باريس تستضيف اجتماعاً دولياً حول لبنان الأربعاء وتواصل الاحتجاجات

باريس تستضيف اجتماعاً دولياً حول لبنان الأربعاء وتواصل الانتفاضة الشعبية

09 ديسمبر 2019
التظاهرات الشعبية متواصلة منذ 54 يوماً (حسين بيضون)
+ الخط -
يواصل المتظاهرون في لبنان في اليوم الـ54 من الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، قطع بعض الطرق وسط إضراب جزئي في المدارس، عشية انتكاسة جديدة في جهود تشكيل الحكومة، فيما تستضيف باريس اجتماعاً دولياً لبحث حل الأزمة بعد غدٍ الأربعاء.

وقررت رئاسة الجمهورية، أمس الأحد، تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس وزراء جديد لتجرى في 16 ديسمبر/كانون الثاني الجاري، عوضاً عن اليوم الإثنين، بعد ساعات من إعلان رجل الأعمال، سمير الخطيب، اعتذاره عن الترشح لرئاسة الحكومة المقبلة.

وفي العاصمة بيروت، فتحت المدارس والمعاهد التربوية أبوابها أمام الطلاب، كما فتحت المصارف أبوابها بشكل طبيعي، في ظلّ انتشار أمني كثيف في أغلب الشوارع الرئيسية للمدينة.

وقطع محتجون عدداً من الطرق الرئيسة في البقاع الغربي (محافظة البقاع)، فيما شهد عاصمة الشمال اللبناني طرابلس، إلقاء للنفايات أمام منازل السياسيين، فضلاً عن قطع غالبية الطرق الرئيسية والفرعية في ظلّ انتشار كثيف لعناصر الجيش التي تسعى للتفاوض مع المحتجين لإعادة فتحها.


رمي نفايات في طرابلس

وألقى محتجون، مساء الاثنين، بأكياس النفايات أمام منازل سياسيين، في طرابلس، في رسالة رفض للنخبة السياسية الحاكمة، قبل أن تندلع مواجهات تدخل الجيش لفضها.

وذكرت وكالة "الأناضول" أن نحو 30 محتجاً نظموا مسيرة في طرابلس، ووصلوا إلى منازل وزير العدل الأسبق أشرف ريفي، إلى جانب النائبين محمد كبارة (المستقبل)، وفيصل كرامي (رئيس تيار الكرامة)، وألقوا القمامة أمامها.

وفور وصول المحتجين أمام منزل كرامي ألقوا عشرات الأكياس من النفايات، قبل أن تقوم قوات حراسة كرامي برمي الأكياس على المحتجين، وسط اشتباكات بالأيدي والعصي بين الطرفين.

وأصيب خمسة محتجين جراء الاشتباكات بجروح طفيفة ومتوسطة، قبل أن تدخل قوات الجيش لفض الاشتباكات، بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع.

وفي عكار (أقصى الشمال)، قطع المحتجون عدداً من الطرقات الفرعية والرئيسية وأقفلت المدارس الرسمية والخاصة أبوابها أمام التلاميذ.

ويعمل الجيش اللبناني والقوى الأمنية على فتح جميع الطرقات التي أقفلت في الصباح الباكر.

ولم تتمكن القوى السياسية في لبنان من التوافق على تسمية رئيس وزراء جديد، منذ أن أجبرت احتجاجات شعبية، مستمرة منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سعد الحريري، على تقديم استقالة حكومته، في 29 من الشهر ذاته، لتتحول إلى حكومة تصريف أعمال.

مؤتمر دولي حول لبنان

على الصعيد الدولي، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس ستستضيف اجتماعاً دولياً بشأن لبنان يوم 11 ديسمبر/كانون الأول، مشيرةً إلى أن "الهدف من الاجتماع هو دفع بيروت للإسراع بتشكيل حكومة يمكنها تحسين الوضع الاقتصادي للبلاد".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، أنييس فون دير مول، في تصريح صحافي: "ينبغي أن يمكن هذا الاجتماع المجتمع الدولي من الدعوة إلى التشكيل السريع لحكومة فاعلة وذات مصداقية تتخذ القرارات الضرورية لاستعادة الوضع الاقتصادي وتلبية الطموحات التي عبر عنها الشعب اللبناني".

في السياق، استعرض رئيس الجمهورية ميشال عون، اليوم الاثنين، مع المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، التحضيرات للمؤتمر الذي سيعقد الأربعاء في باريس لـ"مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان"، وفق تغريدة على "تويتر" لرئاسة الجمهورية.

وجاء بالتغريدة ذاتها، إننا "مرتاحون لانعقاد الاجتماع ولبنان سيحضر بوفد رسمي".

ونقل موقع رئاسة الجمهورية عن يان كوبيتش قوله بعد لقائه عون: اجتماع "مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان في باريس"، سيكون إشارة قوية لالتزام دول المجموعة العمل مع لبنان".


وسيُعقد الاجتماع لمدة يوم واحد في مقرّ وزارة الخارجية الفرنسية في باريس على مستوى الأمناء العامين لوزراء خارجية الدول الأعضاء للمجموعة.

وتضم "مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان" الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وحكومات الصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، طلب، الجمعة الماضية، من ثماني دول مساعدة بلده في تأمين اعتمادات استيراد منها، بما يؤمن استمرارية الأمن الغذائي والمواد الأولية للإنتاج في مختلف القطاعات الاقتصادية.

وجاء الإعلان عن الطلب، في بيان صادر عن مكتب الحريري الإعلامي، أوضح أنّ رسائل بهذا المعنى، توجّه بها رئيس الحكومة المستقيل، شملت الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ، رئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي، ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.

وأوضح البيان أنّ طلب الحريري يأتي "في إطار الجهود التي يبذلها لمعالجة النقص في السيولة، وتأمين مستلزمات الاستيراد الأساسية للمواطنين".

المساهمون