زيارة بن سلمان لباكستان: تساؤلات قبل التأجيل وبعده

زيارة بن سلمان لباكستان... أسئلة كثيرة قبل التأجيل وبعده

15 فبراير 2019
استعدادات أمنية ضخمة اتخذت قبيل الزيارة (أمير قريشي/فرانس برس)
+ الخط -

كان من المفترض أن يصل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، غدًا السبت، إلى باكستان، في زيارة رسمية تستغرق يومين، ولكن الخارجية الباكستانية فجأة أعلنت تأجيل تلك الزيارة ليوم واحد من دون ذكر أسباب، بعد أن أنهت جميع الإجراءات اللازمة، إذ أغلقت الطرق المؤدية إلى العاصمة وإلى المدينة المجاورة لها راولبندي، كما تحدثت السلطات عن تعطيل شبكات الهواتف وإغلاق أجواء العاصمة بشكل كامل خلال يومي الزيارة.

وسبق أن غيرت السلطات الباكستانية، صباح اليوم، جدول أعمال الزيارة، وجعلت جميع أنشطة الزيارة مقتصرة على القصر الرئاسي ومكتب رئيس الوزراء، من دون ذكر السبب أيضًا، كما أن الحراسة الخاصة لبن سلمان ستتولى مهمة تأمينه مع القوات الخاصة الباكستانية، علاوة على انتشارها الواسع في أرجاء العاصمة، بينما أغلقت معظم الفنادق القريبة من الأماكن الحساسة، واستأجرت السلطات أكثر من 300 غرفة في الفنادق المختلفة من أجل ضيافة المرافقين لبن سلمان.

وفي مقابل حفاوة الحكومة إزاء هذه الزيارة، ظنًا منها أنها ستساهم في إخراجها من المأزق الاقتصادي الحالي، كانت ثمة انتقادات وسخرية بشأنها في وسائل التواصل الاجتماعي.


وفي هذا الصدد، كتب الإعلامي الشهير عمر تشيما في تغريدة له على "تويتر"، إن "أول الراغبين في الالتحاق بالجامعة الباكستانية التي أقيمت في مقر رئيس الوزراء (عمران خان) سيصل إلى باكستان في الـ16 من الشهر الجاري"، في إشارة إلى التحضيرات الهائلة داخل مقرّ رئيس الوزراء لاستقبال الضيف السعودي، والوفد الضخم الذي سيصطحبه هذا الأخير معه.

وتعليقاً على التغريدة، تساءلت إحدى المتفاعلات: "هل سمعتم أن الضيوف في أميركا يبيتون في البيت الأبيض؟"، وهي تشير بذلك إلى قرار باكستان أن يبيت بن سلمان داخل مكتب رئيس الوزراء.

بينما علّق هارون جدون على التغريدة بالقول إن "الزيارة، مهما كبرت التوقعات حيالها، لن تغيّر شيئًا فيما يتعلق بفقراء هذه البلاد".

وحظي إعلان الخارجية الباكستانية التأجيل، أيضًا، باهتمام كبير في وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تساءلت القيادية في حزب الشعب الباكستاني، شير رحمن، وهي عضو مجلس الشيوخ، في تغريدة لها، عن سبب تأجيل الزيارة، ليردّ عليها أحد المعلّقين، واسمه سيد حسين: "يبدو أن الدبلوماسية الهندية قد نجحت"، فيما قال دي كي سردانه "انتظروا ماذا سيحدث بعد ذلك".

وبمعزل عن ردود الفعل الشعبية التي تراوحت بين السخرية واللامبالاة، فإن الحكومة الباكستانية تعتبر الزيارة مهمة للغاية، وبداية لاستثمارات سعودية كبيرة، إذ سيتم التوقيع على ثمانية اتفاقات مهمة.

وثمّة أيضًا أسئلة مطروحة حول ماذا ستجنيه السعودية من الزيارة، على ضوء ما أثير سابقًا في وسائل الإعلام الباكستانية وغيرها بشأن القضية اليمنية، رغم أن الخارجية الباكستانية رفضت، أمس الخميس، وجود أي محاولة لتوريط البلاد في الحرب اليمنية.