قيادي بطالبان لـ"العربي الجديد": اجتماعات حاسمة قريبة مع الأميركيين

قيادي في طالبان لـ"العربي الجديد": اجتماعات حاسمة قريبة مع الأميركيين

14 فبراير 2019
(العربي الجديد)
+ الخط -

كشف المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "طالبان"، محمد سهيل شاهين، أن "المجموعتين اللتين تم الاتفاق على تشكيلهما بين الوفد المفاوض لحركة طالبان والمبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد، خلال المفاوضات التي جرت في قطر، الشهر الماضي، ستجتمعان في الدوحة، الأسبوع المقبل، للعمل على مسودة اتفاق بين الطرفين سيجري عرضه، إن تم التوصل إليه، في الاجتماع المقبل بين الطرفين، في 25 فبراير/شباط الحالي". وأضاف شاهين، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، في الدوحة، أن "هاتين المجموعتين ستبحثان وضع خطة زمنية لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، والضمانات التي تطلبها الإدارة الأميركية بعدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد الولايات المتحدة، من قبل أية قوة أو دولة أخرى".

وحول ما إذا كان سيتمّ التوقيع على اتفاق بين "طالبان" والجانب الأميركي، في ختام الاجتماع، قال شاهين: "لسنا متأكدين بعد، فيما إذا كان بمقدور المجموعتين التوصل إلى اتفاق حول الموضوعين في اجتماع واحد أو استكمال المفاوضات فيما بعد، وبالتالي لا نستطيع القول إنه سيكون هناك توقيع في هذا الاجتماع، ربما نعم وربما لا".

وقال المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي للحركة، إنه "طالما أن الطرفين، حركة طالبان والولايات المتحدة، يتحدثان مع بعضهما البعض بشكل مباشر، وقد حققا بالفعل بعض التقدم، فإنني أعتقد أننا نقترب بالفعل من تحقيق السلام في أفغانستان". وأضاف شاهين أنه "إذا نجح الأمر، وتم توقيع اتفاق على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، والتأكيد على أن الأرض الأفغانية لن تُستخدم ضد الولايات المتحدة، فأظن حينها أننا سنقول إننا نجحنا في إيجاد السلام الكامل في أفغانستان، بعد أربعة عقود من الحرب". ونوّه إلى أنه "في النهاية، نحن نتحدث عن السلام (وإنهاء الجزء الأسود) من الحرب. أظن أن هذه إشارة جيدة". وأضاف أن "التوصل إلى حل يقضي بانسحاب القوات الأميركية من بلادنا من خلال الحوار والطرق السلمية، هو الأفضل للطرفين. فنحن ضد الاحتلال، وكدولة مستقلة نريد أن نحظى بعلاقات وطيدة أو جيدة مع الدول الأخرى، لأنه من خلال العلاقات الجيدة مع الدول الأخرى سنعيد بناء بلادنا، فشعبنا عاش أربعة عقود من الحرب والدماء، لهذا السبب نريد علاقات جيدة مع كل الدول، بما فيها الولايات المتحدة".


وحول الإعلان الذي تمّ نفيه أميركياً عن التوصل إلى اتفاق يقضي ببدء انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في إبريل/نيسان المقبل، ردّ بالقول إن "الاتفاق على جدول الانسحاب سيكون نتيجة لاجتماعات المجموعتين اللتين تم تشكيلهما، والتي سوف تبدأ الأسبوع المقبل. لقد خرجت بعض التقارير من الإعلام الأميركي تتحدث عن بدء الانسحاب. وهذا إن حدث، فسيكون إشارة جيدة وسيعزز جهود السلام، لكن حتى الآن لا يوجد شيء متوافق عليه حول المخطط الزمني للانسحاب".

وعن سبب رفض حركة "طالبان" الجلوس مع الحكومة الأفغانية على طاولة المفاوضات، على الرغم من أن الحركة أجرت حوارات مع مختلف الأطراف الأفغانية في العاصمة الروسية موسكو أخيراً، قال شاهين: "الآن، نحن نتحدث مع الجانب الأميركي لحلّ القضية الأفغانية بطريقة سلمية. وعندما تُحل بالطبع سوف تكون هناك حوارات مع الجميع. نحن نتحدث مع الجانب الأميركي في الموضوع الأهم، وهو أن يتم سحب القوات الأميركية بالكامل خارج أفغانستان. وبعدها نتمنى أن يكون هناك وقت للتحدث للشعب الأفغاني. وبالطبع، فإن الأفغان سيجلسون مع بعضهم البعض وسيتحدثون عن السلام ومواضيع أخرى، وكل هذه المواضيع المهمة ستُناقش في المستقبل. نحن الآن نتحدث مع الأميركيين عن سحب قواتهم وعن أمنهم القومي".

وعن الأسباب التي دفعت الحركة إلى رفض عرض الرئيس الأفغاني، أشرف غني، فتح مكتب لحركة "طالبان" في أفغانستان، قال شاهين: "لقد تحدثنا مع مختلف الأطراف الأفغانية في موسكو، وتحدثنا حول كيفية جلب السلام للبلاد. وقد طلب المجتمعون في البيان الختامي للاجتماع، من الأميركيين، سحب جميع قواتهم من أفغانستان، والاعتراف رسمياً بالمكتب الرسمي في الدوحة، وإزالة أسماء قادة حركة طالبان من اللائحة السوداء، والإفراج عن السجناء. وستستمر طالبان في الحوار مع جميع الأطراف الأفغانية، وقد شاركت شخصيات أفغانية مهمة ورسمية في الحوار الذي عُقد في موسكو، الأسبوع الماضي، وإن كانت هذه الشخصيات لا تمثل الحكومة الحالية، فنحن لا نعترف بالحكومة الأفغانية الحالية في كابول، لكن في المستقبل عند انسحاب القوات الأميركية والقوات الأجنبية جميعها من بلادنا، سوف نتحدث معهم".

وأعرب المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "طالبان" في الدوحة، محمد سهيل، عن تقديره للدور الذي تؤديه قطر لحلّ القضية الأفغانية، وقال "نحن نقدّر هذا المجهود، ونحن سعداء لأن المكتب السياسي في الدوحة. وقد أدت قطر دوراً لتسهيل كافة جولات الحوار مع الولايات المتحدة، ودورها إيجابي ومهم، ونحن نتوقع أن تستمر في تسهيل الحوار والمباحثات مع الجانب الأميركي في المستقبل".



المساهمون