انطلاق أعمال مؤتمر وارسو.. وعريقات يؤكد أنه لشرعنة إسرائيل

انطلاق أعمال مؤتمر وارسو... وعريقات يؤكد أنه محاولة لشرعنة الانتهاكات الإسرائيلية

13 فبراير 2019
واشنطن تسعى للنرويج لصفقة القرن(Getty)
+ الخط -
من المقرر أن ينطلق، اليوم الأربعاء، مؤتمر "وارسو" للشرق الأوسط، في العاصمة البولندية، بمشاركة نحو 60 دولة، بينها دولة الاحتلال الإسرائيلي ودول عربية، وبمقاطعة دول عدّة، بينها روسيا وفلسطين المحتلة، إذ أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن المؤتمر محاولة لجعل الانتهاكات الإسرائيلية للحقوق الفلسطينية "واقعاً طبيعياً".

وقبل انطلاق المؤتمر، الذي يُعقد اليوم وغداً الخميس في العاصمة البولندية، تحت عنوان "مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط"، تلقّت الجهود الأميركية لحشد موقف دولي ضد إيران ضربات قوية، مع تأكيد حضور عدد محدود من الشخصيات البارزة، وتخفيض مستوى التمثيل من معظم الدول، إضافة إلى مقاطعة أخرى، وهو ما دفع الولايات المتحدة وبولندا لتخفيف جدول الأعمال.

وأشارت كل من واشنطن ووراسو إلى أن المؤتمر لن يركز على إيران أو يؤسس تحالفاً ضدها، لكنه سيهتم أكثر بالنظر بشكل أوسع إلى الشرق الأوسط، بعدما كان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قد قال، الشهر الماضي، عند إعلانه عن المؤتمر، إن وزراء الخارجية من حول العالم سيأتون إلى بولندا للتعامل مع مسألة "نفوذ إيران المزعزع للاستقرار" في الشرق الأوسط.



خفض التمثيل في وارسو

ورغم أن الاجتماع يجري في الاتحاد الأوروبي، ستخفض كبرى القوى الأوروبية تمثيلها فيه، باستثناء بريطانيا، التي ستوفد وزير خارجيتها جيريمي هانت، الذي أشار إلى أن أولوياته تتمثل بالتطرق إلى الأزمة الإنسانية التي تسببت بها الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.

وبررت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عدم حضورها بارتباطها بالتزامات مسبقة، لكنها ستلتقي بدلا من ذلك بومبيو في بروكسل وهو في طريقه إلى الولايات المتحدة.

وحتى مضيفة المؤتمر، بولندا، والتي تسعى لتعزيزعلاقاتها بالولايات المتحدة أمام تنامي النفوذ الروسي، أكدت من جانبها أنها لا تزال ملتزمة بموقف الاتحاد الأوروبي الداعم لاتفاق 2015 الذي تفاوض عليه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لتخفيف العقوبات على إيران مقابل فرضها قيوداً على برنامجها النووي.

إذن، باتت مشاركة معظم الدول منطلقة من الضغوط الأميركية، باستثناء ثلاثة أطراف تبدو متحمسة للمؤتمر إضافة لأميركا، هي الإمارات والسعودية وإسرائيل، التي يسعى رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو لعقد سلسلة لقاءات تشمل مسؤولين عرباً في وارسو.


"صفقة القرن"


أمام هذا الواقع، بدا أن واشنطن تسعى لتوجيه المؤتمر نحو ملف آخر، هو الترويج لخطتها التي تعدها حول الملف الفلسطيني، والمعروفة بـ"صفقة القرن"، خصوصاً أن مستشار الرئيس الأميركي، صهره جاريد كوشنر، والذي يُعتبر من أبرز العاملين على الصفقة، سيحضر مؤتمر وارسو ويلقي كلمة خلاله، مع العلم أن قناة "فوكس نيوز" الأميركية كانت قد كشفت أخيراً عن أن الصفقة انتهت وأن كوشنر سيستغل مشاركته في المؤتمر للترويج لها مع المسؤولين الحاضرين، فيما كانت القيادة الفلسطينية قد رفضت المشاركة.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات: "لن نحضر هذا المؤتمر، ونؤكد على أننا لم نفوض أحداً للحديث باسم فلسطين".

وطالب عريقات، في رسالة وجهها لممثلي دول العالم المعتمدين لدى السلطة الفلسطينية، حول مؤتمر "وارسو"، بالتمسك "بالتزاماتهم بقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، باعتبارها السبيل الوحيد لضمان سلام عادل ودائم لفلسطين وإسرائيل والمنطقة برمتها".

وأكد على رفض القيادة الفلسطينية المشاركة في المؤتمر، وقال: "لن نقوم بإضفاء الشرعية عليه".

وتابع عريقات أن "ما تقوم به الولايات المتحدة، بالتعاون مع الحكومة البولندية، يصب في خدمة تصفية المشروع الوطني الفلسطيني".

وأشار إلى أن "المؤتمر" يهدف إلى "تجاوز مبادرة السلام العربية، ومنح إسرائيل الفرصة لتطبيع علاقاتها مع دول المنطقة".

وذكر عريقات أن سياسات الولايات المتحدة تجاه القضية الفلسطينية "ستزيد من انعدام الأمن والاستقرار في العالم العربي والعالم أجمع".

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، في رسالته أيضاً: "تبقى القضية الفلسطينية محط اختبار لقدرة المجتمع الدولي على تنفيذ التزاماته بموجب القانون الدولي، وفي حال سمح المجتمع الدولي للولايات المتحدة بشرعنة الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية، فإن ذلك سيشكل سابقة خطيرة لأية عمليات سلام مستقبلية في جميع أنحاء العالم".

ظريف: مؤتمر وارسو ولد ميتاً


من جهته، قال وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، إنّ "مؤتمر وارسو ولد ميتاً". وأضاف ظريف خلال مؤتمر صحافي في طهران "المؤتمر مسعى جديد تبذله الولايات المتحدة في إطار هوسها الذي لا أساس له إزاء إيران. أعتقد أن مؤتمر وارسو وُلد ميتاً".

المساهمون