"قسد" تضيق الخناق على "داعش" في "المعركة الأخيرة"

"قسد" تضيق الخناق على "داعش" في "المعركة الأخيرة"

11 فبراير 2019
مدنيون هاربون من المعارك (كريس ماكغراث/Getty)
+ الخط -
حققت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) تقدّماً في "المعركة الأخيرة" ضد تنظيم "داعش" في سورية، بعد ساعات من إعلان إطلاقها ليلة السبت-الأحد، في بلدة الباغوز شرق الفرات، وسط مخاوف على سلامة مئات المدنيين الذين ما زالوا عالقين في المنطقة، فيما جاء إعلان "قسد" عن المعركة بعد فشل مفاوضاتٍ كانت تجريها مع قياديي "داعش" المحاصرين.
وقالت مصادر محلية إن القوات المهاجمة حققت تقدّماً في المساحة الزراعية الخالية في الجيب المتبقي للتنظيم عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، مضيّقة الخناق على التنظيم نحو المناطق السكنية التي ما زال فيها بضع مئات من المدنيين يتعرضون لخطر حقيقي بسبب القصف الجوي والمدفعي المكثف على المنطقة، وضراوة المعارك الدائرة. وقالت مصادر محلية إن المعارك تسير بشكل حذر نتيجة الألغام التي زرعها التنظيم في محيط الجيب الخاضع لسيطرته والبالغ نحو 4 كيلومترات مربعة، فيما ذكرت وكالة "هاوار" التابعة لـ"الإدارة الذاتية" ظهر أمس، أن "قسد" سيطرت على كيلومترين مربعين في محور الباغوز.

وجاء إعلان "قسد" عن "المعركة الأخيرة" ضد "داعش"، بعد فشل المفاوضات بين الطرفين، والتي كانت تجري عبر أجهزة اللاسلكي من أجل استسلام ما تبقى من عناصر التنظيم الذين كانوا يطالبون بتوفير ممر آمن لهم نحو البادية السورية، الأمر الذي رفضه ضباط التحالف الدولي. فيما ذكرت شبكة "فرات بوست" أن نحو 200 مدني تمكنوا أمس من مغادرة مناطق سيطرة "داعش"، بينما سلّم عدد من عناصر التنظيم المحليين أنفسهم لقوات "قسد".
وكانت "قسد" أعلنت رسمياً ليل السبت-الأحد أنها "أطلقت المعركة الحاسمة لإنهاء ما تبقى من إرهابيي داعش"، مشيرة إلى أنه "بعد عشرة أيام من إجلاء أكثر من 20 ألف مدني وعزل ما تبقى من المدنيين من مخاطر الحرب، أطلقت المعركة هذه الليلة للقضاء على آخر فلول التنظيم في الباغوز".
وذكر المسؤول الإعلامي في "قسد"، مصطفى بالي، أن أشخاصاً فروا من المنطقة أكدوا أنه "لا يزال هناك ما بين 500 و600 إرهابي فيها، أغلبهم أجانب"، مضيفاً أنه لا يعتقد أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي موجود في الجيب المحاصر.


ويترافق الهجوم مع ضربات جوية مكثفة من طيران التحالف الدولي، والذي يوفر تغطية مدفعية وصاروخية على الأرض إلى جانب التغطية الجوية. وتقول "قسد" إن العمليات المدعومة بطيران التحالف الدولي، تستهدف الضغط على عناصر وقادة التنظيم من جنسيات مختلفة لتسليم أنفسهم أو مواجهة الموت. وكانت "قسد" قد حققت تقدماً كبيراً على حساب التنظيم شرق الفرات، في الفترة الماضية، وتمكنت من حصره في بلدة الباغوز الواقعة على الحدود السورية-العراقية. وبحسب التحالف الدولي، تمكنت "قوات سورية الديمقراطية"، من السيطرة على "نحو 99,5 في المائة من الأراضي التي كانت تحت سيطرة داعش" شرقي الفرات. وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، صرح الأربعاء الماضي، بأن استعادة المناطق، التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم ستجري في غضون أسبوع، وأنه "سيتم الأسبوع المقبل الإعلان رسمياً أننا سيطرنا على 100 في المائة من أرض الخلافة". في موازاة ذلك، يدور الحديث عن أن قوات من التحالف الدولي، لديها قوائم بأسماء محددة من عناصر التنظيم، تسعى للقبض عليهم أحياء.

وفي الجانب العراقي من الحدود، وصلت تعزيزات عسكرية أميركية إلى منطقة التنف العراقية على الحدود مع سورية، لمنع تسلل عناصر من "داعش" إلى داخل العراق، والقبض على قادة من التنظيم يُحتمل أن يحاولوا الوصول إلى الأراضي العراقية. ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر محلية قولها إن التعزيزات مكونة من آليات عسكرية من نوع "هامر" ومدافع وأسلحة ثقيلة أخرى وصلت إلى منطقة التنف غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار.

إلى ذلك، قُتل ثلاثة مدنيين وجُرح آخرون نتيجة اشتباكات بين تنظيم "داعش" وقوات "قسد" قرب حقل العمر النفطي في محافظة دير الزور، وذلك إثر تسلل مجموعة من التنظيم إلى الحقل في منطقة ذيبان شرق مدينة دير الزور من جهة مساكن العمال التي يقطنها مدنيون ونازحون، وقامت بمهاجمة عناصر "قسد" المتمركزين هناك باستخدام ثلاث دراجات نارية مفخخة. وقال مصدر في "قسد" لوكالة "سمارت" إن طائرات التحالف قصفت مواقع الاشتباكات، ولم يتضح بالتالي المسؤول عن مقتل المدنيين، هل هو قصف التحالف أم تفجيرات التنظيم.