إسرائيل تسلم الأردن لأوّل مرّة جثمان أسير شهيد

إسرائيل تسلم عمّان لأول مرة جثمان أسير شهيد: عائلة أبودياك إلى الأردن

06 ديسمبر 2019
يحمل الشهيد سامي الهوية الأردنية (العربي الجديد)
+ الخط -
تستعد عائلة الأسير الشهيد سامي أبو دياك، من بلدة سيلة الظهر، جنوب جنين، شمال الضفة الغربية، للسفر إلى الأردن، اليوم الجمعة، بعدما أبلغتها وزارة الخارجية الأردنية بأن الأردن قد تسلم جثمان نجلها الشهيد سامي من الاحتلال الإسرائيلي، فيما يؤكد مسؤول فلسطيني أنها المرة الأولى التي تسلم فيها إسرائيل جثمان شهيد أسير إلى الأردن.

وقالت والدة الشهيد الأسير سامي أبو دياك، لـ"العربي الجديد"، إن "العائلة ستسافر، اليوم، إلى العاصمة الأردنية (عمّان)، بعدما أبلغتهم وزارة الخارجية الأردنية بأن الأردن استلم جثمان ابننا من سلطات الاحتلال الإسرائيلي".

وأشارت الوالدة، التي كانت تستعد للسفر، إلى أنها وزوجها التقوا الأسبوع الماضي بالملك الأردني عبد الله الثاني، في اليوم الذي أعلن فيه عن استشهاد سامي، وقالت: "ذهبنا لنطلب منه أن يتدخل لإخراج سامي حيا، لكنه فجر ذلك اليوم ارتقى شهيدا، فطالبناه أن يتدخل لتسليم جثمان الشهيد".

ويحمل الشهيد سامي الهوية الأردنية "الكرت الأصفر"، ومن هنا جاء الطلب من المستوى الرسمي الأردني التدخل، لا سيما بعد الدور الذي لعبه الأردن قبل نحو شهر في ملف الأسيرين الأردنيين لدى الاحتلال الإسرائيلي هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي.

ووفق سمر أبو دياك، شقيقة الشهيد سامي، فالعائلة ستعمل كل ما في وسعها لأن تعود بالشهيد سامي للضفة الغربية ليدفن فيها، وتابعت: "إذا لم نفلح في ذلك، سيدفن في الأردن، وهو أفضل كثيرا من بقائه محتجزا في ثلاجات الموتى لدى الاحتلال الإسرائيلي".

وهذه المرة الأولى التي تسلم فيها إسرائيل للأردن جثمان أسير شهيد، حيث قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، لـ"العربي الجديد إنه وبحسب المعلومات المتوفرة لديه، تعتبر هذه هي المرة الأولى التي تسلم فيها سلطات الاحتلال أسيرا استشهد داخل سجونها إلى الأردن لدفنه هناك، معلقا على القرار بأن "الاحتلال يحاول توظيف قضايا إنسانية في خدمة السياسة؛ في ظل أن كل سلوكه المتعلق بالشعب الفلسطيني، هو سلوك عدائي بالمطلق".

وأشار فارس إلى أن "الاحتلال رغب في مجاملة الأردن، وفي الوقت نفسه إنكار وجود السلطة الفلسطينية من الناحية العملية، وعدم التعاطي معها في قضايا حساسة من هذا النوع، رغم أنها مسألة إنسانية، وهي من حق أي إنسان بأن يدفن في مقبرة وفقا لشرائعه".


وحول أبعاد القرار الإسرائيلي، قال فارس: "حتى لا نبالغ، وإن كنا نقدر الجهد الأردني في قضايا مثل الإفراج عن الأسيرة هبة اللبدي والأسير عبد الرحمن مرعي وجثمان الشهيد سامي أبو دياك، لكن الاحتلال من الناحية العملية لم يسلم شيئا، فنحن نتحدث عن أسيرين إداريين اعتقلا ظلما بلا تهمة، وجثمان شهيد، لا نرى أن في ذلك صفقة كبيرة تبشر بتحولات في السياسة الإسرائيلية، ما حصل أن ما كان طبيعيا وحقا للناس، خرّجَتْه إسرائيل وكأنه شيء استثنائي".

وحول جثامين الشهداء الأسرى، أكد فارس أن 5 أسرى شهداء لا يزال يحتجز الاحتلال جثامينهم، أربعة منهم استشهدوا في سجون الاحتلال خلال الفترة الماضية، وأحدهم هو أنيس دولة الذي استشهد في سجون الاحتلال في السبعينيات.

يذكر أن الاحتلال يواصل احتجاز 51 شهيدا في ثلاجاته بعد عودة سياسة احتجاز الجثامين منذ العام 2015، أو ما عرف بانتفاضة القدس، فيما احتجزت سلطات الاحتلال أكثر من 230 جثمانا منذ ذلك التاريخ لفترات مختلفة.