تدريب العسكريين السعوديين بأميركا على المحك بعد اعتداء فلوريدا

تدريب العسكريين السعوديين في الولايات المتحدة على المحك بعد اعتداء فلوريدا

09 ديسمبر 2019
الهجوم على قاعدة أميركية يهدد برنامج تدريب السعوديين (Getty)
+ الخط -

بات برنامج تدريب العسكريين السعوديين في الولايات المتحدة على المحك، الأحد، بعد يومين من إقدام متدرب سعودي على قتل ثلاثة أشخاص، في قاعدة جوية تابعة لسلاح البحرية في فلوريدا.

والأمر النادر في هذه المرحلة في الولايات المتحدة، المنقسمة سياسياً بشدة، هو توافق نواب من الجمهوريين والديمقراطيين على نقطة، بعد يومين من إطلاق النار، وهي وجوب التدقيق في برامج التبادل العسكري بين واشنطن والرياض.

ويتلقى مئات الجنود السعوديين تدريبات ضمن القوات المسلحة الأميركية كل عام، ما يؤكد متانة العلاقات بين البلدين المتحالفين.

وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، المقرب من الرئيس دونالد ترامب، صباح الأحد، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، إن البرنامج "يجب تعليقه" حتى تُكشف ملابسات ما حدث في ولاية فلوريدا بشكل كامل.

وكان محمد الشمراني (21 عاماً)، ملازم ثان في سلاح الجو السعودي، قد أطلق النار، الجمعة الفائتة، بواسطة مسدس في إحدى قاعات التدريب في قاعدة بينساكولا، ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى وثمانية جرحى، قبل أن ترديه الشرطة.

وتابع غراهام أن "السعودية بلد حليف، لكن هناك شيئا خاطئا بشكل أساسي، يجب إبطاء البرنامج وإعادة تقييمه".

من جهته، دعا النائب الجمهوري عن فلوريدا مات غايتس، على قناة "إيه بي سي"، إلى "وقف البرنامج"، وقال في هذا السياق "ينبغي ألا نرحب بالطلاب السعوديين الجدد حتى تكون لدينا ثقة تامة بعملية التدقيق لدينا"، مشدداً على ضرورة "مراقبة أنشطتهم للتأكد من عدم وجود تطرف".


بدوره، قال وزير الدفاع مارك إسبر، الأحد، على قناة "فوكس نيوز" إنه طلب "مراجعة لإجراءات المراقبة الخاصة بالرعايا الأجانب القادمين (لتلقي التدريب) في الولايات المتحدة"، إلا أنه دافع عن جدوى هذا النوع من البرامج.

وأضاف الوزير "لدينا شيء لا يملكه أعداؤنا المحتملون مثل روسيا والصين. أي أن هناك نظاماً محدداً للتحالفات والشراكات"، وأكد أن "فرصة جلب الطلاب الأجانب إلى هنا للتدريب معنا لفهم الثقافة الأميركية أمر مهم للغاية بالنسبة إلينا لبناء هذه العلاقات طويلة الأجل التي تساهم في أمننا".


من جهتها، نددت المعارضة الديمقراطية بسياسة حكومة ترامب تجاه السعودية متهمة إياها بإعطاء مصالحها الاقتصادية والعسكرية الأولوية، بدلاً من مسألة حقوق الإنسان.

وقال، كوري بوكر الذي يخوض السباق الديمقراطي للترشح إلى البيت الأبيض، لقناة "إيه بي سي"، الأحد، إن "العلاقة بيننا غير مقبولة"، مشيراً إلى الطائرات الأميركية التي "تزود بالوقود طائراتهم التي تقصف اليمن بقنابل صنعت في الولايات المتحدة".


في الوقت نفسه، أعادت النائبة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا زوي لوفغرين، إلى الأذهان مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في خريف عام 2018 في قنصلية بلاده في إسطنبول من قبل فريق سعودي، وقالت "لقد قتلوا وقطّعوا ذلك الصحافي" الذي كان يكتب مقالا في واشنطن بوست، و"لم نسمع أنه تمت محاكمتهم لذلك".

بدوره دعا، آدم شيف الرئيس الديمقراطي للجنة الاستخبارات في مجلس النواب، خلال مقابلة مع شبكة "سي بي إس"، إلى القيام بـ"تحقيق شامل" في إطلاق النار في فلوريدا، وأضاف "كنت أفضل أن يطلب رئيس الولايات المتحدة إجابات بدلاً من أن يتحدث نيابة عن الحكومة السعودية".


المحققون يعتقدون أن المهاجم تصرف بمفرده

وأكد مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي، الأحد، أن المحققين يعتقدون أن الضابط بسلاح الجو السعودي تصرف بمفرده.

وقالت راشيل روخاس المحققة الخاصة المسؤولة عن مكتب التحقيقات الاتحادي في جاكسونفيل، والتي ترأس فريق التحقيق، إن المحققين لم يحددوا بعد الدافع وراء الهجوم، وإن عدداً من زملاء المهاجم السعوديين الذين كانوا على مقربة من مسرح الهجوم وقت تنفيذه يتعاونون مع المحققين.

وأضافت أن المكتب يتعامل مع هذه القضية مثلما يتعامل مع قضايا إطلاق النار المماثلة بافتراض أنها عملية إرهابية، لكنها أكدت أن ذلك يتم بهدف السماح للمحققين باستخدام أدوات خاصة تمنح لهم في قضايا الإرهاب.

وقالت "نبذل كل ما في وسعنا لمعرفة الدافع، وأطلب الصبر حتى نتمكن من الوصول إلى ذلك بصورة صحيحة"، مضيفة أن فريق التحقيق يضم 80 ضابطا خاصا من المكتب، و100 من الموظفين المعاونين لهم، وعشرات المحققين التابعين لسلاح البحرية، وعددا من الوكالات الاتحادية الأخرى.


وحدد مكتب التحقيقات الاتحادي هوية مطلق النار بأنه الملازم ثان محمد سعيد الشمراني (21 عاما)، وقال إنه فتح النار داخل قاعة دراسية بالقاعدة، في وقت مبكر من صباح الجمعة.

وقالت روخاس إن مطلق النار استخدم في الهجوم مسدس غلوك عيار تسعة مليمترات، كان به 33 طلقة، اشتراه بشكل قانوني في فلوريدا. 

وتسمح القوانين الأميركية للأجنبي الذي يزور الولايات المتحدة ويحمل تأشيرة، بخلاف تأشيرة المهاجر، بأن يشتري مسدسا إذا توفرت شروط محددة، منها حيازته لرخصة صيد.

وقالت روخاس إن زملاءه من السعوديين المشاركين في التدريب يتحدثون مباشرة مع المحققين الأميركيين وإن خروجهم من القاعدة محظور بأمر من الجيش السعودي. وأضافت "أشكر المملكة على تعهدها بالتعاون الكامل والتام".

(فرانس برس)