"الاشتراكي الديمقراطي" الألماني المشرذم: هل تكون القيادة الجديدة مؤقتة؟

"الاشتراكي الديمقراطي" الألماني المشرذم: هل تكون القيادة الجديدة مؤقتة؟

04 ديسمبر 2019
مخاوف من انهيار الائتلاف الكبير (تيل ريميلي/ Getty)
+ الخط -

كشفت نتائج انتخابات القيادة الجديدة لحزب "الاشتراكي الديمقراطي" بألمانيا، الأحد الماضي، عن تحولات في توجهات أعضاء الحزب العريق، مع وصول الثنائي من الجناح اليساري نوربرت فالتر بوريانس وساسكيا اسكن لتولي زعامته، مقابل خسارة نائب المستشارة، أنجيلا ميركل، ووزير المالية الاتحادي اولاف شولز والمرشحة المشاركة كلارا غيفيتز، وهما المؤيدان للسياسة الحالية لحزبهم بالاستمرار في الائتلاف الحاكم في برلين بقيادة ميركل.


وأتت هذه النتائج لتؤكد الانقسامات، في ظل الحديث عن جناح يميني ويساري والتوجهات المتعارضة بين كتلة الحزب في البرلمان (البوندستاغ) وأعضاء الحزب، وبين جيل الكبار والشباب، وبين التقليدي والحديث. وهذا ما زاد من حجم التشرذم الداخلي، لا بل أكثر من ذلك، فقد اعتبرت الكاتبة الصحافية اليس فرودر أن الأمر الواضح الآن أن الثنائي الجديد هما مجرد قيادة مؤقتة، ومن الممكن عند إنهاء التحالف الكبير "غوروكو" فقط معرفة الشكل الذي يمكن أن يكون عليه "الاشتراكي الديمقراطي" في المستقبل.
في المقابل، يعتبر المؤيدون لفالتر بوريانس واسكن أنهما من الوجوه الجديدة ويجب منحهما الفرصة في قيادة "الاشتراكي"، فيما يعتبر معارضوهم أنه ليس لديهما أي فكرة عما تعنيه قيادة الحزب، مع العلم أن نصف الناخبين فقط شاركوا في التصويت خلال انتخابات القيادة الجديدة للحزب وأنتجوا أغلبية ضئيلة.
ويرى مراقبون أن "الاشتراكي" وبعدما كرّس نفسه خلال العشرين عاما الماضية وبقوة للروح الليبرالية الجديدة في سياساته يبدو أنه مع القيادة المنتخبة حديثا سيكون له مسار جديد، وهذا ما عبر عنه الأسبوع الماضي فالتر بوريانس واسكن، بعدما أعلنا أنه يجب أن يكون الحزب يساريا مع المزيد من التوزيع للعدالة والمزيد من الاستثمار.
ويعزو المراقبون أسباب خسارة شولز إلى أن الأخير لم يكن كما أسلافه من القياديين البارزين الذين امتازوا بفن الخطابة لاستمالة الناخبين الحزبيين، وهذا ما لا يمكن أن نجده عند شولز لكي يقدمه للقاعدة المضطربة واليائسة من تدهور حضور الحزب العريق على مستوى البلاد، وبالتالي لم يستطع تجسيد أو بيع النجاح الموضوعي لسياسات "الاشتراكي الديمقراطي" داخل الائتلاف الحالي في برلين.
إلى ذلك، هناك من يعتبر من المحللين أن السياسات المتبعة من الحزب داخل الحكومة كانت عادية بالنسبة للتحديات التي تواجه البلد، فضلا عن أن "الاشتراكي" بات متوجسا من أن يعزز حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف والخضر من حضورهما على حسابه في حال إجراء انتخابات مبكرة.
ويبدو أن "الاشتراكي" وضع نفسه في مأزق مع انتخاب قيادة من الجناح اليساري في صفوفه والتي لديها توجهات بإعادة التفاوض على اتفاق الائتلاف، وهناك حال من التخبط ولا يمكن الحديث عما إذا كان الحزب يريد ترك الائتلاف أو طلب تحسينات أو الاستمرار في الحكم حتى نهاية الولاية التشريعية عام 2021.


ومن بين المعارضين للقيادة الجديدة المستشار السابق غيرهارد شرودر، الذي أعرب عن أسفه لقرار "الاشتراكين الديمقراطيين"، فاعتبر في تصريح مع "دير شبيغل" النتيجة غير مؤاتية.
أما الزعيم الأسبق لـ"الاشتراكي" مارتن شولتز، الذي قاد مفاوضات اتفاقية الائتلاف، فقال في حوار مع "تاغس شبيغل"، "صحيح أن الحكومة الحالية تعمل منذ 20 شهراً بنجاح نسبي، إنما جاء الانضمام إلى التحالف الجديد عام 2018 بعد موافقة 66 % من الأعضاء"، معتبراً الخروج من الاتفاق في حال حصوله بمثابة خطأ جسيم، خصوصاً في ضوء تقدم اليمين المتطرف في أوروبا وقرب تسلم ألمانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي منتصف عام 2020.
في المقابل، اقترح الزعيم السابق، أوسكار لافونتين، أن يغادر "الاشتراكي" الحكومة، وقال لـ"دير شبيغل": "إذا تعاون الاشتراكي مع الاتحاد المسيحي لفترة أطول فسوف يستمر حضوره بالتراجع"، آملاً في أن تتمكّن القيادة الجديدة لحزبه من أن "توفق بين سياسة الحزب والعدالة الاجتماعية والسلام".

المساهمون