد بها بقية المسؤولين والوزراء العرب في الجلسة السرية لمؤتمر وارسو.

لكن حسابات نتنياهو الانتخابية، واستعلاءه العنصري، حسما الأمر لصالح تسريب مقاطع تم اختيارها بعناية لتُظهر وزيراً عربياً يمدح إسرائيل، وآخر يأتي من بلد منكوب، بدرجة لا تقل عن فلسطين، ليقدم مايكروفونه بعفوية بالغة لرئيس حكومة الاحتلال، ثم تأخذه العزة بالإثم فيجهر بحقيقة المشاركة العربية: "لم نأت من أجل فلسطين. جئنا من أجل محاربة إيران".

هي حالة إذاً تكشف حقيقة ما آلت إليه علاقات دولة الاحتلال الإسرائيلي مع بعض الدول العربية، "حلف طبيعي" ضد دولة إسلامية مجاورة، يتجاوز التطبيع بدرجات ويقدّم فلسطين قرباناً وعربوناً لهذا الحلف. هو حلف دنس، يعلم أقطابه أنه لن يستقيم لهم إلا على ظهر الشعوب العربية كلها، فنتنياهو، الذي يهرول البعض للقائه ومده بدعم يساعده في معركته الانتخابية، لم يُخفِ يوماً حقيقة الصراع ولا "عقده" التي لا يمكن فكها. المشكلة، قال نتنياهو في العام الماضي فقط، ليست مع الأنظمة بل مع الشعوب... والشعوب العربية قالت بدورها كلمتها: نحن مع فلسطين، وحل عادل للقضية الفلسطينية.

هذه هي المعادلة وهذه هي القضية الأولى للوطن العربي وللأمة الإسلامية، مهما قال نتنياهو وحلفاؤه في وارسو البعيدة. فلسطين كانت وستبقى القضية الأولى للأمة العربية، وإيران مهما حاول الاحتلال والغرب الأميركي، تبقى دولة إسلامية وجاراً قريباً للعرب. نعم نختلف معها ومع سياساتها، ويجب الحد من نفوذها ومنع هيمنتها، واستبدالها بعلاقات تعاون طبيعية حقيقية، تعكس الروابط التاريخية معها وليس شيطنتها ومناصبتها العداء.

المساهمون