سورية: الفصائل تصدّ محاولات تقدم النظام في ريف إدلب

سورية: الفصائل تصدّ محاولات تقدم النظام في ريف إدلب وسط قصف روسي

04 ديسمبر 2019
أصيب مدنيون في غارات جوية روسية (إبراهيم خطيب/الأناضول)
+ الخط -
واصل الطيران الحربي الروسي قصف مناطق مختلفة في ريف إدلب، في محاولة لمساندة قوات النظام التي تشنّ هجمات متلاحقة على مواقع الفصائل المسلحة في ريفَي المحافظة الجنوبي والشرقي، حيث أعلنت تلك الفصائل تصديها لمحاولة تقدم جديدة من قوات النظام في تلك المناطق.

وقالت مصادر محلية إن الطيران الحربي الروسي استهدف قرى كفرسجنة وحران والدار الكبيرة في ريف إدلب الجنوبي، إضافة إلى قرى تل دم وأبو شرجة والسرج وقطرة شرق مدينة معرة النعمان.

وقال الدفاع المدني إن الطائرات الحربية الروسية استهدفت أيضاً منطقة النهر الأبيض شمال مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي بـ 11 غارة ليلاً، مشيراً إلى أن فرقه تفقدت فجر اليوم الأربعاء المكان، حيث اقتصرت الأضرار على الماديات وأضرار في الطريق العام.
وقد أصيب عدد من المدنيين فجر اليوم الأربعاء، جراء قصف جوي روسي على قرية جنوب مدينة حلب شمالي سورية. وحسب الدفاع المدني، فإن طفلاً وامرأة ورجلاً عجوزاً جُرحوا نتيجة أربع غارات لطائرات حربية روسية على قرية الشيخ أحمد بالريف الجنوبي.

في غضون ذلك، تتواصل الاشتباكات العنيفة على محور أم تينة بريف إدلب الجنوبي الشرقي، بين الفصائل المسلحة وقوات النظام التي تحاول التقدم في المنطقة، بالتزامن مع ضربات جوية روسية، إضافة إلى قصف مدفعي وصاروخي متبادل، ما أسفر عن سقوط قتلى من الجانبين، وفق مصادر محلية.

وأعلنت الفصائل المسلحة صدّها عدداً من محاولات تقدم قوات النظام على قرية أم تينة بريف إدلب الجنوبي، وسط قصف جوي مكثف، مشيرة إلى أنها نصبت كميناً لقوات النظام، وأجبرتها على التراجع، بعد قتل وجرح العديد منهم، إضافة إلى خسائر في الآليات.


وتحاول قوات النظام التقدم بشكل شبه يومي على قرية أم تينة، بعد تقدمها على قرى المشيرفة وأم الخلاخيل والزرزور المتاخمة للقرية.

من جهتها، قالت "هيئة تحرير الشام" إن أعداد قتلى قوات النظام في الهجوم على مطار حماة العسكري ومحيطه، بلغت أكثر من 50 قتيلاً، مشيرة إلى أن من بين القتلى ضباطا من النظام وضابطين روسيين، حيث سقطت قذائف عدة على فندق المطار الذي كان يُعقد فيه اجتماع لهؤلاء الضباط، كما تضرر معمل تصنيع البراميل المتفجرة.

وكانت وسائل إعلام تابعة للنظام تحدثت عن قصف طائرات مسيّرة لمطار حماة العسكري الأحد الماضي، ما أدى إلى اندلاع الحرائق وتصاعد أعمدة الدخان، كما توجهت سيارات الإسعاف والإطفاء إلى المطار. في حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاستهداف.


مظاهرة جديدة بدرعا للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين

إلى ذلك، شهدت محافظة درعا جنوبي سورية، مظاهرات جديدة تطالب بالإفراج عن المعتقلين في سجون النظام السوري.

وبث "تجمع أحرار حوران" لقطات مصورة لعشرات الشبان في بلدة حيط بريف درعا الغربي، الليلة الماضية، رافعين لافتات تطالب بالإفراج عن المعتقلين وتبيان مصيرهم، إضافة إلى التضامن مع سكان المناطق التي تتعرض للقصف في شمالي سورية من جانب النظام السوري، وحليفته روسيا.

وكانت بلدة معربة بريف درعا الشرقي، شهدت الليلة قبل الماضية، مظاهرة مماثلة ضد النظام السوري ورفضاً لوجود المليشيات الإيرانية في المنطقة وللمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.
كما أشارت مصادر محلية إلى أن مجهولين كتبوا على بعض الجدران في مدينة بصر الحرير بريف درعا الشرقي، عبارات تتوعد بمواصلة الثورة على النظام وتطالب بالإفراج عن المعتقلين.

ويتعرض مئات الآلاف من المعتقلين لانتهاكات جسدية ونفسية في سجون النظام وفروعه الأمنية، تسببت بمقتل الآلاف منهم، فيما يتهم حقوقيون وناشطون المجتمع الدولي بالتقاعس في الضغط على النظام للكشف عن مصير مئات آلاف المعتقلين والمغيبين قسريا في سجون النظام.

من جهة أخرى، ذكر "مكتب توثيق الشهداء" في درعا، أن المحافظة شهدت خلال الشهر الماضي 28 عملية ومحاولة اغتيال، أدّت إلى مقتل 17 شخصاً وإصابة سبعة آخرين، مشيراً إلى أن الإحصائية لا تتضمن الهجمات التي تعرضت لها حواجز وأرتال قوات النظام.

وأوضح المكتب أن من بين القتلى 11 مقاتلاً كانوا سابقاً ضمن صفوف فصائل المعارضة، ستة منهم التحقوا ضمن صفوف قوات النظام السوري، وخمسة مدنيين لم يتم التأكد من عملهم في صفوف النظام، إضافة إلى قائد سابق في الفصائل. وأشار المكتب إلى أن 23 عملية ومحاولة اغتيال تمت في ريف درعا الغربي، وعملية في ريف درعا الشرقي، و4 في درعا المدينة.
كما وثق قسم المعتقلين والمختطفين في المكتب ما لا يقل عن 17 معتقلاً ومختطفاً، أُطلق سراح ثمانية منهم في وقت لاحق.

وعادت مظاهر الحراك الثوري للظهور مجدداً في مدن وبلدات درعا بعد سيطرة قوات النظام عليها في يوليو/تموز 2018، بموجب اتفاقيات مع الفصائل العسكرية برعاية روسية، قضت "بتسوية" أوضاع الراغبين بالبقاء، وخروج الرافضين إلى شمالي سورية.